الصين تدعم مبادرة «الحزام والطريق» بـ 79 مليار دولار

افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس، في بكين قمة دولية حول «طرق الحرير الجديدة» تطمح الى تعزيز علاقات بكين التجارية مع أوراسيا وأفريقيا.

وتهدف هذه القمة إلى إحياء طريق الحرير القديمة التي كانت تستخدم لنقل منتجات إمبراطورية الوسط إلى أوروبا والعكس بالعكس، عبر آسيا الوسطى، على ظهور الجمال.

وتقضي دورة 2017 التي دعت إليها الصين، إلى مناقشة مجموعة من الاستثمارات في مشاريع للسكك الحديد والطرق السريعة والمرافئ والطاقة.

ويشارك قادة 29 بلداً في القمة التي تعقد في بكين، ومنهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، اللذان جلسا إلى يمين تشي جين بينغ ويساره خلال حفل الافتتاح.

وحضر أيضاً إلى بكين رئيسا الحكومة الاسباني ماريانو راخوي والمجري فيكتور اوربان، على غرار رئيسي الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني واليوناني ألكسيس تسيبراس، وتتمثل فرنسا برئيس الوزراء السابق جان بيار رافاران، لكنّ معظم المسؤولين الغربيين لم يحضروا.

واغتنم رئيس ثاني اقتصاد عالمي هذه الفرصة، ليظهر مرة أخرى مدافعاً كبيراً عن التبادل الحر والعولمة، في ما تريد أميركا في عهد دونالد ترامب العودة على ما يبدو إلى تطبيق سياسة الحماية.

وقال بينغ «إنّ العزلة تؤدي إلى التخلّف والانفتاح هو مثل معركة اليرقانة التي تخرج من شرنقتها، وهذا يترافق مع الألم، لكن هذا الألم يعطي حياة جديدة».

وأكد الرئيس الصيني الذي تطرّق إلى ذكرى تجار مثل «ماركو بولو» سلكوا الطريق التجارية القديمة، «إن روح طريق الحرير أصبحت تراثاً كبيراً للحضارة الإنسانية».

وأضاف أنّ «طريق الحرير القديمة قد أزهرت في زمن السلام، لكنها فقدت قوتها في زمن الحرب، واستمرار مبادرة طرق الحرير الجديدة يتطلب بيئة سلمية ومستقرة».

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية، أمس، بانطلاق أعمال منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في العاصمة بكين.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، «إن بلاده ستقدّم دعماً مالياً ضخماً للمشاريع المتعلقة بمبادرة «الحزام والطريق للتعاون الدولي، يبلغ حجمه قرابة 79 مليار دولار».

وأضاف إن «مبدأ اربح اربح في مشروع الحزام والطريق سيسهّل وصول المكوّنات الرئيسية للإنتاج الصناعي من قبيل الرأسمال والإنسان والتكنولوجيا، إلى المنتجات والموارد والأعمال المشتركة».

وأوضح أنهم «سيقدّمون 14 ملياراً و495 مليون دولار لصناديق بلدان الحزام والطريق ما وراء البحار، فيما سيقدّم بنكا التنمية والاستيراد والتصدير الصينيان قرضاً بقيمة 55.8 مليار دولار لدعم مشاريع المنتدى».

وأشار إلى أنّ بلاده «ستقدّم مساعدات بقيمة 8.7 مليارات دولار للبلدان النامية ومنظماتها في مبادرة الحزام والطريق».

وأوضح أنّ بكين «عملت مع حوالي 60 بلداً في إطار المبادرة، وأنّ التعاون في المشاريع الممتدة من الصين إلى أوروبا سيرتفع في مجالات الطرق البرية والبحرية والجوية والسكك الحديدية، وفي مجال الأمن الإلكتروني».

ولفت إلى أنّ بلاده «وقعت بروتوكولات تعاون مع أكثر من 40 دولة ومنظمة، وستبرم اتفاقيات تعاون تجاري واقتصادي مع أكثر من 30 بلداً خلال المنتدى».

وبيّن أنّ «استثمارات بلاده في المشاريع الدولية على هامش مبادرة الحزام والطريق تجاوزت 56 مليار دولار، وأنها أقامت مناطق اقتصادية مشتركة مع 56 بلداً».

وقال الرئيس الصيني «إنّ بلاده أنشأت صندوقاً في مجال التعليم بهدف تعزيز التواصل في المجال الحضاري والمدني بين البلدان المشاركة في المبادرة، وإنها ستخصّص 10 آلاف منحة دراسية لطلاب البلدان المذكورة».

وأشار إلى أنّ بلاده «تعتزم بناء 50 مختبراً مشتركاً في البلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، وتساهم في تأهيل وتدريب 5 آلاف رجل علم منها».

وانطلقت أمس في العاصمة الصينية بكين، أعمال «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي» الأكبر في تاريخ البلاد، بمشاركة 1500 مندوب من 130 بلداً و70 منظمة دولية، وبحضور زعماء 29 دولة.

ويهدف المنتدى إلى توسيع أنظمة المعايير الفنية وخطط البنية التحتية للبلدان التي تقع في طريق «الحزام والطريق»، وتعزيز النقل المتكامل، وممرات النقل البرية والبحرية والجوية على صعيد القارات.

ويُعدّ منتدى «الحزام والطريق للتعاون الدولي»، أكبر وأوسع اجتماع تحتضنه جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949، ويحمل شعار «التعاون من أجل الرخاء المشترك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى