حكاية العصفور الذي صار شهيداً
يكتبها الياس عشي
قالت الجدّة:
شبّ حريق في غابة،
تكوّم العصفور تحت جناحيه، يتابع بعينين حادتين ألسنة النار تلتهم الأشجار، والفراشات، وشقائق النعمان.
غنّى العصفور، وحلّق فوق ألسنة اللهب، علّ الفيلة تسمعه أو تراه، فتسرعَ حاملة الماء في خراطيمها، وتطفئَ الحريق.
وخاب ظنّه.. كان الضجيج، يا أولادي، أقوى من صوت العصفور!
فكّر العصفور:
رأى جدولاً، يا أولادي، لم يكن بعيداً عنه.
طار إليه.. حمل بمنقاره نقاطاً من الماء، وبدأ عملية الإطفاء.
سأل الأطفال الجدّة:
ماذا بإمكانه أن يفعل عصفور صغير والنار في كلّ مكان؟
ـ كان يؤدّي واجبه. إنها وقفات العزّ. قالت الجدّة.
وسكتت الجدّة، وبكت.
ـ وماذا جرى بعد ذلك يا جدّتي؟
ـ احترقت الغابة.. ومات من مات.. وفرّ من فرّ.. لكنّ العصفور ورفقاءه صاروا وحدهم الشهداء.
مهداة إلى أبناء شهداء حلبا.