نصرالله ردّاً على إعلان الرياض: المقاومة لا تخيفها التهديدات وستواصل حركتها حتى تحقّق كامل الانتصارات
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنّ هناك أفكاراً وطروحات جديدة يمكن أن توصل إلى نتيجة طيّبة على مستوى قانون انتخابي جديد. ووصف موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من إعلان الرياض بأنّه صادق وشجاع ومسؤول، مطمئناً إلى أنّ «ما صُمّم وما أُعلن وما صُدّر من مواقف وبيانات في الرياض، لن يكون له أيّ انعكاس على الوضع الداخلي اللبناني».
وأكّد أنّ «المقاومة لا تخيفها التهديدات ولا الحرب والقتال ولا العقوبات ولا التشويه الإعلامي»، موضحاً أنّ «حركات المقاومة لن تهتزّ وستواصل حركتها»، ولن تسقط على الإطلاق حتى تحقّق كامل الانتصارات التي تتطلّع إليها شعوبنا»، وقال: «نحن اليوم أقوى من أيّ زمن مضى على الإطلاق عدداً وعدّة وعزماً وإيماناً».
أطلّ السيد نصرالله عبر شاشة كبيرة في الاحتفال المركزي لحزب الله في الذكرى 17 لعيد المقاومة والتحرير في الهرمل، تحت شعار «وكان وعداً مفعولاً»، حضره ممثّل رئيس الجمهورية ميشال عون الوزير السابق غابي ليون، ممثّل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي مسؤول حركة «أمل» في البقاع مصطفى فوعاني، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، السفيران السوري علي عبد الكريم علي والإيراني محمد فتحعلي، وزراء ونوّاب حاليّون وسابقون، شخصيات عسكريّة وحزبيّة وروحيّة، ووفود شعبيّة.
ورحّب السيد نصرالله في مستهلّ كلمته بالحضور، وقال: «لقد انتخبنا منطقة الهرمل لاحتفالنا الوطني لنعبِّر عن موقع هذه المدينة وأهل بعلبك الهرمل والبقاع عموماً في هذا الانتصار الذي تحقّق في 25 أيار عام 2000»، وتوجّه بالـ»تحية إلى أهلنا في كلّ منطقة بعلبك الهرمل والبقاع الأوفياء، الذين كانوا دائماً على العهد وما زالوا ثابتين ومخلصين وحاضرين وملبّين لكلّ نداء وكلّ موقف يتطلّب الشجاعة والتضحية والعطاء بلا حدود».
و لفتَ إلى أنّ «انتصار 25 أيار عام 2000 جاء نتيجة التضحيات الجسيمة التي تحمّلها الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة في مراحل محتلفة»، معتبراً أنّ «هذا الانتصار هو نتيجة للتعاون الوثيق بين المقاومة والدولة والجيش».
سورية وإيران فقط
وقفتا مع لبنان
وقال: «من آمن بالمقاومة منذ العام 1982 حتى العام 2000 لم ينتظر لا دولاً عربية ولا إسلامية ولا أميركا ولا مجلس أمن ولا جامعة دول عربية، ولا إجماعاً داخلياً ولا دعماً خارجياً لمساعدته»، مذكِّراً
بأنّ الدولتين اللتين وقفتا إلى جانب الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال وصنع الانتصار هما فقط سورية وإيران.
ولفتَ إلى أنّ «الأجيال يجب أن تعرف أنّ هذا الانتصار الوطني والقومي والإنساني الكبير حصيلة تضحيات المقاومين اللبنانيّين من جميع الأحزاب والحركات والفصائل»، مذكّراً بأنّ «هذا الانتصار التاريخي حصل حينما كان يتولّى رئاسة الجمهورية الرئيس إميل لحود ورئاسة مجلس النوّاب الرئيس نبيه برّي ورئاسة الحكومة الرئيس سليم الحص».
وأشار إلى أنّ «المقاومة في فلسطين تنتقل من جيل إلى جيل»، مؤكّداً أنّ «أغلب الحاضرين في ساحة المواجهة هم من جيل الشباب»، ومشدّداً على أنّ الذي يصنع مصير الشعوب هي إرادتها، إن كان في سورية أوالبحرين أو اليمن»، مستشهداً بلبنان وكيف أنّه بسبب رفض اللبنانيّين للاحتلال لم يستطع أقوى جيش في المنطقة أن يبقى في لبنان.
مسلّحو الجرود والأمن
وأكّد السيد نصرالله، أنّنا «حريصون على حقن الدماء وإنهاء ملف جرود عرسال بالطرق السِّلميّة، ويجب على الجميع أن يبذل جهداً في هذا المجال»، متوجّهاً إلى المسلّحين في جرود عرسال من جديد بالقول: «لا أفق لمعركتكم ولا أمل لكم، فلتكن الفرصة المناسبة للانتهاء من هذا الملف بأفضل وسيلة ممكنة».
أضاف: «في ما يتعلّق بالأمن الداخلي في منطقة البقاع وفي محافظة بعلبك الهرمل، الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة اللبنانيّة تقوم بإجراءات وتدابير مناسبة وجيدة، هذا الأمر كان في الحقيقة مطلب الأهالي ومطلب نوّاب المنطقة ووزراء المنطقة وفاعليّات المنطقة، والدولة استجابت على مستوى مؤسّساتها العسكرية والأمنيّة».
وإذ أكّد «أهمية استمرار الجهد الأمني الرسمي في مواجهة الارتكابات التي تحصل في هذه المنطقة، ومن الواضح أنّ الأمور قد تحسّنت بدرجة كبيرة»، دعا «الأهالي إلى مزيد من التعاون مع الجيش والقوى الأمنيّة لتحقيق هذا الهدف الذي يعود بالخير إلى الجميع وعلى الجميع».
وقال: «قد تحصل أحياناً بعض الأخطاء، هذا أمر طبيعي لأنّه لا يوجد أحد معصوم، ولكن لا تسمحوا لأحد أن يستغلّ أيّ خطأ يحصل، على حاجز أو من دوريّة أمنيّة أو عسكريّة لإثارة الناس ضدّ الجيش والقوى الأمنيّة، هذا ما يريد أن يستغلّه المجرمون والشبكات المسيئة لأهلنا في البقاع ولأمن البقاع ولسلامة البقاع. يجب أن تُحاصر هذه الحالات وتعالج بالحكمة وبالقانون وبالمسؤولية».
وأكّد «مواصلة هذا العمل، ليتكامل أيضاً مع كلّ الجهود في الملف القضائي الذي يُعمل عليه في الليل وفي النهار، في موضوع العفو حيث يمكن العفو، وفي الملف الإنمائي وفي الملف الإداري، وفي بقيّة الملفّات».
مصرّون على قانون انتخاب
وفي الشقّ الانتخابي، جدّد السيد نصرالله التأكيد «بأنّنا ما زلنا نأمل بالتوصّل إلى قانون انتخاب جديد»، لافتاً إلى أنّ «هناك بعض الأفكار والطروحات الجديدة التي يمكن أن توصل إلى قانون جديد»، ومؤكّداً أنّ «حزب الله يُصرّ على أهميّة الوصول إلى قانون انتخابي جديد من أجل البلد ومصلحة الجميع».
وعن تداعيات قمّة الرياض على الشأن اللبناني، طمأن السيد نصرالله جميع اللبنانيين بأنّ «كلّ ما قيل وأُعلن وصُدّر من مواقف في قمّة الرياض لن يكون له أيّ انعكاس على الوضع الداخلي اللبناني»، لافتاً إلى أنّ «بيان الرياض لم يُعرض في القمّة على أيٍّ من المشاركين، وإنّما صيغ بعد مغادرة الجميع»، كاشفاً عن وجود «تفاهم بين الأطراف السياسيّين على التحاور في القضايا الأمن والاقتصاد، وتجنّب تداعيات الاختلاف بشأن القضايا الإقليميّة».
موقف باسيل صادق
ووصف موقف الوزير باسيل من إعلان الرياض بأنّه صادق وشجاع ومسؤول:
ـ صادق لأنّ هذه هي الحقيقة، ما يسمّى بـ«إعلان الرياض» لم يُعرض على القمّة.
ـ وشجاع لأنّ الذين غادروا وسمعوا بالإعلان من وسائل الإعلام لم يجرؤ كثير منهم أن يصدر بياناً وأن يقول إنّه لم يأخذ علماً ولم يخبره أحد ولم يسأله أحد ولم يشاروه أحد، وهذه مصيبة طبعاً.
ـ ومسؤول لأنّه يحصّن البلد ويحميه ويحمي النسيج والانسجام الوطنيّ القائم في البلد.
وأكّد السيد نصرالله، أنّ «إعلان الرياض لا يلزم لبنان بشيء، وهذا يؤكّده كلّ القوى السياسية، لافتاً إلى إعلان الرئيس عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الالتزام بخطاب القسم والبيان الوزاري.
البحرين وإعلان الرياض
وعن الأزمة في البحرين، أشار السيد نصرالله إلى أنّه «بدل أن يبادر نظام البحرين إلى الحوار مع المعارضين السلميّين، عمد إلى اتخاذ خطوات تصعيديّة ضدّهم»، مؤكّداً أنّ «هجوم النظام الشرس على المعارضة السلميّة قد يكون من بين إفرازات قمّة الرياض».
وطالب الحكومة اللبنانية برفض تسفير الشيخ عيسى قاسم إلى لبنان، كما طالب السلطة في البحرين بالكشف عن مصير مئات المفقودين.
ووصف إعلان الرياض بأنّه «اعلان سعودي -أميركي»، مؤكّداً أنّ «هذا فضيحة ونقطة ضعف ومهزلة في القمم»، ومشيراً إلى أنّ «ما يجب متابعته من قمم الرياض هو الاتفاقات الثنائيّة التي عُقدت، وما قُدّم للأميركيّين وما التزم به الأميركيّون»، موضحاً أنّ «أهداف السعودية من هذا الحشد في قممها هو تعظيم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإبراز موقعها كدولة مركزية في العالم العربي والإسلامي والخليج، والتهويل على إيران ومحور المقاومة».
وأشار إلى أنّ «النظام السعودي عظّم ترامب الذي يُعتبر أكبر رئيس أساء للأمّة والمسلمين والعرب وحتّى للسعودية، والداعم الأكبر لـ«اسرائيل»، والذي يواجه أصلاً معارضة داخلية في بلاده قد تًطيحه»، لافتاً إلى أنّ النظام السعودي «قدّم لترامب ما لم يقدّم لغيره من الرؤساء السابقين، وذلك من أجل أن يحمي نفسه في داخل السعودية وأمام العالم، لأنّه باتَ معلوماً أنّه يقف وراء الفكر التكفيري»، مشيراً إلى أنّ «العالم ينظر إلى السعودية على أنّها مركز الفكر التكفيري والداعم الأساسي للجماعات التكفيريّة»، مذكّراً بأنّ «بدايات «داعش» هي سعودية وتمويلها سعودي ومالها سعوديّ»، ومؤكّداً أنّ «النظام السعودي مسؤول عن كلّ الجرائم التي تُرتكب في اليمن، فيما العالم ساكت لا يجرؤ على النطق بكلمة حق».
ورأى أنّ «النظام السعودي بحاجة إلى الأميركيّين لحمايته في الداخل وحفظ دوره في المنطقة»، مؤكّداً أنّ «السعودية تعاني من مشكلة اسمها إيران، وأنّ النظام السعودي قدّم كلّ شيء لترامب من أجل عزل إيران والحرب على محور المقاومة، وترامب كلّ ما يهمّه هو المال و«إسرائيل»، والنظام السعودي يتقرّب منه بما يرضيه»، لافتاً إلى أنّ «السعودية قدّمت 480 مليار دولار لترامب في الوقت الذي تعاني فيه من تقشّف وأزمة اقتصاديّة»، موضحاً أنّ كلّ مال عندهم قدّموه لترامب، بالإضافة إلى ما يريده في فلسطين، مشيراً إلى أنّ «السعودية أبدت استعدادها لما يريده الرئيس الأميركي بالنسبة لفلسطين، في وقت تجاهلت القمّة قضية فلسطين وأسراها»، وأوضح أنّ «إيران التي شكّلت عنوان إعلان الرياض لم يهاجمها لا الرئيس المصري ولا ملك الأردن ولا أمير الكويت».
ونصح السعوديّة بأن «تدع الصراع جانباً»، مشيراً إلى أنّ «الحلّ الوحيد هو الحوار والتفاوض مع إيران»، مؤكّداً أنّ «الطريق الذي تسلكه السعودية لن يؤدّي إلى أيّ نتيجة سوى المزيد من سفك الدماء، وأنتم الذين ستخسرون وستفشلون في النهاية».
وأكّد السيد نصرالله، أنّ إعلانات وخطابات الرياض لن تقدِّم ولن تؤخّر شيئاً، لافتاً إلى أنّ المقاومين اللبنانيّين والفلسطينيّين يعرفون الطريق الذي اختاروه منذ البداية وما سيواجهونه على طول الطريق.
كما أكّد أنّ «المقاومة لا تخيفها التهديدات ولا الحرب والقتال ولا العقوبات ولا التشويه الإعلامي»، موضحاً أنّ «حركات المقاومة لن تهتزّ وستواصل حركتها»، وقال: «نحن اليوم أقوى من أيّ زمن مضى على الإطلاق، عدداً وعدّة وعزماً وإيماناً».
وختم السيد نصرالله بالدعوة إلى وقف الحرب على اليمن ووقف العدوان على الشعب في البحرين وفتح الباب أمام التفاوض، ووقف دعم الجماعات التكفيريّة، مؤكّداً أنّ «زمن الهزائم مضى وجاء زمن الانتصارات، ونحن نثق بحلفائنا وبمن يقاتل إلى جانبنا»، ومشدّداً على أنّ «هذه المقاومة سوف تبقى تحمل الراية، ولن تسقط على الإطلاق حتى تحقّق كامل الانتصارات التي تتطلّع إليها شعوبنا».