عشق الصباح
طيفك يضيء بقية سنين العمر الموحشة بالغربة، تبارك من منحك كل هذا الحسن، عينان أخاذتان تلمعان بسحر شفيف، ووجهك بعض وهج الشمس يقتسم وجه الصباح. ظمأ العشق مرهق يا عطر الهيل وتعب الشوق أضناني، وأنا لم أزل ثملاً من ريح عطرك الشامي. موحشاً يغدو ليلياً وبارداً، لو غاب طيفك عن خيالي، هل يبدو لهذه السماء أن أيّ جمالية لو غابت عنها الأنجم، أو، أفل منها القمر. في غيابك يكويني الحنين والانتظار، غريب كأن البحر لم يعد يعرفني، أنكرتني الأمكنة.
قالت: نحن في زمن توحشت الأمكنة فأنكرت طينها. لا عليك هو الطريق للضوء وعر، غبار وحجارة وأشواك وصبر. دع الأحلام تستريح على أريكة الليل، لنا حكايات كالمرايا تعكس كلّ ما في تلافيف الذاكرة. معك استعيد ألقي. شف آخر ما في الكأس، دعيني أرسم ملامح وجهكِ في محراب البوح، ونشرب معاً من نبيذ أبي نواس، يا لتلك الخوابي الوارفات بالضوء والعناقيد. همست بعذوبة نسمة بحرية مملوءة بالعطر. لا تمضي بعيداً يا وليف الحزن، تمهل سنكون معاً حتى ولو باعدت المسافات بيننا وفرّقتنا الأيام، دارت الأيام عليك. كيف ألوذ إلى النسيان والصمت عندي شغف البوح، وطيفك يسكن كل شيء من حولي. ثغرك، زهر الرمان والياسمين عطركِ، متلهف إليك وجمر الشوق مشتعل كمجرة البخور. وصوتك أغاني فيروز في كل صباح، دائماً يأحذني إليك الحنين.
حسن ابراهيم الناصر