علي عبد الكريم: التصعيد الأميركي السعودي لا تأثير له والنصر سيكون لسورية وخط المقاومة

أكّد السفير السوري الدكتور علي عبد الكريم علي أنّ النصر سيكون لسورية وللمقاومة وللمتمسّكين بكلّ قضايا الحق، مشيراً إلى «أنّ المقاومة ستكون أصلب في مواجهة كلّ التحدّيات، وكلّ المواقف الأخرى يدين أصحابها أنفسهم».

كلام السفير علي عبد الكريم جاء بعد زيارته أمس الرئيس الدكتور سليم الحصّ في مكتبه في عائشة بكار، في حضور مستشاره الدكتور رفعت بدوي، وتمّ عرض للتطوّرات الإقليميّة والمحلّية.

إثر اللقاء، قال علي عبد الكريم: «الزيارة هي للاطمئنان على صحة الرئيس الحصّ والإصغاء لرؤيته اتجاه تطوّرات المنطقة وما تواجهه من تحدّيات، وما تحقّقه سورية من إنجازات ومصالحات. وقدّرت موقفه اتجاه قضية الأسرى الفلسطينيين وصمودهم، وكان له جولة على الواقع في لبنان وسورية والمنطقة، وكعادته كان مستبشراً بنجاحات المقاومة وسورية ونجاحات الشارع العربي في مواجهة كلّ هذه التحدّيات وتصويب المواقف، التي بكلّ أسف يجسّدها الموقف الرسمي العربي»، لافتاً إلى أنّ «للرئيس الحصّ رأياً رافضاً للمساومة وللتهاون، وموقفه واضح لجهة دعم المقاومة وعدم التفريط بالحقوق والمساومات».

وأضاف: «نحن مؤمنون بانتصار خطّ المقاومة، والمقاومة صامدة مع سورية في وجه كلّ التحدّيات»، مشيداً بالموقفين الروسي والصيني، ومؤكّداً «أنّ المقاومة ستكون أصلب في مواجهة كلّ التحدّيات، وكلّ المواقف الأخرى يدين أصحابها أنفسهم، والمستقبل والنصر سيكونان لسورية وللمقاومة وللمتمسّكين بكلّ قضايا الحق».

كما التقى السفير علي عبد الكريم قائد الجيش جوزف عون في اليرزة، وبحث معه في الأوضاع العامّة.

محاضرة

وكان علي عبد الكريم حاضَرَ في مركز «باحث للدراسات الفلسطينيّة» وبدعوة منه، عن «الأزمة السوريّة ومناطق تخفيض التوتّر – الدوافع والتحدّيات»، حضرها النائب الوليد سكّرية، منسّق الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة معن بشور، أريج إلهي ممثّلاً السفير الإيراني في لبنان، وممثّلون عن فصائل فلسطينيّة، ونخبة من الأكاديميّين والمحلّلين السياسيّين والإعلاميّين.

وبعد تقديم من الزميل حسن شقير بِاسم رئيس مركز باحث الدكتور يوسف نصرالله، تحدّث السفير علي عبد الكريم فأشار إلى «الحرب الكونيّة التي تُشنّ على سورية»، معتبراً أنّ مناطق خفض التوتّر اختراق إيجابي، وأنّه تمّ بالتنسيق بين سورية والإدارة الروسيّة وطهران والمقاومة.

ورأى أنّ «مناطق خفض التوتّر تسمح لسورية أن تنزع أنياب الجماعات المسلّحة، والبلدان الداعمة لها»، مشيراً إلى أنّ «تركيا هي إحدى هذه الدول الضامنة للاتفاق حول مناطق خفض التوتّر، كانت وما تزال تستثمر في الإرهاب تمويلاً وتسليحاً، وأنّها تناور، ومن هنا كانت موافقتها على هذه المناطق، بعد أن كانت تسعى لإقامة مناطق حظر طيران لكنّها لم تصل إلى نتائج»، ملمّحاً إلى «عدم وجود اطمئنان حول الدور التركي».

أضاف: «لا يقينيّة واضحة حول هذه الاتفاقات، ولكنّها شيء من التجريبيّة والاختبار، وإنْ كانت إمكانات النجاح أكبر، مع أنّه لا يُرضي ما نطمح إليه، لكنّه ضمان لإغلاق النوافذ على هذه الجماعات الإرهابيّة».

وأشار إلى «التصادم الحاصل بينها كما في الغوطة الشرقية للعاصمة، وهذا أمر إيجابي ويفتح الباب أمام المصالحات كما يحصل في أكثر من منطقة، وهو مرشّح للزيادة، خاصة وأنّه يُسقط الرهانات عند هذه المجموعات».

وتطرّق إلى قمّة الرياض و«الخطاب التصعيدي الذي قاله كلّ من الملك السعودي والرئيس الأميركي، والذي يمكن أن يؤجّج لدى البعض فكرة العودة إلى مخطّطاته»، مستبعداً أن «يكون لهذه الخطب تأثيرات كبيرة، كما أنّه استبعد قيام «إسرائيل» بشنّ عدوان»، مؤكّداً أنّ «صمود سورية الدولة والجيش وكلّ مؤسساتها ودعم الحلفاء لها وما حدث من مصالحات في أكثر من منطقة في سورية، فإنّ كلّ ذلك يسمح بأن نتفاءل بأنّ المستقبل يحمل نجاحات من بينها حصار هذه المجموعات المسلّحة، وحصار الدّول الداعمة لها».

وأكّد أنّ «ما نملكه من أوراق ومن قوى على الأرض، يسمح لنا بالتفاؤل أكثر وسورية ستخرج من نزيفها».

وعن العنصريّة التي تمارَس على السوريّين من النازحين أو المقيمين والتنسيق بهذا الشأن مع الحكومة اللبنانية لمنع تحميل سورية كلّ هذه التبعات، قال: «إنّ الدولة اللبنانية دولة شقيقة وننسّق معها بالحدّ الأدنى، وأنّ الجواب على هذا السؤال موجود عند الحكومة اللبنانية، لأنّ عدوّنا واحد وهو «إسرائيل» والإرهاب. أمّا المقاومة فهي شريك في التصدّي لهذا الإرهاب، كما أنّها تدافع عن لبنان وعن الأصوات التي هي ضدّ المقاومة».

وكرّر تأكيده وجود تنسيق مع الدولة اللبنانية، وأنّه «حتى في حال وجود أخطاء من السوريّين، فإنّنا ندعو إلى التنسيق أكثر بين مؤسّسات البلدين».

وعن العلاقات مع العراق، أكّد أنّ «زيارة مستشار الرئيس العراقي فالح الفياض لدمشق كانت جيدة، وهناك تنسيق مرشّح أن يكون أكثر»، متمنّياً على «الأخوة في العراق «تفعيل عمل اللجنة الرباعية العراقية – السورية – الروسية الإيرانية».

وأوضح أنّه «عندما تواجه سورية كلّ مجاميع الإرهاب وهذه الحرب الكونيّة، فإنّ هذه المواجهات هي مواجهة ضدّ العدو «الإسرائيلي» أيضاً، وضدّ من تدعمهم «إسرائيل» باستقبالها جرحاهم من جيش حرّ أو ما يسمّونه قوى ديمقراطية».

وقال: «نحن لم ولن نُسقط من حسابنا تحرير الأرض المحتلّة، ولكن نحن نعلم أنّ إمكاناتنا قليلة، وأنّ سورية قويّة ومرشّحة لزيادة قوّتها، وفي مواجهتها للعدو «الإسرائيلي» بوجهيه المباشر وغير المباشر».

كما شدّد على «حزم سورية في التصدّي لهذه الحرب الكونيّة عليها بدءاً من مقام الرئيس بشار الأسد، ومؤسسات الدولة. أمّا بالنسبة إلى مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإنّنا نلاحظ التخبّط في السياسة الأميركية»، متمنّياً «لو أنّ مقدّرات الأمّة تمّ وضعها في خدمة هذه الأمة، لا في خدمة أميركا كما حصل بالأمس».

ورأى أنّ «الردّ على أميركا هو من خلال ما جسّدته سورية وحلفائها، أمّا الذين راهنوا على إسقاط سورية ببضعة أشهر عادوا عن رهاناتهم، وإنْ كنّا لا نقلّل من قوة عدوّنا ومن قوة أميركا، ولكن أيضاً علينا ألّا نقلّل من إمكاناتنا ولا من عزيمة شعبنا، ولا من صمودنا، فالرئيس الأسد قرأ منذ اليوم الأول للأزمة أنّ العدو سيحاول الاستثمار في كلّ المجالات، لكن نحن صامدون ولن نفرّط بسيادة أو تراب سورية».

وأكّد أنّ «سورية على تواصل مع الحليف الروسي، وهناك خط مفتوح ومستمرّ في التنسيق بين الرئيسين الأسد وبوتين، وبين القيادات العسكريّة والأمنيّة في البلدين، وصحيح أنّه ليس من أهداف روسيا أن تخوض حرباً لتحرير فلسطين، ولكن مصلحة روسيا أن تحافظ على وحدة سورية»، رافضاً «أيّ تشكيك في العلاقة السوريّة الروسيّة».

وعن سعي البعض لإقامة حزام أمني في جنوب سورية يخدم «إسرائيل»، أكّد علي عبد الكريم «أنّ البُنية الوطنيّة في سورية متماسكة، وأنّ لا القنيطرة ولا درعا ولا جبل العرب، وبخاصة جبل العرب الذي هو قلعة وطنية وعربية، لا يمكن أن يكون هؤلاء جزءاً من حزام أمني من محور التحالف الساعي لإقامة حزام أمني لإسرائيل».

وختم محاضرته بتوجيه التحيّة لـ«المقاومة في لبنان عشيّة عيد التحرير»، وقال: «هذه المقاومة هي ضمانة الحرية والسيادة، وأنّ سورية اليوم هي واسطة العقد لهذه المقاومة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى