الحصان والبئر وسورية

وقع حصان أحد المزارعين في بئر وكانت جافة من المياه، وبدأ الحصان بالصهيل واستمرّ لساعات عدّة. كان المزارع وقتذاك يفكر بطريقة لاستعادة الحصان. لم يستغرقه التفكير طويلاً حتى أقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً وأن تكلفة استخراجه توازي كلفة شراء حصان جديد. ولذلك نادى المزارع جيرانه لمساعدته في ردم البئر فيضرب عصفورين بحجر واحد. دفن الحصان وردم البئر مجاناً بمساعدة جيرانه.

بدأ الجميع باستخدام المجارف والمعاول بجمع التراب تمهيداً لإلقائه بالبئر. أدرك الحصان ما قد صار الوضع إليه، وبدأ الجيران ردم البئر. وفجأة، سكت صوت صهيل الحصان. استغرب الجميع واقتربوا من حافة البئر لاستطلاع السبب في سكوت الحصان، فوجدوا أن الحصان كلما نزل عليه التراب هزّ ظهره، فيسقط عنه التراب ثم يقف عليه. وهكذا كلما رموا عليه التراب نفضه عن ظهره واعتلاه، ومع الوقت استمرّ الناس في عملهم والحصان في الصعود. وأخيراً، قفز الحصان إلى خارج البئر.

هذه هي حكاية سورية التي حاول «أشقاؤها» العرب دفنها حيّة. فاعتلت ركامهم وصمدت وصعدت.

وفاء حسن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى