هجمات بريطانيا الإرهابية: دعم حملة المحافظين
حميدي العبدالله
توقيت الهجمات الإرهابية التي شهدتها بريطانيا جاء بعد تحديد موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة بمبادرة من رئيسة حكومة المحافظين. قبل ذلك الوقت لم تسجل أيّ هجمات إرهابية في بريطانيا، علماً أنّ الهجمات الإرهابية كانت قد غطت أراضي غالبية الدول الأوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة، وحدها بريطانيا لم تشهد أيّ هجمات إرهابية، فلماذا الآن بدأت هذه الهجمات، وتحديداً بعد تحديد موعد الانتخابات البرلمانية؟
عندما قرّرت حكومة المحافظين تقديم موعد الانتخابات البرلمانية كانت التوقعات، وحتى استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ حزب المحافظين سوف ينجح في زيادة عدد مقاعده في البرلمان الجديد على حساب الأحزاب الأخرى، وتحديداً حزب العمال، وبالتالي يستطيع تشكيل حكومة جديدة تستند إلى قاعدة برلمانية تساعد على اتخاذ قرارات حساسة، سواء على مستوى السياسة الداخلية، أو السياسة الخارجية.
لكن بعد اقتراب موعد الانتخابات أظهرت التقديرات عكس ما توقعه قادة حزب المحافظين ورئيسة الحكومة الحالية تيريزا ماي. بتاريخ 4-6-2017 نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تحليلاً أعدّه آدم تايلور، محلل سياسي أميركي مقيم في لندن، جاء فيه: «مع اقتراب يوم التصويت أصبحت هذه المخاوف مخاوف انهيار حزب العمال لصالح المحافظين تتضاءل وتنحسر شيئاً فشيئاً، بل بدأ المحافظون أنفسهم يعربون عن الخشية من نتائج هذه الانتخابات» ويضيف المحلل قائلاً: «أظهرت سلسلة استطلاعات للرأي نظمتها مؤسسات بريطانية متخصّصة، توجّهاً واضحاً ومتزايداً من الناخبين لتأييد العمال».
وبديهي أنّ هذا يتطلب دعم الحملة الانتخابية للمحافظين.
دائماً كانت الأعمال الإرهابية تصبّ في مصلحة الأحزاب الأكثر يمينية وتشدّداً، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، وكان واضحاً أنّ أيّ هجمات إرهابية في بريطانيا ستضعف حملة العمال وتعزز حملة المحافظين الانتخابية، لأنّ العمال يدافعون عن الأقليات، ولا سيما الإسلامية، في حين أنّ سلوك حزب المحافظين يختلف على هذا الصعيد.
الهجمات الإرهابية في لندن ستدفع شرائح خائفة في المجتمع البريطاني للتصويت لصالح المحافظين، وربما تدفع شرائح أخرى للامتناع عن التصويت لصالح العمال بذريعة أنهم يدافعون عن حقوق المهاجرين، لا سيما في ظلّ زعامة رئيس الحزب الحالي.
لهذه الأسباب يسمح توقيت تنفيذ الهجمات الإرهابية بالاستنتاج أنّ هذه الهجمات هي لدعم حملة المحافظين الانتخابية.