بغداد: أثرياء من دول الجوار يموّلون «داعش»
أعلنت محكمة التحقيق المركزيّة العراقية، توقيف مجموعة معنيّة بالملف المالي للإرهاب في العاصمة بغداد، كاشفةً عن أثرياء من الدول المجاورة للعراق يدعمون تنظيم «داعش» الإرهابي.
ووفقاً لبيان السلطة القضائيّة نشره موقع «السومرية» الإخباري العراقي، فإنّ «اعترافات الموقوفين أظهرت أنّ تنظيم «داعش» الإرهابي، بات يعتمد على طريقة جديدة في التمويل بالتزامن مع خسارته مناطق نفوذه.
وأضاف البيان، أنّ التحقيقات كشفت أنّ أثرياء موجودين في دول الجوار يدعمون التنظيم مالياً، عبر الحوالات والمبالغ المالية التي تصل إلى العاصمة من قِبلهم.
وبحسب البيان: «التحقيقات توصّلت إلى وجود شركات متعاطفة مع التنظيم، تمنحه البضائع التي يستوجب عليهم إتلافها كون صلاحيّتها قريبة النفاد إلى صرّافين تابعين للتنظيم من دون مقابل مالي، لكي يتمّ بيعها بأثمان رخيصة».
وذكر البيان، أنّ التنظيم «كان يعتمد منذ عام 2014، على المركزيّة في التمويل، لأنّه تمتّع حينها بنوع من الاستقرار الإداري على أراض واسعة داخل العراق وخارجه، والأموال التي تصل إليه من مصادره المتعدّدة داخلية أو خارجية، ترسل إلى ديوان المال في الموصل، ومنها يتمّ توزيعها على الولايات التابعة له بحسب احتياجها، إلّا أنّ تقدّم القوات العسكرية في العامين الأخيرين، اضطرّ التنظيم إلى اعتماد أسلوب جديد، وهو منح الولايات نوعاً من الاستقلال المالي، وإعطاء صلاحيّة تلقّي الواردات وإنفاقها مباشرة من دون العودة إلى المركز».
ميدانياً، قال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت، إنّ قطعات الشرطة الاتحادية المتجحفلة في محور شمال غربي الموصل واصلت توغّلها السريع، وقامت بتضييق الخناق على عناصر «داعش» في منطقة الجسر الخامس.
وأفاد مصدر نقلاً عن الفريق شاكر جودت، أنّ هذه القطعات تمكّنت من تحرير 70 من حيّ الهرمات الثانية وقتلت 6 «دواعش»، وسيطرت على مستودع للذخيرة ومركز للقيادة واقتربت 500 م من حيّ الاقتصاديّين، فيما كثّفت قطعات الشرطة الاتحادية من عمليّاتها المحدودة في محاور جنوب وغرب المدينة القديمة للضغط على دفاعات الإرهابيّين المتهاوية إثر انفتاح محاور القتال وتزايد الضربات الصاروخيّة الموجّهة.
وفي السّياق، أعلنت القوات العراقية عن استعادة حيّ 30 تموز ومنطقة الصناعة الشمالية في الجانب الأيمن من مدينة الموصل من قبضة مسلّحي تنظيم «داعش»، إضافةً إلى مقتل 100 «داعشي» على الحدود مع سورية.
وقالت خلية الإعلام الحربي العراقية في بيان نُشر، إنّ «قطعات الفرقة المدرّعة التاسعة حرّرت، أول أمس، حيّ 30 تموز وأدامت التماس مع حيّي 17 تموز والهرمات الثالثة في الساحل الأيمن من مدينة الموصل». وأضاف البيان، أنّ القوات الأمنيّة كبّدت «داعش» خسائر بالأرواح والمعدّات خلال تلك المعارك.
وكانت قيادة عمليات «قادمون يانينوى» أعلنت، في وقت سابق من الثلاثاء، أنّ قوّات مكافحة الإرهاب حرّرت منطقة الصناعة الشماليّة في أيمن الموصل.
وبحسب قيادة الجيش العراقي، فإنّ مسلّحي «داعش» لا يسيطرون حالياً إلّا على نحو 25 في المئة من النصف الغربي للموصل.
وفي محافظة الأنبار، قُتل 100 مسلّح من تنظيم «داعش» بقصف لسلاح الجوّ العراقيّ بصحراء على الحدود مع سورية، في إطار الحملة العسكرية لتطهير المناطق الصحراوية على الحدود بين البلدين من مسلّحي «داعش» وتأمينها، التي أعلن عنها رئيس الوزراء حيدر العبادي الثلاثاء، وذلك بالتزامن مع الحشد العدواني في الأردن استعداداً للعدوان على سورية، وهو ما يثير العديد من التساؤلات عمّا إذا كان العبادي قد رضخ فعلاً للضغوط الأميركية.
وقالت «خلية الإعلام الحربي» العراقية، إنّ المقاتلات العراقيّة شنّت 11 ضربة جويّة على أهداف لمسلّحي «داعش» في قضائَي عنه والقائم بمحافظة الأنبار.
وأسفرت الضربات عن مقتل 47 إرهابياً في عنه و53 في القائم، إضافةً إلى تدمير مواقع تصنيع القنابل والصواريخ ومعامل تفخيخ السيارات ومكاناً مخصّصاً للطائرات المسيّرة.
ويخوض الجيش العراقي بدعم من وحدات البيشمركة الكرديّة والحشد الشعبيّ والحشد العشائريّ والتحالف الدولي ضدّ «داعش» بقيادة واشنطن، منذ تشرين الأول الماضي، عمليّات عسكرية واسعة النطاق أُطلق عليها «قادمون يا نينوى» لاستعادة مدينة الموصل كاملة من تنظيم «داعش».
وفي 19 شباط الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلّحة، حيدر العبادي، تحوّل الجيش إلى تحرير الجانب الأيمن للمدينة.