ثورة بلاد الشام تشرق على شاشة «المنار» في رمضان «بلاد العزّ»… الوجه الحقيقيّ للتاريخ بمنأى عن الجغرافيا
عبير حمدان
يجمع فريق عمل مسلسل «بلاد العزّ» عدّته التي احتضنها الجرد في مكان ما من البقاع على مدى شهر تقريباً. فقد أُنهِي تصوير العمل المنتظر والذي ستدخل فيه قناة «المنار» المنافسة الرمضانية بعد استراحة إنتاجية لـ«مركز بيروت» الذي غاب عن الخارطة الدرامية في الموسم السابق، ليعود الآن ضمن إطار جغرافي لم ينل حقه لفترة طويلة من جرّاء التهميش حيناً، والترويج لصورة نمطية تخالف الواقع أحياناً. ومن هنا تبدو المسؤولية مضاعفة، إذ إن الإضاءة على البيئة المهمّشة في محيطها الجغرافي ليست بالأمر السهل، وكتابة التاريخ بوجهه الحقيقي مجازفة تقارب المواجهة مع من يعمل على تشويهه وتفصيله على قياس نظرته الضيّقة ونرجسيته.
هنا، تلفح إشعة الشمس تلك السواعد القوية التي ارتبطت بالأرض. هنا يروي الجرد حكاياته التي حفظها أبناء السهل الواسع. ومن هنا عبر الثوار الذين وصفهم المستعمر بـ«الطفّار» و«قطّاع الطرق» و«الفراري». ومن هنا من بعلبك بلاد الشمس والشهامة والعزّ، تتوهج شعلة المقاومة التي رفض أهلها التقسيم ونبذ الحدود المرسومة اليوم على قياس المشروع الصهيوني وكلّ من يهلّل له… أجل، إنها المقاومة التي تشرق نصراً على جيل بعد جيل، ولو اختلف الزمن ستبقى وستستمرّ.
بين تلك الصخور حيث السماء قريبة، استقبلنا «مركز بيروت» في آخر يوم تصوير له. وكانت لـ«البناء» حصة وفيرة من اللقاءات السريعة مع نجوم العمل المنتظر.
رعد: القائد والثورة
يؤدّي الممثل عدي رعد دور «القائد معين» الذي يتبعه ثوّار أهل بعلبك. ويتحدّث عن الدور بشكل مقتضب: هذا العمل يمنح منطقة بعلبك حقها بما تختزنه من حكايات البطولة والشهامة والكرامة والنخوة التي يتمتع بها أهل بعلبك. وسيرى الناس الصورة الحقيقية لبلاد الشمس من خلاله. في هذا العمل أؤدّي دور «معين»، قائد الثوار والشخص الجادّ والثابت على مواقفه والقادر على تحقيق الحق.
أما لماذا تمّ اختياره لتأدية شخصية يعرفها أهل المنطقة ولو منحتها الدراما اسماً أخر يقول: ربما لأني ابن بعلبك الهرمل، وأتقن اللهجة وأعرف شخوص المنطقة الذين حفظتهم الذاكرة الشعبية ولو لم يتم الإشارة إليهم بأسمائهم. وأحبّ الإشارة إلى أنّ مسلسل «بلاد العزّ» يستحق المشاهدة لكونه عملاً متكاملاً لناحية السرد الدرامي والإخراج وتقنية الإنتاج.
ويرافق رعد ابنه النجم الصغير الصاعد آدم الذي يقول لنا: أنا الولد الوحيد في العمل وألعب دور «عدنان» الذي يعمل مع كل من يعطيه المال.
سرحان: القوّة والعقل
يرى الممثل سعيد سرحان أن المقاومة لا تكون في السلاح فقط. وعن دوره في العمل يقول: الشخصية التي ترينها هي «عزمي بيك»، والذي كان في البداية الشاب «رزّوق» الذي استهان به أهل ضيعته. وهو الذي رفض حمل السلاح إيماناً منه بأن وسائل الكفاح تبدأ من القلم وصولاً إلى الصاروخ. العمل يتحدث عن الحقبة التي رفض فيها أهل بلاد الشام التقسيم وثاروا على المستعمر الفرنسي، ولكن لن تكون هناك تسمية مباشرة لهؤلاء الثوار بل هناك إشارة إليهم ومن يعرف التاريخ سيدرك هويتهم الفعلية ولو من خلال أسماء افتراضية. وفي النهاية، «رزّوق» تمكن من بلوغ الهدف المنشود من خلال القوّة والعقل.
قسّيس: التمسّك بالجذور التاريخية
يعتبر نقيب الممثلين الفنان جان قسيس أن «مركز بيروت» يحترم الممثل ويتعامل مع المحترفين على الدوام، ويقدّم مادة درامية جيدة وتترك بصمتها في ذاكرة المُشاهد. وعن «بلاد العزّ» يقول: هي ليست تجربتي الأولى مع «مركز بيروت»، وفي «بلاد العزّ» المسلسل التاريخي الذي يتناول مرحلة الاستعمار الفرنسي أشعر بالرضا التام. ودوري يحمل طابعاً مأسوياً وتراجيدياً لأبٍ يسعى إلى حماية ابنه ويواجه السجن وكلّ أشكال الظلم الممكن.
ويرى قسّيس أن التاريخ ليس لعبة وعن ذلك يقول: الكاتب محمد النابلسي سواء في «قيامة البنادق» أو الآن في «بلاد العزّ» يركّز على ضبط المسائل التاريخية لأن التاريخ ليس لعبة. ومن هنا أؤكد أن الدقة في الطرح موجودة، ونحن بحاجة إلى التمسك بالجذور التاريخية كي ننتج دراما تاريخية حقيقية أفضل من أن نقدم دراما باللبناني، ولعلّ الأزمة تكمن في غياب الثقافة.
حمدان: جزءٌ من الواقع
يعتبر جمال حمدان أنّ العمل سيجذب المشاهد لما فيه من واقعية يمكن أن تنسحب على الماضي والحاضر والمستقبل. وعن دوره يقول: أجسّد شخصية «نوح» الذي يعاني من كيد المحتل ويتعرّض لأبشع أنواع الظلم. ولكنه ينتصر على مظلوميته في نهاية المطاف، إذ إن الغلبة للحق مهما استفحل الطغيان. وإجمالاً، توليفة العمل ممتازة وقادرة على جذب المُشاهد، ورغم أن طبيعة التصوير صعبة لناحية الجغرافيا والأماكن، إلا أن ما يهمّ إيصال مشهدية جيدة إلى الناس بما فيها من إسقاط على الواقع الذي يتكرّر منذ مئة سنة وحتى اليوم.
ويضيف في إطار متصل: ما سترونه جزء من الواقع، وفكرة المقاومة تستحق أن نضيء عليها في أكثر من عمل درامي لكونها معيناً لا ينضب عوّدنا عليه «مركز بيروت» الرائد في رسالته الفنية التثقيفية الهادفة.
بدوي: عصا موسى
يمسك الممثل القدير نعمة بدوي عصاه ويتكلّم ضمن إطار محدّد عن العمل، فيقول: أهل مدينة الشمس هم أهل العزّ، هذا المسلسل يؤرّخ لحقبة زمنية حيث كان المستعمر يصف المقاومين بأنهم عصابات و«طفّار» وقُطّاع طرق، وللأسف مع تكرار التوصيف تصبح هذه الصفات لصيقة بهم. ولكنهم في الحقيقة كانوا يقاومون الاحتلال الذي يسعى لأن يذلّهم. وأنا أؤدّي دور الفلاح البقاعي الذي يتمتع بالعزّ وروح الطرافة، وباللهجة البعلبكية سنقول للمحتل أنه لا يمكن أن يبقى «هَوْن» وأصحاب الأرض هم الباقون «هَوْن» وهذه المنطقة هي مقلع الرجال بما تحمل من كرامة وعزّة.
أما عن الفارق بين الأعمال التي سبقت هذا العمل فيقول: هي استمرارية، في «قيامة البنادق» كان الجنوب هو ساحة القتال ولكن لم يقتصر الأمر على أهله. إذ إنّ «أبو علي ملحم قاسم» البعلبكي ذهب إلى الجنوب ليساند أهله، وحين أراد ابن الجنوب إيجاد ملجأ موقّت في تلك الحقبة قصد البقاع. هو فعل تبادل إذا، ولعل المختلف في «بلاد العزّ» أننا ننقل صورة البقاع كما هي بالفعل، هي إعادة لكتابة تاريخ المنطقة كما هو، هي كلها بلاد الشام في النهاية والانصهار حتمي ومعه تسقط كلّ التسميات.
شمص: التقسيم الطائفيّ
يشير الفنان القدير سمير شمص إلى الاختلاف في الطرح عن الأعمال السابقة، ويقول: ما نقدّمه اليوم مختلف لناحية معالجة الحوادث التاريخية في تلك الحقبة. العمل يضيء على كيفية تقسيم المنطقة من قبل المحتل المستعمر، وذلك على أساس طائفيّ، ما أوصلنا إلى ما نعيشه اليوم من انقسام واقتتال. ولأننا الآن أمام خطر «سايكس ـ بيكو» جديدة، فمن الجيد أن نضيء على تلك المرحلة التي رسّخت مفاهيم الطائفية بأبشع صورها. ذاك التاريخ لا يختلف عن واقعنا الحالي. وشخصياً، أنا راضٍ عن كل التفاصيل المحيطة بالعمل، وأؤدّي دور الشيخ «أحمد» الذي يرشد الثوّار. وأتمنى أن تصل الرسالة التي يقدّمها العمل إلى كل الناس.
شلق: خطّ المقاومة
يحلّ الممثل المبدع عمّار شلق كضيف شرف على العمل. وعنه يقول: «بلاد العزّ» مسلسل في الخطّ نفسه الذي عوّدتنا عليه قناة «المنار» وأيضاً «مركز بيروت»، وخطّ المقاومة نفسه سواء كان المحتل فرنسياً أو صهيونياً، أو حتى الخطر التكفيري. وسترون بصمة جديدة بتوقيع المخرج عاطف كيوان الذي يقدّم قراءة ممتازة بين السطور، إضافة إلى إدارة جيدة للممثل وحركة الكاميرا. وأنتم كصحافة ستكتبون لاحقاً أننا أمام مخرج عربيّ متميّز. وما يميّز العمل أنه في البقاع بعد أن كانت كل الأعمال السابقة التي أنتجها «مركز بيروت» في الجنوب، وهو عبارة عن تحية للمنطقة، لذلك أصررت على المشاركة فيه. و«مركز بيروت» سمح لي أن أكون ضيفاً في هذا السياق الدرامي ومن هنا أشكره على هذه الثقة.
خوري: صراع الخير والشرّ
تعرب الممثلة لارا خوري عن فرحتها لكونها جزءاً من عمل دراميّ جادّ. وعن تجربتها تقول: في «بلاد العزّ» أؤدّي شخصية ابنة البيك القاسي والظالم. وأعيش صراعاً قوياً بين الخير والشرّ. ومن هنا تأتي التقلّبات في شخصيتي وما يتبعها من مشاكل سترونها خلال متابعتكم المسلسل. وهذا التعاون الأوّل لي مع «مركز بيروت» وأتمنّى أن تتكرّر هذه التجربة كونها رائعة ومميزة في ظلّ الجوّ العائلي، والاحترافية لدى طاقم العمل كلّه.
وهبي:التهجير والمخطّط اليهودي
يأتي الممثل عصام وهبي من القرى السبع إلى منطقة بعلبك وعن ذلك يقول: نحن عائلة جنوبية من القرى السبع، نعاني التهجير نتيجة الضغوط التي مارسها اليهود علينا بسبب ألواح الرُقم التي تثبت ملكية الأرض لأصحابها وهم يريدون إخفاءها لشرعنة احتلالهم. ونختار اللجوء إلى بعلبك والالتحاق بالثوار ونعاني الكثير، وفي النهاية سنصل إلى القدس لنحرّر أسرانا هناك. العمل يقدّم رسالة هادفة وذات قيمة. إنها رسالة المقاومة يتم تقديمها ضمن إطار دراميّ وهناك إنصاف كبير لمنطقة بعلبك ـ الهرمل التي عمل البعض على تشويه صورتها وعانت من تقصير الدولة في المقابل. وأتمنى أن تصل الرسالة إلى المُشاهد، وهذه الأعمال تحتمل أن تكون لها أجزاء متتالية كي يُضاء على كلّ الشرفاء الذين كتبوا تاريخ بلادنا بدمائهم.
علاء الدين: اعتمدنا الترميز
يجمع محمد علاء الدين بين عمله كمدير إنتاج وممثل وعن ذلك يقول: أؤدّي دور شخصية سيئة للغاية، أنا «كايد» الشرير القادر على بيع كل شيء لأجل المال، هي العمالة بكل ما تضمّه من انحطاط، وفي النهاية سيقع في شرّ أعماله.
وينتقل إلى الجانب التقني فيقول: هذا العمل كان مقرّراً منذ سنتين ولكن الظروف المادية حالت دون تنفيذه حتى الآن. وحين اتُّخِذ القرار بإنتاجه ليكون ضمن الخارطة الدرامية الرمضانية، سعينا إلى التغلب على الصعوبات المتمثلة بضيق الوقت لننجز العمل في زمن قياسيّ. أضف إلى ذلك حساسية منطقة البقاع لناحية الإشارة إلى الشخوص بأسمائها الحقيقية. لذلك اعتمدنا الترميز. ومن يعرف التاريخ سيدرك من نقصدهم بين السطور، ونحن لا نريد أن يعتب علينا أي أحد من عشائر المنطقة. ورغم صعوبة الإنتاج كانت هناك أمور ميسّرة أكثر من الجنوب، إذ إنّ الخيول متوفرة هنا أكثر، والبلديات تعاونت وكذلك الناس، ومن خلالكم أريد أن أقول لكلّ الناس إنّ الصورة النمطية التي يتم لصقها بمنطقة البقاع مغرضة ومشوّهة. هنا وجدنا التزاماً مطلقاً وحفاوة لا نظير لها من كلّ فرد على هذه الأرض… واليوم في السابع من أيار 2017 نختتم وإياكم آخر أيام التصوير، وسترون ضخامة في الإنتاج كما شاهدتم في «قيامة البنادق» لنقدّم صورة جميلة للناس. نحن نبرز الوجه الحقيقي للمقاومين بعيداً عن خيال الكاتب الذي يقدّم شخوصاً افتراضية، وفي النهاية هذا المقاوم الذي نكتب تاريخه إنسان يفرح ويحبّ ويحزن ويحصد الشهادات العليا، وليس بالضرورة أن يتكلم بلكنة أجنبية كي يكون شخصاً متحضراً. نحن في «مركز بيروت» نضمّ في فريق العمل كل الأطياف ولم نقع في فخّ الطائفية على الإطلاق، في الفنّ لا وجود للمذاهب.
زين الدين: امتداد لفعل المقاومة
يتوجّه أحمد زين الدين مدير العلاقات العامة ومواقع التصوير، بالشكر لكل الجهات الرسمية والأمنية على تعاونها الجاد مع فريق عمل «مركز بيروت» ويقول: كما ترين، مواقع التصوير بعيدة نسبياً. والبلديات وكذلك الجهات الأمنية سهّلت لنا كافة الأمور اللوجستية. والحمدلله لم تواجهنا أيّ مشكلة خلال التصوير سواء في الجنوب أو في البقاع. ومن هنا أحبّ الإشارة إلى نقطة مهمة حول منطقة البقاع تحديداً، إذ إنّ الصورة التي عمل البعض على ترويجها حول أهل هذه المنطقة مغلوطة. ومن خلال منبركم أدعو كلّ من يشير إلى البقاع بأصابع الاتّهام لأن يتفضّل ويرى كيف تكون الشهامة وكيف يتم تكريم الضيف وكيف تشرّع البيوت أبوابها لكلّ وافد إليها.
وعن الممثلين المشاركين في العمل يقول: يمكنني أن أجزم أن كلّ من يعمل معنا يؤدّي دوره بقناعة ولا يمثّله فحسب. هذا العمل الذي تدور أحداثه في الحقبة الممتدة بين 1920 و1926، وما هو إلا امتداد لفعل المقاومة، وهو عبارة عن وفاء لهؤلاء الأشخاص الذين لعبوا أدوارهم الفاعلة في حماية هذا الوطن وشكلوا هذه السلسلة التي نراها تحقّق الانتصارات اليوم.
كيوان: مقياس الاحترافية
يتحدّث المخرج عاطف كيوان عن تجربته الإخراجية الأولى قائلاً: هذا العمل يضيء على عشائر بعلبك الهرمل وفعل المقاومة ضدّ المحتل، صحيح أن هناك فرقاً بين الممثل السوري والممثل اللبناني لناحية الضعف الذي عانت منه الدراما اللبنانية في مرحلة ما، يجعل الممثل اللبناني أقل تمرّساً من قرينه السوري، إلا أن هذا لا ينفي وجود طاقات وقدرات تستحقّ التقدير.
وعن اختيار «مركز بيروت» المخرجين السوريين يقول: ربما وجد المركز أننا كمخرجين سوريين نملك الاحترافية المطلوبة. وهنا أنا لا أنتقص من جهد المخرج اللبناني. ولكن كما أشرت في بداية الحديث، إن كثافة التجارب التي حققتها الدراما السورية ساهمت في تطوير قدرات كلّ من يعمل فيها.
الرحبي: التاريخ المنسيّ
يعود الممثل السوري وسيم الرحبي إلى إشكالية التاريخ ليقول: فكرة النصّ جديدة لناحية «الحدّوتة» المختلفة. إذ إنّ هناك تاريخاً منسيّاً ما بين بعلبك وجبل عامل وفلسطين ونحن لا نعرف عنه الكثير. والعناصر الموجودة في «الحدّوتة» تحتاج إلى إضاءة ومن هنا بدأت القصة. أما لماذا التاريخ منسيّ، فربما الظروف السياسية تلعب دوراً في ذلك، وتاريخ البشر يُظهر أموراً ويخفي أخرى. وأيضاً هناك أناس يتذاكون على الإعلام أو يفبركونه. وللأسف رأينا أن الدراما اللبنانية تقتصر على مسألة النساء الجميلات بهدف الترويج في دول الخليج، ومن هنا أتوجه بالتحية إلى قناة «المنار» و«مركز بيروت» على هذا المشروع العقائدي الذي يعتمدونه بدءاً بـ«الغالبون» وصولاً إلى «بلاد العزّ».
وعن دوره يقول: أنا أؤدّي دور اليهودي المتصهين الذي يمهّد لقيام دولة «إسرائيل» المزعومة، ومن الصعوبة في مكان أن نقدّم للناس شخصية شرّيرة بإتقان… وفي ذلك جهد كبير.
كلّ شخص مقاوم من موقعه
يخرج أسامة المصري من ثوب الشرّ، وعن العمل يقول: «بلاد العزّ» اسم على مسمّى، لإنه يتحدّث عن أهل العزّ والكرامة. وللمرّة الأولى سأكون الثائر الذي يقاوم المحتل والظالم. وأنا سعيد جدّاً لأني أعود إلى أصلي البعلبكي كما يقول لي أهل بلدتي النبطية أن آل المصري أصلهم من البقاع.
أما هشام أبو سليمان، فيرى أنّ كل شخص مقاوم من موقعه وعن مشاركته في العمل يقول: أنا أقف في دائرة الثأر بمفهومه الحقيقي بما يتبعه من عنفوان وكرامة. «بلاد العزّ» مسلسل يحكي عن التاريخ المقاوم بمحطّاته المضيئة والمشرّفة. وكممثّل، حين ألعب دوري باحتراف، أكون هذا المقاوم من موقعي، والمقاومة لا ترتبط فقط بالسلاح إنما هي مرتسمة جليّة في وجه الفلاح، والمعلّم الذي يحمل القلم، والتلميذ، والأمّ وربّة المنزل، ومهما كُتِب عن شخوص في تلك الحقبة لن نتمكن من الإحاطة بكل التفاصيل، ولن نرضي الجميع. ولكن تبقى المحاولة ضرورة تستحقّ المخاطرة.
يتحدّث سامي أبو حمدان عن العمل باختصار شديد، فيقول: ألعب دور «عبد الله» الثائر الوطني بامتياز. والشخصية التي وصفها المخرج بأنها الطاقة الإيجابية في المسلسل. وهي التجربة الأولى لي مع «مركز بيروت» ولمست الاحترافية بقوة. وهذا العمل من أهم الأعمال التي شاركت فيها بطريقة محترفة، وأظنّني سأكرّر هذه التجربة من التعاون. لعلّ الصعوبة الوحيدة كانت تكمن في المسافة التي أجتازها من الشوف إلى الجنوب ثمّ إلى البقاع فقط، وما عدا ذلك كل شيء جيد ومريح والعمل يستحقّ المشاهدة.
يذكر أنّ مسلسل «بلاد العزّ»، هو من إنتاج «مركز بيروت»، كتابة محمد النابلسي، وإخراج عاطف كيوان.