نصوص افتراضية
فنجان قهوتك سقط على صباحي حبّات سكّر.
لو استطيع إعادة تكوين خطوط البنّ لوضعت لك قبلةً يتعرّف إليها جلدك. لو مارست الشعوذات كلّها من خرافات واحتيال والتباس وأوهام، لما صدقّت يديك بعد كلّ هذا الارتجاف.
عن فنجان قهوتك الذي انتظر الشمس وحيداً، سؤال العبث في احتواء المعنى، نبض في أشلاء الصوَر المزيفة. أحمل ابتسامتك كباقة ورد على الطاولة، همس في سرّ الكينونة الصاخبة. أحمل حنينك إلى روح تحبل فيك، مخيلتك الوقحة العطشى تدمّر عالم من الجمال، تبتدع ما هو أبهى، التواطؤ لن يختمر لإلا بكثير من الخسائر والجراح.
لا نبيذ وأقداح ترطّب حلق الاختناق ومساحة الجفاف، الفاصلة تعتمر قبعات التنكّر في مراوغة مع الوقت الضائع.
لا تبحث عن جرأة على مائدة التماثيل، في تعريف الجنون يسقط المنطق والتوقعات التقليدية، كما يباغتك المطر في الشوارع شديدة الحرارة.
تقف حائراً بين مزيج الفرح، الذهول والارتباك.
عن فنجان قهوة يطاردني مع كلّ صباح بدقائق من النشوة والتأمل.
يخبرك المطر عن سنوات النبيذ، الكرسيّ الهزّاز يتراقص شرفة العمر، أنغام الحنين تبحث عن انتماء آخر.
الموت يهمس كم كانت الحياة بألوان كثيرة.
وأقداح الفودكا وزجاجات البيرة، هذا البحر يتضوّر جوعاً لملاطفة مياه الأنهر الجبلية.
القلم يشيخ كمصاب بالعجز، المخيّلة تفقد دهشة، أصابع يديك العتيقة ترسم نهداً كإجاصة طازجة.
المساء الغاضب من قمر خذله يخبرك عن الذين كتبوا سرّاً كلمات حبّ هنا. الشموع تبوح عن ذوبان شعلتها، الأشجار عن أوراقها الهاربة من أضواء المدينة.
الذاكرة… الذاكرة، ابتزاز الصورة خلف النظّارات الشمسية، أحمق يبيع الأوهام مع منقوشة زعتر وسجائر. الحنين يا تفاحة ليس قطرات ماء نضعها في الثلاجة على شكل مكعّبات بهلوانية.
ربما يتبع ـ يوماً ما ـ بنقطة على الحائط خارج السطر.
يكتبها زاهر العريضي