برلين ستباشر البحث عن قاعدة جديدة
فشلت تركيا وألمانيا أمس، في التوصل إلى اتفاق حول زيارة مسؤولين سياسيين ألمان إلى قاعدة أنجرليك الجوية لتفقد قوات تنشرها برلين في سياق الحملة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، بعدما أصرّت أنقرة على منع هذه الزيارات.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أمس، بعد استقباله نظيره الألماني سيغمار غابريال في أنقرة «حالياً يمكنهم الألمان زيارة قاعدة حلف شمال الأطلسي في قونية وليس في أنجرليك».
وردّ الوزير الألماني «أنّ برلين ستباشر بالتالي البحث عن قاعدة جديدة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل»، مضيفاً للصحافيين بعد اللقاء «أعتقد أنه لا يمكن تسوية هذه المشكلة مع تركيا في الوقت الحاضر».
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحدثت الشهر الماضي عن «حلول بديلة» ممكنة عن قاعدة إنجرليك، مثل الأردن.
وأجج هذا الملف التوتر بين أنقرة وبرلين، الحليفتين الأطلسيتين، بعدما تدهورت العلاقات الثنائية في الأشهر الماضية، ولا سيما بعد محاولة الانقلاب في 15 تموز.
وحظرت أنقرة في منتصف أيار على برلمانيين ألمان زيارة إنجرليك لتفقد القوة الألمانية المنتشرة فيها وعديدها حوالي 270 عسكرياً.
وبرّرت تركيا حظرها آخذة على برلين منح اللجوء السياسي لمواطنين أتراك، بينهم عسكريون يتهمهم الرئيس رجب طيب أردوغان بالضلوع في محاولة الانقلاب.
وتستخدم قاعدة أنجرليك الواقعة في جنوب تركيا لعمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وبعد لقائه مع تشاوش أوغلو، التقى غابريال الرئيس اردوغان. غير أنّ تركيا ألغت اجتماعاً كان مقرراً مع رئيس الوزراء بن علي يلديريم بسبب «جدول الأعمال الحافل بالمواعيد»، كما قال مسؤول تركي لوكالة «فرانس برس».
وأعرب غابريال عن «أسفه لتمسك تركيا بقرارها منع البرلمانيين الألمان من زيارة إنجرليك»، وقال «لا يمكننا نشر جنود، حيث لا يمكن للنواب زيارتهم».
وقال غابريال إنه «قدّم سلسلة من الاقتراحات من أجل المضي قدماً» في هذا الملف، مشيراً إلى أنّ «نظيره التركي أكد له أنه سينقلها إلى السلطات المختصة».
ويصور الخلاف بين تركيا وألمانيا حول هذه المسألة وضع العلاقات حالياً بين الشريكين التاريخيين، والتي تشهد بانتظام مراحل توتر.
وقام خلاف شديد في مطلع الربيع بين البلدين حين حظرت مدن ألمانية عقد تجمّعات انتخابية كان يعتزم مسؤولون أتراك المشاركة فيها في سياق الاستفتاء حول تعزيز صلاحيات أردوغان في نيسان الماضي.
واتهم الرئيس التركي الحكومة الألمانية عندها باتباع «ممارسات نازية»، ما أثار غضب برلين.
ومن نقاط التوتر الأخرى بين برلين وأنقرة وضع دنيز يوجيل، الصحافي الحامل الجنسيتين المسجون في تركيا منذ شباط لاتهامه بـ«التجسس» وبالضلوع في أنشطة «إرهابية».
وقال تشاوش أوغلو أمس، بهذا الصّدد إنّ «التهمة ليست على علاقة بالنشاطات الصحافية، بل بأنشطة إرهابية»، مضيفاً «أنّ بعض وكالات الاستخبارات الأوروبية تستخدم صحافيين كجواسيس».
ويُبدي القادة الألمان تكراراً مخاوفهم حول وضع حقوق الإنسان في تركيا، وخصوصاً بعد محاولة الانقلاب في تموز.
وقال غابريال «ألمانيا دولة قانون، ويجب بالتالي إثبات التهم أمام محكمة»، مضيفاً «إننا بحاجة إلى إثباتات، وفي نهاية الأمر، المحاكم المستقلة هي التي تبتّ».
على صعيد آخر، أعلنت السلطات التركية عن بدء الإجراءات المتعلقة بسحب الجنسية من 130 شخصاً، بينهم رجل الدين المعارض الداعية التركي فتح الله غولن، ونائبين في حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد.
وأوضحت وزارة الداخلية التركية، في بيان، «أنّ عدم عودة هؤلاء الأشخاص الـ130 إلى تركيا خلال 3 أشهر، اعتباراً من الاثنين 5 حزيران، سيترتب عليه سحب الجنسية التركية منهم».