صباحات
صباح لن يغيّر فيه نصر الغرب على خوفه من خسارة باريس. اللعبة مفضوحة لرئيس قيد التأسيس، كيف صنعه تحالف المال والإعلام وكيف أزاح الخصوم. كيف تكون المنافسة مدروسة ويصنع دور المظلوم. عندما يصير الحفاظ على باريس مصدر قلق ورعب في الغرب، يعني أن الخسارة الكبرى تقترب في الحرب… هي سورية التي غيّرتهم ولم تنتهِ، لن تفرح تحالفات الصهيوينة والوهابية والمال بسير الأمور كما تشتهي، فالقزم الجديد من رحم هولاند البليد وليس البديل، ما عجز أمامه الأصيل لن ينجح معه الوكيل.
صباح الشهداء في عيد الشهداء، صباح الجبين العالي وسهر الليالي، صباح التضحيات والأرواح التي لا تبالي، صباح من قدّم الطهر مثالاً وصعد إلى الأعالي. شهداؤنا شهودنا، شهود علينا وعلى الحقّ، شهود الحقيقة. لا عيونهم تنام ولا أرواحهم تهدأ، فهم حاضرون كل دقيقة. يسامرون الجنود على الجبهات كي لا تغفو عيونهم، ويتسلل الأعداء. يصونون إنجازاتهم بالتذكير في وجدان الناس والقادة والآباء والأبناء. ليسوا هم الماضي ونحن الحاضر، فهم لأوطاننا مستقبل حيّ وحضور وكبرياء.
صباح الذكاء في الحرب وبرود أعصاب أصحاب القرار قوّة تنتزع الانتصارات في الميدان عنوة، تنصب الكمائن بين المتفاوضين ليجرّ بعضهم بعضاً لمجزرة. يربح الفائز بخوض حرب مضمرة، بينما الخاسر يخوض حربه مدمّرة. فازت سورية بالتفرّغ لحربها في البادية، لتخرج بجهة منتصرة، ورمت للمسلحين فخّ القتال مع «جبهة النصرة». شهر سوريّ للاختبار وستّة شهور للانتصار. شهر المسلّحين للاختبار وستّة للانتحار. وإن عدتم عدنا… تذكّروا ريف حماة وتذكّروا حلب. وهذه المرة أضيفوا رصيد حساب الغضب.
صباح دمشق تعرف ماذا تريد السلم للسلم والحرب وللحرب ولا يفتّ الحديد الا الحديد. حيث للارهاب معقل لن يتوقف إلا بالنار أي تهديد. الآن اختبار لمن توهّموا أنهم قادرون، هل تعلموا الدرس أم يريدون الدرس الجديد؟ هل بلغتهم الرسالة أن حاربوا «النصرة» أم يريدونها مضمونة البريد . ان تعلموا وتبلغوا وتموضعوا وانصاعوا كان به والا المزيد. الهمّ الآن شرق نحو الحدود مع العراق بيت القصيد. ثم تفقّد والعصا لمن عصى، ولمن أطاع تمديد وراء تمديد.
صباح الجباه السمراء تلفحها رمال الصحراء. الطريق السالكة للكرامة مهرها دماء. صباح الإرادة والهِمم العالية، تكسر الصعاب والريح العاتية. صباح القرار بإغلاق المنافذ وسدّ المسارب، فالحرب لعبة شطرنج تخاض بالعقارب،
والمؤمن لا يلدغ مرّة واحدة، فكيف يلدغ مرتين؟ وكيف يتّخذ من العدو صاحباً؟ صباح رجال كلّ الاحتمالات والفصول، الذين إن عزموا حزموا مهما تأخرت الشمس وزاد الهطول. فهم شمس أيامنا وهم على كل سؤال جواب.
صباح اليمن الذي يجوع ولا يركع، صباح الألم وصباح العزّ وصباح الوجع. صباح لا يفهم معناه إلا الأسرى وحربهم المفتوحة، فكلّ يداوي بالكرامة جروحه.
صباح فلسطين تدخل العشرين، من السجن يناجيها السجين، ينذر روحه مهراً لقبولها عروساً في عرسها، وتنحني له الشمس تطفئ في البحر قرصها.