فارس: الأجواء تستدعي الحكمة لسلامة لبنان ووحدة شعبه

منح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس وشاح سيدة قنوبين الأول، الذي أنشأته رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث في أيار 2016، وسلّمه شهادة الوشاح وإشاراته خلال زيارته الصرح البطريركي في بكركي ترافقه زوجته هلا ونجلاه نجاد وفارس، بحضور بطريرك الروم الاورثوذكس يوحنا العاشر يازجي، الكاردينال نصر الله صفير، وعدد من المطارنة، السفير السابق عبدالله بو حبيب، مدير عام مؤسسة فارس العميد وليم مجلي، مدير أعمال فارس سجيع عطية، وحشد من الآباء والأصدقاء.

وكانت سبقت التكريم خلوة بين البطريرك الراعي وفارس في مكتب البطريرك بعدها وصل البطريرك اليازجي إلى الصرح البطريركي، فانعقد لقاء موسّع تمّ خلاله تقليد فارس وشاح سيدة قنوبين.

استهلّ التكريم بكلمة لأمين النشر والإعلام في رابطة قنوبين للرسالة والتراث جورج عرب تناول فيها البعد المسكوني للقاء «كأنه امتداد لهمّ كنيسة انطاكية الأولى القائم على ترسيخ روابط الوحدة». وقال «لقد تألقت معاني هذه الوحدة في لقاء يشهد تقديم وشاح سيدة قنوبين الأول الى دولة الرئيس عصام فارس، لكون قنوبين هي الأرض التي تحتضن تراثاً مسيحياً مشتركاً، وفوقها يتواصل اللقاء بين متعبّدي دير سيدة حماطورة الأرثوذكسي ومتعبّدي أديار قنوبين المارونية، وبوحي أمانة الرئيس فارس لهويتنا الروحية الراسخة في تلك الجذور العميقة، وبوحي ائتمان البطريرك الراعي على مشاعل البهاء مضاءة من قنوبين إلى كل العالم، كانت بركته بمنحه وشاح سيدة قنوبين».

بعد ذلك تلا مدير المكتب الإعلامي والبروتوكول في الصرح وليد غياض شهادة الوشاح وقلّد البطريرك الراعي فارس شاراته.

وقال فارس في كلمة ألقاها: إنه لشرفٌ كبير لي ولعائلتي أن أتسلّم الوشاح الجديد، وشاح سيدة قنوبين الذي كرّمني الكاردينال الراعي بأن أكون أول مَن يتسلّمه، بعدما أنشأته «رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث». وتابع «لا شك عندي في أن هذه المشاركة المسيحية، وفي هذه الظروف الإقليمية بالذات، توازيها مشاركة روحية إسلامية، هي الضمانة الأساسية لوحدة لبنان ولرسالته العربية. لبنان يعلو ويحلق بهذين الجناحين وبالخلقية العالية النابعة منهما. نجتمع في وطنٍ مستقر، آمن، تحت دستور هو الأول في العالم العربي، وأنظمة تابعة له قد لا تكون مثالية، ولكنها حمت لبنان رغم كل الزلازل، والتعديات، والمؤامرات. ومن هذا المنطلق أحيّي القيّمين عليه، أحيّي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وكل الأصدقاء».

وأشار إلى تحديات كثيرة تعصف بكيانات الدول من حولنا، ولا شك في أن هذه الأجواء تستدعي الكثير من الحكمة لتأمين سلامة لبنان ووحدة شعبه وأراضيه، ولنا في قياداتنا الروحية الضمانة الكبرى لاستقلالنا ولحرية الحياة عندنا.

وتحدّث البطريرك الراعي بدوره فقال: «لقد أردنا من خلال هذا التكريم المتواضع، ولكن التاريخي نسبة لقنوبين وللوادي المقدس، أن نعبر عن تقديرنا الكبير لشخصك ولأعمالك الخيّرة والمتنوّعة والواسعة في لبنان وفي الخارج».

وأضاف «دولتك غائب حسياً عن لبنان ولكنك حاضر من خلال قلبك وفكرك وصلاتك وهمّك. وفي كل مرة كنا نلتقي بك في أيّ مكان كانت عيناك تدمع لمجرد ذكر اسم لبنان. أنت غائب عن لبنان، ولكن أعمالك الكبيرة موجودة فيه. أعمال الخير والإنماء من خلال المؤسسة التي تحمل اسمك وهي لا تفرّق. أنت حاضر أينما كان. حاضر لكل عمل خير، أكان في الكنيسة الأرثوذكسية المتمثلة اليوم بيننا بأبيها وراعيها البطريرك يوحنا العاشر أو في الكنيسة المارونية والمجتمع اللبناني. أنت تحمل في قلبك هذا الوطن وشبابه وشعبه وتريد أن يبقى الجميع في أرض لبنان. أنت غائب عن لبنان ولكنك حاضر في المحافل الدولية، وفي المناسبات كلها تحمل القضية اللبنانية تدافع وترافع وتسأل حاملاً هم هذا الكنز الذي يُسمّى لبنان».

وأضاف «نحن نكرّم فيك ليس الأرثوذكسي اللبناني وإنما اللبناني الأرثوذكسي، اللبناني الأصيل والمستقيم، اللبناني الصرف. وهكذا كنتَ عندما كنتَ في السلطة والشعب اللبناني بأكمله يتمنّى أن تعود. نحن بحاجة إلى أمثالك في السلطة اللبنانية. نحن بحاجة إلى أشخاص يكونون رجال دولة مثل دولتك. بحاجة إلى أشخاص يهمّهم لبنان قبل كل اعتبار، أشخاص تكون السياسة عندهم لخدمة الخير العام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى