ذكرى نكبة فلسطين
يكتبها الياس عشي
في الخامس عشر من أيار من عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين وفت المملكة المتحدة بوعدها البلفوري الشهير، فانسحبت من فلسطينَ الرئةِ الجنوبية لسورية، وأعلنت ولادة الكيان الصهيوني الذي ما زال حتى اليوم، رغم ترسانته الحربية الهائلة، كياناً عاجزاً عن محو ذاكرة الفلسطينيين الذين ولدوا في الشتات، وفي المخيمات، وعلى أرصفة العالم، ووراء الأسلاك الشائكة، وعلى صوت الجرافات تقتحم البيوت وكروم الزيتون وبيارات الليمون، وعلى مؤامرات تحاك في كلّ مكان ليبقوا حيث هم بلا سقف ولا وطن.
سبعون عاماً عمر هذا الكيان العاجز عن مواجهة طفل يحمل حجراً، وآخر مديةً، وعاجز أكثر عن مواجهة ثورة الأمعاء الخاوية.
لهؤلاء الشجعان أقول مُطَمْئِناً لهم ما قاله ابن خلدون في مقدمته الشهيرة:
«للدول أعمار، تولد وتنمو وتتطوّر وتهرم ثم تموت».