عن الإعلام المشبوه… والحرب المقبلة على لبنان

يوسف الصايغ

لا ينفك الإعلام «الإسرائيلي» عن الترويج والحديث عن المواجهة العسكرية المقبلة مع لبنان، وفي تقاطع مفضوح مع الإعلام الصهيوني تتوخّى بعض وسائل الإعلام المحلية الحديث عن عدوان وشيك على لبنان. وتطالعنا هذه الوسائل بسيناريوات للمواجهة العسكرية المقبلة، وبحسب هذه الوسائل باتت المعركة قاب قوسين أو أدنى، فما مدى صحة هذه المعلومات وما الهدف من ترويجها؟

مصادر ميدانية مطلعة تؤكد بل تجزم أنّ ما يتمّ ترويجه وإشاعته عبر الإعلام لا أساس له من الصحة، لكنها ترى أنّ هناك مَن يعمل على تقديم خدمة مجانية للعدو من خلال التهويل بحرب مقبلة. وتضع المصادر ما يُنسج من سيناريوات عسكرية ومعارك افتراضية في «خانة الحرب النفسية على المقاومة وجمهورها، في محاولة يائسة للنيل من ثباتهم وعزيمتهم».

وترى المصادر أنّّ «ما يتمّ ترويجه عن عدوان صهيوني أو حرب مقبلة هو بمثابة ردّ غير مباشر على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي أكّد ضعف احتمالية وقوع أيّ حرب في المستقبل القريب، لأنّ «إسرائيل» عاجزة عن القيام بعدوان على لبنان ولأنها تدرك أنّ ثمن أي مغامرة ستكون باهظة جداً»، كذلك تنفي المصادر «ما تروّج له بعض وسائل الإعلام عن طلب المقاومة من مدارس الجنوب إنهاء العام الدراسي في أيار الحالي لأنّ الحرب قد تندلع في شهر حزيران المقبل، وتؤكد بأنّ ما يُشاع في هذا السياق لا أساس له من الصحة والحياة طبيعية، وبالتالي لا يوجد ما يدعو للقلق»، وتشير كذلك الى أنّ «الحديث عن قيام كوادر ومسؤولي المقاومة بنقل عائلاتهم من الجنوب إلى مناطق أخرى، كلام لا يستحق الردّ عليه لأنه غير قابل للصرف».

وفي الإطار عينه تؤكد المصادر أنّ «الوضع لا يشي باندلاع مواجهة في المدى المنظور»، وتلفت الى أنّ التعليمات والتوجيهات على الأرض واضحة جداً في هذا المجال، مشدّدة على أنّ «الوضع الميداني جنوباً هو على نقيض ما يُشاع أو يتمّ العمل على ترويجه بين الناس».

في المحصّلة تجزم المصادر بأنّ «الشائعات عن قرب اندلاع حرب في الفترة القريبة المقبلة لا تحمل أيّ مصداقية، وهي لا تعدو كونها أحد أوجه الحرب النفسية التي يحاول البعض أن يشنّها على المقاومة واللبنانيين، بهدف إحباط معنوياتهم على غرار الدور الذي قام به هذا الإعلام المشبوه إبان عدوان تموز في العام 2006، وبالتالي هذا الأسلوب بات مكشوفاً ولا يؤتي ثماره»، مع التأكيد أنّ «المقاومة هي دائماً في حالة الجهوزية التامة لمواجهة أيّ عدوان صهيوني، ولعلّ هذا ما يجعل العدو يفكر ملياً قبل الإقدام على أيّ خطوة غير محسوبة النتائج».

ختاماً، لا بدّ من الإشارة الى أن التهويل بقرب الحرب على لبنان لا يمكن النظر إليها بمعزل عن تطورات المنطقة الميدانية في المنطقة، لا سيما على الجبهة السورية حيث أنجزت المقاومة والجيش السوري والقوى الحليفة، الكثير من الأهداف على مختلف الجبهات. فالمنطقة الجردية الفاصلة بين لبنان وسوريا باتت آمنة، وهو ما دفع بالمقاومة الى إخلائها بهدف التفرّغ للجبهات الأكثر سخونة، ومما لا شك فيه أن هذه الإنجازات الميدانية النوعية التي تحققها المقاومة، تدفع بالعدو وإعلامه ومن يدور في فلكهم الى نسج الروايات وإعداد السيناريوات عن الحرب المقبلة، والتي لا وجود لها إلا في مخيلة من يفبركها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى