عون: قرّرنا إقامة مهابط للطوّافات في الأقضية لتأمين الإخلاء السّريع
أطلق رئيس الجمهورية ميشال عون، الحملة المالية السنويّة للصليب الأحمر اللبناني للعام 2017، بعنوان «دعمكن بيرجعلكن»، في احتفال أُقيم في القصر الجمهوري لمناسبة إحياء «ذكرى مؤسّس الصليب الاحمر هنري دونان»، التي تصادف في الثامن من أيار من كلّ عام، معلناً عن «قرار بإقامة مهابط للطوّافات في كافّة الأقضية اللبنانية لتأمين الإخلاء السريع للجرحى عند الضرورة»، وحيّا «شهداء الصليب الأحمر اللبناني»، منوِّها بـ«تضحياتهم وعطاءاتهم في سبيل الإنسانية».
حضر الاحتفال، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي وأمينه العام جورج الكتانة، إضافةً إلى أعضاء الهيئة التنفيذيّة ورؤساء فروع ومديري أقسام ومتطوّعين، وممثّلي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية الشريكة من الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثمّ تمّ عرض فيلمين مصوّرين الأول فيلم الإعلان الخاص للحملة المالية السنوية للعام 2017، أمّا الثاني فتناول أعمال ونشاطات الصليب الأحمر.
ثمّ ألقى الكتانة كلمة، قال فيها: «إنّ الصليب الأحمر اللبناني جمعيّة تلبي منذ العام 1945 حاجات المجتمع بخدماتها المتنوّعة وانتشارها على كافّة الأراضي اللبنانية. فمع 8000 متطوّع، يقدّم الصليب الأحمر اللبناني خدمة الإسعاف والطوارئ مع 3088 مسعفاً في 48 مركزاً»، مشيراً إلى أنّ «الجمعية تتابع الإصلاحات لتتمكّن من الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، وتعمل لتطوير جودة خدماتها والتأثير الإيجابي في المجتمع، خصوصاً أنّ عدد الخدمات والمهمّات الإنسانية المتنوّعة وصلت إلى أكثر من مليون خدمة في سنة 2016، بدعم من 23 شريكاً».
بعد ذلك، ألقى الزغبي كلمة توجّه فيها إلى الرئيس عون بالقول: «بدعمكم ودعم القطاع العام والخاص والمسؤولين والمؤسسات، ودعم الشعب اللبناني، نستطيع أن نبقى ونستمرّ ونطوّر الحلقة الأولى في أماننا الصحي. «دعمكن بيرجعلكن» لكم جميعاً ولكلّ إنسان في وطننا، سهراً وإغاثة وإسعافاً ووحدات دم وخدمات اجتماعية وطبية، وتثقيفاً وإرشاداً وتوعية وإنسانيّة، سنعيده لكم كرامة في مساعدتكم ومحبة في مواكبتكم وصدقاً في معاملتكم وتفانياً في خدمتكم. فخامة الرئيس، بدعمكم للوطن رجعتم وأرجعتم الوطن بدعمكم».
ثمّ ألقى الرئيس عون كلمة، قال فيها: «لقد كنتم رفاقاً لنا في أصعب الظروف. وأنا خبرتكم شخصياً يوم كنتم معي، كما عندما كنتم إلى جانب غيري، في مخيم نهر البارد حيث سقط لكم شهداء. ونحن عملنا على وضع قانون، ننتظر تصديقه من الهيئة العامّة لمجلس النوّاب، بهدف اعتبارهم شهداء».
وأضاف: «علينا أن نساعدكم، وهذا واجب. لذلك قرّرنا إقامة مهابط للطوّافات في كافة أقضية لبنان، وإنشاء خطّ أحمر مع القواعد الجويّة كي تتمكّنوا من التواصل مباشرة معها، فتكون المروحيّات جاهزة كي تساعدكم في عملية الإخلاء، لأنّ السرعة في الإخلاء تساهم في إنقاذ الحياة. فعندما عمد الأميركيّون إلى تعديل طريقة الإخلاء بسرعة، تمكّنوا من تقليص نسبة وفاة جرحاهم إلى 80 . لذلك، فإنّ تأمين هذا الأمر هو من واجبنا اليوم. ولاحقاً، من خلال تعاونكم مع الجيش، تعمدون إلى تحديد المراكز وعلينا يترتب أمر التنفيذ».
ثمّ قدّم الزغبي درع الصليب الأحمر لرئيس الجمهورية، والتُقطت الصور التذكاريّة.
زوّار
من جهةٍ أخرى، استقبل عون بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام يرافقه المدير العام للمكتب البطريركي الإعلامي المونسنيور شربل حكيم، حيث وجّه له دعوة لحضور مؤتمر وطني ينظّمه المركز البطريركي العالمي لحوار الحضارات. وخلال اللقاء، أبلغ البطريرك لحام رئيس الجمهورية أنّه «قدّم استقالته إلى البابا فرنسيس، وأنّ مجمع الأساقفة الكاثوليك سوف يلتئم في شهر حزيران المقبل لانتخاب بطريرك جديد».
وتحدّث لحّام أمام عون قائلاً: «كان انتخابكم حدثاً مفصليّاً على مستوى الوطن والعالم العربي، ومنعطفاً تاريخيّاً في الحياة السياسية اللبنانية، بحيث جاء تبوّؤكم سدّة الرئاسة الأولى تتويجاً لخيار الشعب اللبناني، قبل أن يسلك طريقه إلى مجلس النوّاب».
وأضاف لحام: «أخالني عاجزاً عن التنويه بمحطّاتكم النضاليّة كافة، لكونها رافقت مسيرتكم لما يربو عن نصف قرن من الزمن. وأعتقد واثقاً أنّ رسالتكم القائمة على الذود عن الثوابت الوطنيّة والتشبّث بالقيم الأخلاقيّة، أضفت هالة وبعداً استثنائيّاً على موقع الرئاسة، فغدت مشروعاً قائماً بذاته، تجسّد في شخص الرئيس القائد. ندرك يا فخامة الرئيس المسؤوليات الجِّسام الملقاة على عاتقكم، ونتطلّع إلى التغيير الجذري في الذهنيّة السياسية والاجتماعية، الذي إليه تطمحون. ولعلّ إعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية، فضلاً عن مكافحة الفساد، هي مرحلة تأسيسيّة تتطلّب جهوداً مضنية، قبل أن تنتهي إلى بناء دولة عصرية تحفظ قوانينها الكرامة البشريّة ومستقبل الجماعة، كما تكفل الحريّات الفردية وتحقّق المساواة بين المواطنين أمام القانون».
وأشار إلى أنّ المؤتمر الذي ينظّمه المركز البطريركي العالمي لحوار الحضارات، «يهدف إلى دعم الإصلاحات الدستوريّة والإداريّة والاقتصادية التي تقودون، وفي مقدّمها إقرار قانون انتخابي موحّد المعايير، يؤمّن حسن التمثيل، فيحافظ على الصيغة اللبنانية الفريدة. وبنتيجته، تعيدون الاعتبار إلى التوازن المسيحي الإسلامي الذي اختلّ منذ مطلع التسعينيات من القرن المنصرم. كما يتناول المؤتمر السياسة الخارجيّة للدولة في ظلّ الاشتباك الإقليمي والدولي، الذي طرق باب الاستقرار الداخلي وهدّد وحدة النسيج الاجتماعي في أكثر من مناسبة».
كما استقبل الرئيس عون النائب محمد الصفدي، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع العامّة في البلاد والاتصالات القائمة لإنجاز قانون انتخابي جديد. وتناول البحث حاجات منطقة طرابلس خصوصاً، والشمال عموماً.
وبحث رئيس الجمهورية مع الوزير السابق مروان خير الدين والنائب السابق مروان أبو فاضل شؤوناً سياسية ومواضيع إنمائيّة وأوضاع البُنى التحتيّة ومسألة الكهرباء.
واستقبل عون، في حضور النائب الدكتور ناجي غاريوس، وفد «جمعية البيت الملكي الغساني ذات السيادة» برئاسة نعمان غاريوس، الذي أطلعه على نشاطات الجمعية.
ووضع نعمان إمكانات الجمعية بتصرّف الدولة اللبنانية، لا سيّما لتقديم مساعدات للعائلات اللبنانية.
كما استقبل رئيس «مؤسسة أنطوني أبراهام في الولايات المتحدة الأميركية توماس أبراهام لمناسبة وجوده في لبنان، حيث شارك في مؤتمر الطاقة الاغترابيّة اللبنانية الذي عُقد في مجمع «بيال» قبل أيام.
وفي قصر بعبدا، استقبل الكاتبة والأستاذة الجامعية رحاب الحلو مع والدها كمال الحلو ونائب رئيس جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر، حيث قدّمت لرئيس الجمهورية كتابها الجديد بعنوان: «الأبجدية الفينيقية وأسرارها الخفيّة»، ومجموعة من كتبها.