الحشد الشعبي يستعيد بلدة القيروان بالكامل والقوّات العراقية تستعدّ لهجوم الموصل الأخير
أعلنت قوّات الحشد الشعبي استعادة بلدة القيروان القريبة من الحدود السورية من تنظيم «داعش» في معارك متواصلة لطرد الإرهابيين من البلاد. وأكّد الناطق بِاسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي أمس، تحرير ناحية القيروان بالكامل وكسر شوكة «داعش» فيها، مشيراً إلى أنّ الحشد الشعبي ماضٍ في استكمال مسيرة التحرير حتى استعادة آخر شبر من تراب العراق.
وكان أبو مهدي المهندس، وهو أحد قياديّي الحشد الشعبي تحدّث أمس، عن انتهاء الصفحة الأولى من عمليات محمد رسول الله الثانية من تحرير ناحية القيروان من «داعش» بعملية نوعية.
وقال المهندس في تصريح، إنّ قوات الحشد الشعبي استخدمت تكتيكات وخطط جديدة في تحرير مركز ناحية القيروان، لافتاً إلى أنّ قوّات الحشد أصبحت تستخدم العمليّات الاستباقيّة الليليّة لتحرير الأراضي المغتصبة من «داعش».
وأضاف المهندس، أنّ «تحرير ناحية القيروان تمّ بجهود وتضحيات الأبطال في الحشد الشعبي، والذين ضحّوا بالغالي والنفيس في سبيل تحرير الأراضي المغتصبة من دنس «داعش» الإجرامي».
وتابع المهندس، أنّه خلال الساعات المقبلة ستشرع قوّات الحشد بالصفحة الثانية من عمليات محمد رسول الله الثانية لتحقيق أهدافها المرسومة غرب الموصل.
وبدأت قوّات الحشد الشعبي في 12 أيار الحالي، تنفيذ عمليّة باتجاه بلدة القيروان الواقعة إلى الغرب من مدينة الموصل، وقرب الحدود مع سورية.
ونقل بيان، أنّ «الحشد الشعبي يُعلن تحرير مركز ناحية القيروان بالكامل، ويرفع العلم العراقي فوق مبانيها». وذكر بيان آخر نقلاً عن النائب أحمد الأسدي، المتحدّث بِاسم الحشد الشعبي، أنّ «الأسدي يزفّ بشرى تحرير القيروان».
واستمرّت معركة استعادة السيطرة على مركز القيروان سبع ساعات، نفّذتها قوّات من فصائل الحشد الشعبي بدعم من مروحيّات للجيش العراقي، وفقاً للمصادر.
وتُعدّ القيروان الواقعة في محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل، من المواقع التي تربط المحافظة مع الحدود السورية والتي يتّخذها مسلّحو «داعش» منافذ للتواصل مع آخرين في سورية.
وباتت القوات العراقية تسيطر على 90 من الجانب الغربي من مدينة الموصل، وتواصل التوغّل لاستعادة كامل سيطرتها على ثاني مدن العراق، وآخر معاقل الإرهابيّين في البلاد.
وفي السِّياق، نصب مهندسون عسكريّون عراقيون أمس، جسراً عائماً جديداً عبر نهر دجلة يصل شطرَي المدينة، لنشر القوّات قبل الهجوم النهائي لتصفية تنظيم «داعش».
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد قصف الجسور الخمسة التي تربط جانبي المدينة التي يقطعها نهر دجلة، بهدف عرقلة تحرّكات المسلّحين في المراحل الأولى من الحملة لاستعادة الموصل عام 2016.
وبعد مرور سبعة أشهر، تمكّنت القوّات العراقيّة من طرد التنظيم من كلّ المدينة باستثناء جيب في الشطر الغربي يتضمّن المدينة القديمة، حيث من المتوقّع أن يخوض المسلّحون قتالهم الأخير.
ومن المتوقّع أن تكون المدينة القديمة أكثر ساحات القتال تعقيداً في معركة الموصل.
وقال العقيد هيثم الطائي، إنّ الجسر العائم مهمّ لنشر تعزيزات في الشطر الغربي بسرعة من أجل حشد القوّات بشكلٍ مناسب لاجتياح المدينة القديمة في وقت قريب.
وذكر أنّ الجسر في منطقة حاوي الكنيسة سيوفّر على المدنيّين الهاربين مشقّة القيام برحلة طويلة إلى أقرب نقطة عبور على بعد نحو 30 كم جنوب الموصل.
وذكرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أنّ حوالى 200 ألف شخص ربّما ينزحون فيما تتوغّل القوات العراقية لاستعادة ما تبقّى من المدينة.
جدير بالذكر، أنّ المسلّحين يحتجزون مئات الآلاف من المدنيّين كرهائن ويتّخذونهم دروعاً بشرية لعرقلة تقدّم القوات.