رسالة من «داعش» في عين الحلوة: نحن هنا
يوسف المصري
قبل خروج مسيرة الأعلام السود الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام «داعش» داخل مخيم عين الحلوة قبل ثلاثة أيام، كانت المعلومات تتواتر وتتجمع لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية، وجميعها تحذر من أن المخيم يشهد حراكاً مكثفاً لمجموعات تكفيرية انتشرت بداخله، وهي على صلة بتنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة».
وحذرت هذه المعلومات من أن هذه المجموعات تتحضر لشن عمليات إرهابية على صلة بأجندة عمل موجودة لدى تنظيم الدولة الإسلامية لبدء موجة إرهابية جديدة في لبنان.
وكشفت مصادر فلسطينية موثوقة داخل مخيم عين الحلوة لـ«البناء» أنه خلال الأسبوع الماضي تمّ رصد مجموعة من الإرهابيين التابعين لـ«داعش»، وهي تستعدّ للانطلاق من داخل أحد أحياء المخيم باتجاه هدف في الجوار اللبناني بغية تنفيذ عملية إرهابية ضدّه. لكن يقظة المؤسسات الأمنية اللبنانية المستنفرة لمتابعة كلّ تحرك مشبوه داخل المخيم أدى إلى وأد هذه العملية في مهدها.
وأضافت هذه المصادر أن الإرهابيين اضطروا إلى إلغاء العملية وهم في ذروة لحظة الاستعداد للانطلاق من داخل المخيم باتجاه تنفيذها ضد نقطة لبنانية مجاورة له.
وأكدت أن هذه المجموعة الإرهابية، لا تنتمي للمجموعات الخمسة الموجودة في حي التعمير، وأبرزها مجموعتا هيثم الشعيبي وبلال بدر بل هي مجموعة جديدة حديثة التشكل ومتمركزة في عمق المخيم، وليس في المنطقة اللبنانية – الفلسطينية المشتركة الطوارئ والتعمير التي تتمركز فيها المجموعات الخمسة الآنفة وبقايا مجموعة جند الشام، وذلك ضمن توافق قديم بين القوى الفلسطينية والسلطات اللبنانية لحصرهم في منطقة قليلة التأثير على وضع المخيم الداخلي وقريبة من أيدي الجيش اللبناني.
وكشفت أيضاً عن معلومات تتعلق بماهية هذه المجموعة الإرهابية الجديدة، وأبرزها أن كل عناصرها هم فلسطينيون، وأن حي حطين يُعتبر أحد أبرز أماكن تواجدها داخل المخيم، علماً أن هذا الحي بدأ يشهد منذ أشهر سيطرة ملحوظة عليه من قبل فروع تابعة للجماعات التكفيرية السورية.
وقالت المصادر عينها إن هذه العملية التي كان مقدراً لها أن تحدث قبل أيام انطلاقاً من مخيم عين الحلوة، كانت تضمر عدة أهداف بحسب معلومات استخباراتية فلسطينية رفضت الكشف عنها جميعاً، واكتفت بالإفصاح عن هدف واحد منها، وهو إيصال رسالة من داعش للدولة اللبنانية مضمونها: «نحن موجودون هنا داخل المخيم».
وأكدت هذه المصادر أن ميل داعش وشقيقاتها لاستخدام المخيم كإحدى ساحات حراكهم في لبنان، يلقى معارضة معظم القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية داخل المخيم بما فيها عصبة الأنصار. فيما تؤيد هذا التوجه الداعشي بعض المجموعات الخمسة الموجودة في حي التعمير والمصنفة على أنها تنتمي لفكر القاعدة، وليست كلها.
وتقول المصادر عينها إن المسيرة الصغيرة التي رفعت أعلام «داعش» يوم أول من أمس في المخيم والتي كانت تقف وراءها في شكل أساسي جماعة بلال بدر، كان هدفها التعويض عن فشل العملية الإرهابية التي كان يفترض وقوعها قبل أيام وبالتالي تمّ اعتماد خيار تسييرها من قبل التكفيريين بغية إيصال «الرسالة» التي تعذر إطلاقها بعد اضطرارهم لإلغاء العملية الإرهابية ومفاد هذه الرسالة: «داعش أصبحت هنا في عين الحلوة».