العبادي: وضعنا خطة لتأمين الحدود مع سورية.. وقوّاتنا العراقيّة المسلّحة تخضع لقيادة واحدة

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن وضع خطّة لتأمين الحدود العراقية السورية، بعد تطهير قوّات الحشد الشعبي المناطق القريبة من الحدود من تنظيم «داعش». ووجّه رسالة إلى كلّ دول الجوار، بأنّ القوات المسلّحة تخضع لقيادة واحدة.

وقال العبادي في تصريح صحافي أمس، إنّه «تمّ وضع خطة بإشراف القائد العام للقوات المسلّحة وبالتنسيق مع الحشد الشعبي لتأمين الحدود العراقية السورية»، مشيراً إلى «تحديد ممرّات آمنة للمواطنين لمغادرة الأماكن التي تشهد القتال في الساحل الأيمن». وأضاف: «استطعنا أن نحاصر الإرهاب والسيطرة على حركته، سوف لن نبقي أحداً من الإرهابيّين ونحن جادّون بملاحقتهم»،

من جهةٍ أخرى، أكّد العبادي العمل على خطّة جذريّة بشأن نقاط التفتيش المشتركة بين القوات العسكرية والأمنيّة، معتبراً أنّ الخرق الذي حصل في العاصمة بغداد «لا يمكن عدّه انهياراً، بقدر ما هو خلل استخباري».

يُذكر أنّ مواطنين من سكّان العاصمة العراقيّة أعربوا عن سخطهم بسبب وقوع تفجيرَين عنيفين في أقلّ من 24 ساعة وسط بغداد، أوقعا عشرات الشهداء والجرحى في بغداد، رغم انتشار نقاط التفتيش في معظم أنحاء المدينة.

هذا، وأشار العبادي إلى أنّ الانتخابات المقبلة ستجري في وقتها المقرّر، مستغرباً من التصريحات الداعية لحكومة طوارئ.

على الصعيد الميداني، أعلنت مصادر في قيادة الحشد الشعبي العراقي، أنّه تمّ البدء بحفر خندق وبناء سواتر على الحدود بين العراق وسورية، بعد وصول قوّات الحشد إلى هناك.

وأكّد آمر اللواء الثاني في الحشد الشعبي كريم الخاقاني، أنّ فريق «الجهد الهندسيّ بدأ اليوم بحفر الخنادق وإنشاء السواتر على الحدود العراقية»، مشيراً إلى أنّ «عمليات تطهير الحدود اتّجهت جنوباً صوب الشريط الحدودي مع قضاء القائم، أقصى محافظة الأنبار».

وقال الخاقاني، إنّ الحشد يواصل العمل على تطهير الحدود العراقيّة السوريّة بشكلٍ كامل، مبيّناً أنّ «خطوة الوصول إلى الحدود تُعدّ ضربة كبيرة لـ«داعش»، حيث عزلت دولته المزعومة بين العراق والشام»، كما أنّ «تأمين الحدود مع سورية يعني موت «داعش»، كونه يقطع جميع إمداداته».

وأضاف أنّ «الحشد الشعبي تحرّك بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلّحة حيدر العبادي نحو الحدود، ولديه تعاون كبير مع جميع الجهات التي تقاتل الإرهاب، ومنها عشائر شمر».

وكان أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أعلن في تصريحات، أنّ «عمليّاتنا مستمرّة حتى تطهير المناطق الحدوديّة مع سورية وتأمينها بشكلٍ تامّ».

وقال المهندس، إنّ «قوّات الحشد الشعبي ستمسك الأرض إلى جانب الجيش العراقي في الشريط الحدودي مع سورية، لتفادي عودة الإرهابيّين إليها».

يُذكر أنّ الحشد الشعبي أعلن في 24 أيار انطلاق الصفحة الثانية من العمليات لتحرير ما تبقى من مناطق غرب منطقتَي القيروان والبعاج، وصولاً إلى الحدود العراقيّة السوريّة.

إلى ذلك، أسفر انفجار سيارة مفخّخة قرب مديريّة التقاعد العامّة قرب جسر الشهداء بكرخ العاصمة بغداد صباح أمس، عن استشهاد 11 شخصاً و40 جريحاً.

ووقع التفجير في وقت يتوجّه في الموظفون إلى أعمالهم في منطقة يتواجد فيها مؤسّسة حكومية وسوق للأسماك.

ويأتي هذا التفجير بعد ساعات من انفجار سيارة مفخّخة كان يقودها انتحاري بمنطقة الكرادة وسط بغداد مساء الاثنين، وقد أعلن تنظيم «داعش» عن مسؤوليّته تنفيذ الهجوم.

وأسفر تفجير الكرادة عن ارتقاء 16 شهيداً وأكثر من 75 جريحاً.

مصدر أمني قال لوكالة الأنباء العراقية، إنّ «القوات الأمنيّة أغلقت جميع الطرق المؤدّية إلى الكرادة، فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقّي العلاج والجثث».

وفي سياقٍ متّصل، شدّدت القوّات الأمنيّة من إجراءاتها في مناطق بغداد بعد انفجار الكرادة وسط العاصمة. وقال المصدر، إنّ «القوّات الأمنيّة أعلنت بعد الانفجار الذي شهدته، مساء الاثنين، منطقة الكرادة، حالة الإنذار القصوى»، مشيراً إلى «نصب سيطرات مشتركة في عموم العاصمة».

ونفى المصدر ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن حدوث انفجار ثانٍ في نفس المنطقة، لافتاً إلى أنّ «ما حدث هو انفجار خزّان بنزين إحدى السيارات نتيجة احتراقها جرّاء الحادث».

من ناحيته، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم القوات الأمنيّة إلى مزيد من الإجراءات الاستباقيّة التي من شأنها منع التفجيرات ضدّ المواطنين، ونقل بيان رئاسي عن معصوم قوله الثلاثاء: «إنّ الأعمال الإرهابيّة البشعة ضدّ الشعب، تعبير آخر عن الطبيعة الإجراميّة للقتلة الخارجين على كلّ مبادئ الإنسانيّة الصحيحة».

وأضاف معصوم، «أنّ كلّ هذا يفرض على القوى الأمنيّة المزيد من الضربات القاصمة لظهر الإرهاب، سواء في أماكن العمليات في نينوى أو في متابعة خلاياه النائمة استخباريّاً وأمنيّاً بالتعاون الفعّال بين أبناء الشعب وقوّاتهم الاستخباريّة والعسكريّة».

من جهته، قال المتحدّث بِاسم الخارجيّة الإيرانيّة بهرام قاسمي، إنّ الانتصار على الإرهاب في العراق باتَ قريباً، مشيراً إلى الإنجازات الأخيرة للجيش العراقي والحشد الشعبي في الموصل.

ودانَ قاسمي تفجيرات العراق، مشيراً إلى أنّ تنفيذ هذه الجرائم الإرهابيّة في شهر رمضان المبارك دليل على عداوة الإرهاب التكفيري للإسلام الحقيقي والمسلمين.

كما لفتَ إلى أنّ هذه الاعتداءات هي المحاولات اليائسة الأخيرة للإرهابيّين للخروج من وطأة الهزيمة في العراق.

كما دان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، التفجيرات التي وقعت في بغداد مساء أمس في منطقة الكرادة، وصباح اليوم قرب جسر الشهداء وسط العاصمة العراقيّة بغداد، ودعا القيادات العراقيّة للوقوف صفّاً واحداً من أجل مواجهة التحدّيات المشتركة والتصدّي لأيّة محاولات لنشر الفرقة وتهديد الوحدة الوطنية.

وأوضح محمود عفيفي، المتحدّث الرسمي بِاسم الأمين العام، أنّ الجامعة العربية تؤكّد أنّ هذه الأعمال الإرهابيّة التي تستهدف تقويض الجهود المبذولة للقضاء على الجماعات الإرهابية، لن تزيد العراق إلّا عزماً وإصراراً على مواصلة التقدّم في هذه المعركة المصيريّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى