الهجمات الإرهابية على إيران.. «داعش» وامتداداته.. والتقاطعات..
معن حمية
الهجمات الإرهابية التي استهدفت مبنى البرلمان ومرقد آية الله الإمام الخميني في العاصمة الإيرانية طهران، لا يمكن لأي مراقب ومتابع فصلها عن حملات التحريض وسياسات العداء التي تمارسها دول معروفة ضد إيران. فقمة الرياض العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية التي عقدت الشهر الفائت بـ «إمامة» الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجّهت اتهامات مباشرة إلى إيران بدعم مجموعات إرهابية، وبزعزعة استقرار المنطقة! وبيان قمة الرياض بما انطوى عليه من مواقف حادة ضد إيران، حمل «توقيع» أكثر من خمسين دولة، لذا، من الطبيعي أن يتوجّه الاتهام المضاد الى الرياض وحلفائها، عند كل اعتداء أو هجوم إرهابي تتعرّض له طهران.
تبني تنظيم «داعش» للهجمات الإرهابية، لا يقدّم صك براءة للذين يرشقون إيران صبح مساء بمواقف تحريضية وخطب كراهية ونعرات طائفية. فهذا التنظيم الإرهابي معروف أنه يعبئ عناصره على القتل والإجرام والإرهاب في أي مكان من العالم. وبالتالي قد يكون هو بالفعل مَن نفّذ الهجمات الانتحارية في طهران، على غرار ما نفّذ من هجمات استهدفت لندن وباريس وبرلين وغير عاصمة أوروبية وآسيوية.. لكن مَن يقنع الرأي العام بعدم مسؤولية الدول الخليجية، خصوصاً تلك التي ابتعدت عن إيران برصيد عالٍ من التحريض، واقتربت من «إسرائيل» برصيد كبير من التطبيع!
وعليه، فإن حدوث تقاطعات بين أهداف دول بعينها وبين قوى تحكمها غريزة الإرهاب، ليس أمراً مستبعَداً. فالحرب على سورية، كشفت الكثير من التقاطعات بين الإرهاب ودول تدّعي محاربته. فجامعة الدول العربية جرى استخدامها من قبل قطر والسعودية، وتولّت هذه الجامعة إصدار فتاوى التحريض ضد الدولة السورية، بموازاة غضّ الطرف عن جرائم المجموعات الإرهابية، الأمر الذي ساعد الإرهاب على التوسّع والتمدد والقتل. وهناك دول تقيم قنوات اتصال مع المجموعات الإرهابية، وهذا ليس خافياً على أحد.
حتى أن أميركا التي تقود تحالفاً «ضد الإرهاب»، كانت ولا تزال رحيمة مع «داعش»، وحين تنفّذ طائراتها غارات جوية، تحصد أرواح المدنيين نساء وأطفالاً، أما مواقع «داعش» فتبقى «غير مرئية» منها.. لكن الطائرات ذاتها تستطيع رؤية مواقع الجيش السوري في جبل الثردة بدير الزور، فتقصفها بعنف تزامناً مع هجوم ينفذه «داعش» على تلك المواقع!
في التقاطعات أيضاً، قيام طائرات التحالف الأميركي بقصف أحد مواقع الجيش السوري على طريق التنف في منطقة الشحيمة بريف حمص الشرقي. وهذا القصف عدا عن أنه محاولة أميركية لرسم «خطوط حمر» أمام الجيش السوري لمنعه من التقدم إلى معبر التنف، فإنه يمنح «داعش» غطاءً جوياً لمواجهة الجيش السوري. وهنا يصبح الأميركي شريكاً فعلياً للإرهاب.
الإيرانيون يعرفون جيداً «فلسفة» التقاطعات. وهم بعد إثبات مسؤولية «داعش» عن الهجمات، لن يتردّدوا في كشف حقيقة التقاطعات.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي