اليازجي: لتحصين البيت اللبناني بتغليب الوطنيّة والمحافظة على المؤسّسات
افتتحت جامعة البلمند، برعاية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي، «كليّة عصام فارس للتكنولوجيا» في بينو عكار، والتي تمّ إنشاؤها وتجهيزها بتمويل من النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس.
حضر الاحتفال ممثّل رئيس الجمهورية ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ممثّل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي النائب نضال طعمة، ممثّل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الدفاع يعقوب الصرّاف، ممثّل النائب أسعد حردان المحامي جورج ديب، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، ممثّل رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجيّة النائب السابق كريم الراسي، مطران عكّار وتوابعها للروم الأرثوذكس باسيليوس منصور، النائب السابق لرئيس مجلس النوّاب ميشال معلولي، فارس وزوجته هلا ونجلاه نجاد وفارس وابنته نور، ونوّاب حاليّون وسابقون
وشخصيّات سياسيّة وعسكريّة وحزبيّة وقضائيّة وتربويّة واجتماعيّة ورؤساء اتحادات بلديّة ورؤساء بلديّات واتحاد روابط مخاتير عكّار ومخاتير وحشد من أهالي المنطقة.
بعد النشيد الوطني ونشيد جامعة البلمند، وكلمة لجورج رزق معرّفاً ومقدّماً الاحتفال، وكلمة لنائب رئيس الجامعة الدكتور ميشال نجار، أشار باسيليوس في كلمة له إلى أنّ «محافظة عكّار التي استصدر قرار إنشائها عصام فارس، ما زالت في بدايتها. لقد استهانوا بنا في العاصمة إرضاء لهذا وذاك وذلك لأنّك غائب يا دولة الرئيس، ولذلك وبِاسم شبابها وشاباتها ورجالها، وبِاسم العسكريّين منها، المرابطين في مواضع التربّص بالشرّ، وبِاسم الوفاء لدماء شهدائها، أناشدكم يا دولة الرئيس ان تبقوا بيننا أو ألّا تطيلوا الغياب عنها وعنّا».
من جهته، قال الراعي: «نسأل الله أن يوفّق المساعي إلى استكمال بناء الدولة الديمقراطية المدنية، ذات الاستقلالية في الإدارة والقضاء، المتحرّرة من التدخّل السياسي وذات اللامركزية الموسّعة وغير الحصرية التي توفّر الإنماء المتوازن».
بدوره، شكر عريمط للرئيس فارس هذا الإنجاز التربوي الكبير، وكلّ ما أنجزه سابقاً.
أمّا فارس فقال: «هذه مناسبة عزيزة على قلبي أحيّي فيها هذا الحشد الكبير. أنتم أهلي، أنتم أحبّائي، أنتم أهل الوفاء. أتيتم من كلّ أنحاء عكّار لترحّبوا بضيوفنا الكرام، ولتدعموا مسيرة الإنماء والتعليم العالي في منطقة أهملتها الدولة. ولكنّ عكار أكبر من أن تُهمل، عكّار قوة شعبية هائلة، عكّار قوية بجيشها الباسل وبشهدائها الأبرار، عكّار نموذج للعيش الواحد، عكّار رمز الولاء والوفاء للبنان السيد الحرّ المستقل».
وقال: «عندما نفتتح كليّة أو مكتبة في جامعة البلمند، نضع الأعمدة الأساسية لقيام جامعة تنطلق من شمال لبنان إلى كلّ لبنان، ومن لبنان إلى المشرق العربي ومنه إلى بلدان الانتشار. تنطلق جامعة البلمند من روحيّة الشمال، روحيّة القرية اللبنانيّة، روحيّة الخدمة والمحبة والعنفوان. وما هذا الحشد الشعبي معنا اليوم إلّا للتذكير بأنّ شعب عكّار متشوّق للتعليم الجامعي، ومقدّر لمبادرة جامعة البلمند بأن تكون في وسطنا خميرة للمزيد من الكليّات المتخصّصة والتي تهمّ عكار بشكلٍ خاص. وأنا ابن عكّار أقف دوماً بجانبهم في كلّ ما يحتاجون إليه».
وختم: «عكّار ليست للإهمال، عكّار ليست للحرمان، عكّار لها ديون على الدولة كالجامعة والمطار وسواهما، عكّار هي صمام أمان الدولة، وإنّه لفخر كبير لي أن أقف بين أهلي في بينو وفي عكّار، وأن أجدّد اعتزازي بهذا الشعب الطيّب الذي وقف بجانبي في مسيرة حياتي ووقفت أنا بجانبه، والآن ومن هذا الحرم الجامعي البلمندي ومن كليّة عصام فارس، أعلن دعمي المستمرّ لهذه المنطقة ولأجيالها الطالعة كي تكون دائماً السبّاقة في خدمة لبنان».
وأخيراً، قال يازجي: «اليوم لعكّار رونق خاص، ولهذا الصرح فرح كبير بالتقاء الأخوة في قرية فارس رجل الحوار ورجل الدولة، نجتمع في وقفة تقدير لعصام فارس الذي حاز لبنان على قلبه، وحمله وكلّ قضاياه إلى المحافل الدوليّة في أحلك الأوقات».
أضاف: «نحن هنا لنؤكّد أنّنا نسيج واحد ولنلتمس أصالة عكّار في قلب هذا الرجل ولننشد من أصالة عكّار، بكل أبنائها أنشودة محبة للبنان وللمشرق، صحيح أنّ عصام فارس هو رجل أعمال، وصحيح أيضاً أنّه رجل سياسة، ورجل وطن، وذو أيادٍ بيضاء، لكن قبل كلّ هذا، يكمن في تلك الأصالة العكّارية التي تنجلي في هذه القرية الوادعة، بينو، والتي لم تغادره يوماً».
ودعا إلى أن ننظر «إلى ما يجري في الشرق من حولنا وأن نحصّن دوماً بيتنا اللبناني، عيشنا المشترك، بتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الضيّقة، والمحافظة على المؤسّسات الدستورية في هذا البلد، والتي كان عصام فارس رائداً من أولئك الذين سهروا على حسن سيرها عبر اللجان والوزاريّة وغيرها».
ودعا الطبقة السياسية «إلى أن تسعى للوصول إلى قانون الانتخاب المناسب، صوناً للحياة الدستورية ودرءاً لأيّة عواقب قد يخلفها الفراغ».
بعد ذلك، قدّم يازجي إلى فارس أيقونة العذراء مريم عربون «تقدير من كنيسة أنطاكية، كنيسة الرسولَين بطرس وبولس».
وأقام فارس وعقيلته مأدبة غداء تكريميّة في داره.