الشاعر القومي عماد منذر: هيَّا بنا خلْفَ الخطوطِ نقاتلُ
شَقَّتْ قميصَ شهيدِها تتوسَّلُ كي يُستَرَدَّ إليه نبْضٌ آفِلُ
فترجَّلتْ روحٌ مِنَ العلياء قا ئلةً لكُمْ بين الضلوعِ جحافِلُ
رفقاؤهُ رَفَعوا جنازَتَهُ العُلا هتفتْ رفيقَتُهُ لسورية هلِّلوا
وباسْمِها وزعيمِها قد جاهروا وزوابعي الحمْراءُ خفقاً تَنْحُلُ
عُطْرُ الدِّماءِ منِ الجراحِ تَمَدَّدَ وصَلَ النُّفوسَ ونصْرُهُ متفائِلُ
لولا الشَّهيدُ غَزَتْ شعاراتُ العدى تاريخَنا والْعارُ بتْنا نأكُلُ
مَهْلاً علينا يا ظلامَ الظَّالمِ قد نُمْهلُ لكنَّ أنَّا نُهْمِلُ
كُفُّوا مزايدَةً نصحْناكُمْ ألا هيَّا بنا خلْفَ الخطوطِ نقاتلُ
وهتافُنا يعلو الهِلالَ يُزمْجِرُ مقاومةً جِئْناكُمُ هيَّا ارْحلوا
مهما بلغْنا مبلغاً مُتَقَدِّماً مِنْ فِكْرِنا إنْ لَمْ نناضلْ يُضْحَلُ
حتَّى يصابَ بكبوةٍ مُتَحمِّسٌ فيتوهُ معْ مُتَزَلِّفٍ يتسوَّلُ
رغْوٌ ولغْوٌ في منازلةٍ معاً بينَ الجنادِبِ والعناكبِ ساجِلُ
مَنْ ذاقَ طعْمَ الحَقِّ لا يتراجعُ أبداً فذوْقُهُ دائماً متكامِلُ
يا نائمينَ على نَعامٍ اِنْهضوا فالحقُ عدْلٌ لا يطالُهُ باطِلُ
هل يكْتُبُ التَّاريخُ عنْ أبطالِهِ أمْ يذكرُ السُّفهاءَ حين يعْدلُ
أصْغوا لصوتِ العقْلِ إنَّهُ شرْعُنا في كلِّ مَيْدانٍ لديهِ محافِلُ
مَنْ ماتَ خوفاً قدْ توَفَّى جيفَةً مَنْ ماتَ شهْماً بالأكَفٍّ يُحْمَلُ
وإذا رغبْتَ بأرضِ غيْركَ هارباً اِرحلْ مداناً لا جباناً يُسْألُ
لكنْ إذا قسْراً هجرْتَ بلادَكَ وزرعْتَ شوْقاً وفكْراً تُوصِلُ
ذُرِفَتْ دموعُكَ مِنْ غيومٍ تُمْطِرُ وغَدَتْ دماؤكَ شُعْلَةً تَتَنَقَّلُ
حتى نَصَحْتَ الهاجرينَ نصائحَ قدْ قالها كُتَّابُنا الأوائلُ
يا باحثينَ عَنِ الحقيقةِ أنتُمُ فِكْرٌ مُضاءٌ نورُهُ متأصِّلُ
بجذورهِ قيمٌ تكافِحُ دائماً هَلْ تفخرون بشعبكم إن يُسحَلُ