محاضرة لجهاد أيوب حول استغلال مفهوم الحرّية

في ندوته في مقرّ «اتّحاد الكتّاب اللبنانيين» حول «استغلال مفهوم الحرّية بلغة الإبداع فنّاً وأدباً وإعلاماً»، أكد الزميل جهاد أيوب على خطورة استخدام الحرّية تحت لواء «أنا حرّ»، والعمل على تعرية المجتمع إلى أبعد من التسطيح، وذلك بحضور أمين عام الاتّحاد الدكتور وجيه فانوس، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي.

قدّم للندوة أمين سرّ الهيئة الإدارية في الاتّحاد الدكتور جهاد بنوت، مشيراً إلى أهمية طرح قضية كهذه في مثل هذه الظروف، في أمة تعاني القحط.

ومما قاله أيوب في المحاضرة: الحرّية لا تتجزّأ، ولكنها ليست مطلقة، وإذا اعتبرناها مطلقة تصبح مرضاً فكرياً شاذاً. وبعضنا يريد للأفكار الشاذة حالة إبداعية، وهنا الفرق بين العمل الإبداعي وبين التصرّف في الإبداع والفكر والحياة. الحرية مسؤولية، وقيود فكرية وأخلاقية وعقائدية… ولا نخاف على الحرّية إلا ممن يتشدّق بها، ويختبئ خلفها، ويستغلّها لمناسبة ومن دونها، ويتحدث بِاسمها وهو يهابها كلامياً، ولا يؤمن بأن يتصرّف بها الآخر، لذلك نجده في العتمة يخطّط ليغتالها بأفعاله النهارية!

وأضاف: نعم، الحرّية باب من أبواب الحضارة، ولكنها ليست الحضارة كلّها. الحرية فكر وتحضّر، لا تُصَنع أو يتم تأجيرها، ولا تُشترى من المحلات أو السفارات.

كما أكد أيوب أننا وبسبب استغلال الحرّية في استغباء الشعوب، نعيش تناقضاً وجودياً. وهذا التناقض الوجودي أكثر من موجع، وأكثر من لاغٍ، أوصلنا إلى معادلة أننا في عالم الحرّية والحقيقة تناقض موحش.

وفي نهاية محاضرته قال أيوب: بسبب استغلال مفهوم الحرّية، والاستخفاف بعمق الحقيقة، نعيش أزمة عمر، وسبب هذه الأزمة استغلال الإعلام والأدب والفنّ للحرية على طريقة «أنا حرّ فقط».

بعد ذلك، فُتح باب النقاش، وكانت مداخلة قصيرة من فانوس، أشار فيها إلى ما سمّاه «سرطان الإعلام وانحلال المجتمع»، وأكد أن «واتس آب» أهمّ من جميع دور النشر.

كما تحدّث الدكتور محمد قبيسي متسائلاً عن عدم تقديم الحلول، ومشيراً إلى أننا نعيش حرّية الرأي والتعبير على عكس ما عَرض أيوب.

وفي الختام، ردّ أيوب على الأسئلة والملاحظات، مشيراً إلى أنه قدّم الحلول من خلال انفتاحنا على الأنسنة والإنسان، ففي السابق كنا نطالب الدولة والمؤسسات الثقافية أن تقدّم الحلول، أما اليوم فالدول تتلاشى، والأنظمة مفكّكة، واستقرار الدولة في تدنٍّ، وبذلك لا مجال لنطالب بالحل مًن كان السبب بفشلنا، بل على الفرد أن يبحث هو عن الحلول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى