«عاصمة الملاحات» إنفة تخسر «كريستالها الأبيض» وتعلن ثورة الملح
ملاحات إنفة، أحد أبرز معالم شمال لبنان الطبيعية قيد الاحتضار بعد غزو مشاريع المنتجعات السياحية والملح المصري للبنان، فكادت تبدو ماضياً إن لم تكن أصبحت كذلك.
بعد آلاف مراوح الهواء التي كانت في السنوات الماضية ربما لا تجد مروحة وحيدة تنازع على شاطئ إنفة، بعدما توقفها عن الدوران، وباتت أجران المياه جافة تكسوها الأعشاب البرية وبقايا الطيور.
هنا عاصمة الملح سابقاً، إنفة الكورانية، التي كانت ملاحاتها نموذجاً للمحافظة على البيئة والتنمية الاقتصادية والسياحية الآخذة في الاندثار.
هكذا تم بالتدريج تعطيل المرفق التاريخي التي بلغ إنتاجه المحلي الوطني أكثر من 150 الف طن من الملح الطبيعي الصحي، لمصلحة مجموعات الاحتكار والمنتجعات السياحية وتنشيط التجارة الخارجية وسماسرتها المحليين وتم دفعُ آلاف العائلات اللبنانية المستورة المتمسّكة بأرضها وحرفتها المتوارثة منذ اجيال إلى البطالة والعوز.
يوم الدالية، نقف معها لنحميها، ولو تحت شمس حارقة!
يوم إنفة، نقف مع ملحها، مع عائلاتها نرفع الصوت ونعتصم بانتظار النداء!
ويوم يدقّ جرس البيئة، وحيث يدقّ، لا نتردّد عن نصرتها، لمنع انتهاكها المستمر والمغطّى من قوى سياسية ورسمية ومالية كبيرة!
كفى اعتداء على جبالنا والأرز باسم معامل الإسمنت!
كفى اعتداء على شطآننا باسم المولات والشاليهات والسياحة البائرة!
هـ.ح.