أهالي العسكريين اعتصموا قرب السراي وأبو فاعور يطمئنهم: المفاوضات إيجابية
نقل أهالي العسكريين المخطوفين اعتصامهم أمس إلى ساحة رياض الصلح التي تبعد عشرات الأمتار عن السراي الحكومية، حيث كانت تعقد جلسة مجلس الوزراء التي بحثت في ما آلت إليه المفاوضات للإفراج عن العسكريين المحتجزين لدى جبهة النصرة و«داعش».
وقطع الأهالي الذين حضروا من البقاع والشوف، شارع المصارف في وسط بيروت المؤدي إلى السراي لبعض الوقت، مشدّدين على أنهم يريدون أولادهم بأية وسيلة، وإذا كانت المقايضة هي الحلّ، فعلى الحكومة أن تسير بها.
وفي محاولة لطمأنتهم، أوفد رئيس الحكومة تمام سلام إلى الأهالي وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور، والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير. وتوجه أبو فاعور إلى الأهالي قائلاً: «إنّ الأمور تتحرك في شكل إيجابي والمفاوضات انطلقت ودخلت مرحلة إيجابية»، مشيراً إلى أنّ «الحكومة تتابع القضية باهتمام بالغ، كما أنّ كل القوى السياسية مجمعة على إيجاد حل سريع لهذه المعاناة التي يعانيها العسكريون والأهالي». وأكد أنّ «القضية ليست عابرة بل وطنية بامتياز»، مشيراً إلى «أنّ هناك شعوراً لدى الدولة بأنّ هذا الأمر بات بمثابة محنة وطنية يجب أن تنتهي». وأعلن أبو فاعور «أنّ المفاوضات قطعت أشواطاً جيدة جداً ودخلت مرحلة إيجابية ومن المتوقع أن نشهد تطورات إيجابية ونأمل خاتمة سعيدة ولو تطلبت بعض الوقت». ولفت إلى «أنّنا تجاوزنا الانسداد في أفق الحل، كما نأمل بأن نكون تجاوزنا مسألة التهديد بالقتل». وقال: «إذا وافق مجلس الوزراء على المقايضة، فليس ضرورياً أن يعلن ذلك عبر الإعلام»، مؤكداً «أننا نثق بعمل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وخلية الأزمة، لحل هذه القضية».
وردّ الأهالي عبر بيان قالوا فيه: «الساعات تمر والحوادث تتسارع والعمل واجب وملح حيث لا يعود ينفع الندم. ومنعاً للتسويف والمماطلة، نعلن ما يلي: «نؤكد التزامنا المطلق بقضية عسكريينا المختطفين ومعاناة أهلهم وكل الجهود والتحركات للإفراج عنهم، ونصرّ على المواقف الجريئة المعلنة من قبل الوزير أبو فاعور باسم النائب وليد جنبلاط والتي تحفظ أرواح الأسرى وكرامة وهيبة الدولة ومؤسساتها، ونطالب بالإسراع في وتيرة المفاوضات من دون تردّد بما يفضي إلى تحرير العسكريين». وطالبوا «ذوي الشأن السياسي والاجتماعي والعسكري والمجتمع المدني بالتواصل الجدي والفاعل مع الأهالي، لبلسمة جراحهم حيث سيؤدي هذا التسويف وعدم الاهتمام إلى سلبية لا تحمد عقباها»، وأملوا «أن يتحلى الوزراء بالشجاعة والقرار وأن يوقفوا المكابرة لأنّ العسكريين هم من يحفظون هيبة الدولة».
ومع عودتهم إلى مركز اعتصامهم في ضهر البيدر، لوّح الأهالي بتصعيد تحركاتهم والتوجه نحو سجن رومية أو إلى طريق المطار، بعد عيد الأضحى، إذا لم تحمل عطلة العيد مفاجأة سارة بإطلاق أحد العسكريين وإن لم يلمسوا أنّ الحكومة بدأت تتعاطى بجدّية مع ملف أبنائهم، حسب تعبيرهم.
وتوجه مفتي عكار الشيخ زيد زكريا بنداء إلى الخاطفين والدولة اللبنانية بمناسبة عيد الأضحى، وقال: «أناشدكم باسم الإسلام واسم الإنسانية واسم الدين واسم الرحمة واسم الأخلاق أن تطلقوا سراح العسكريين والدركيين». وأضاف: «ارحموا بكاء أمهاتهم. ارحموا دموع زوجاتهم. ارحموا صراخ أطفالهم. ما تريدونه من الدولة اللبنانية ليس عند هؤلاء. وما ذنبهم وما جريرتهم. أطلقوا سراحهم ليبتهجوا بالعيد بين أقربائهم وأحبابهم». وتابع: «كونوا أصحاب المبادرة، وأطلقوهم إكراماً لعيد الأضحى المبارك».