وزير الخارجية الهنغاري يزور بري وباسيل: مهتمون باستقرار لبنان

أكد وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وقدرته لرعاية النازحين فيه. وزار الوزير الهنغاري مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وبحث مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين.

بعد اللقاء عقد الوزير باسيل ونظيره مؤتمراً صحافياً مشتركاً شكر في بدايته وزير خارجية هنغاريا على مساهمتها في القوات الدولية العاملة في حنوب لبنان، وأعاد تأكيد التزام لبنان الكامل بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته.

وبحثنا أيضاً في الانتشار المخيف لتحديين كبيرين يواجههما بلدانا. وهما بالتحديد: التدفق الكثيف للنازحين والذي يفوق قدرتنا على الاحتمال، والإرهاب التكفيري الذي يكبر ككرة ثلج لا نستطيع السيطرة عليها وحذرنا أصدقاءنا في أوروبا والبلدان الأبعد منها من تأثير هذا الخصم علينا وعليهم. وقلنا إنه عندما يتلاقى النزوح الفوضوي مع الإرهاب تصبح النتيجة برميل متفجرات بوجه المجتمع من باريس الى برلين الى مانشستر واسطنبول ودول أخرى من العالم.

وطالب باسيل بالدعم الدولي والمساعدة الفورية للبنان من اجل تقاسم العدد المتضخم للنازحين الذي نستضيفه بوسائلنا المحدودة. كما طالبنا ان يتفهم الجميع انهم لا يستطيعون الطلب منا أن نتصرف ضد قوانين الطبيعة. اليوم نشهد تدفقات كبيرة للنازحين إلى أوروبا وشواطئها التي امتزجت بالدماء ونشهد ايضاً أن المجتمع الدولي وصل إلى حد لا يمكنه ان يستوفي كل المتطلبات الانسانية للنزوح. وفي هذا الوقت أظهر لبنان قدرة كبيرة على الصمود. وها نحن هنا نقف ضد الرياح المناهضة كلها ونؤمن المساعدة لكل مَن يطلبها على أراضينا. في الواقع إن صمودنا هو نتيجة هذا المزيج من القيم الإنسانية والتعلق الكبير والعميق بأرض شهدت ولادة الحضارات والديانات.

ورحب بمبادرة الحكومة الهنغارية بالتزامها في مساعدة الاقليات المسيحية في المنطقة، وأعرب عن امتنانه للمساعدة الممنوحة لإعادة ترميم المواقع الدينية ونحن فخورون بإطلاق اعادة ترميم ما يقارب الثلاثين كنيسة منتشرة في الأراضي اللبنانية كافة بشراكة قوية وكبيرة مع وزارتينا.

من جهة ثانية، وردا على سؤال عما يحصل بين قطر وبعض دول الخليج، قال الوزير باسيل: لبنان لا يسعى إلا إلى التوفيق بين اخوانه العرب ولا يتدخل في شؤون الدول الصديقة والدول العربية ويُثمن الحوار والتفاهم والحلول الديبلوماسية بدلاً من الصراع، لأن مبتغانا في النهاية هو محاربة الإرهاب والقضاء على التطرّف وإحلال السلام والتفاهم وصولاً الى الازدهار بين الدول العربية الشقيقة احتراماً لميثاق جامعة الدول العربية.

من جانبه قال الوزير الهنغاري: «نحن نعتبر لبنان بلداً ذا أهمية رئيسية جداً لسببين أولاً، تلعبون دوراً مهماً جداً في الحفاظ على أمن وسلامة أوروبا لكونكم تستضيفون نحو مليوني نازح في بلدكم، ولهذا فإننا نحثّ الاتحاد الأوروبي على مضاعفة المساعدة المالية للبنان وزيادتها مليون يورو، ونأمل في تسوية الوضع في سورية قريباً، ليتمكّن من أجبروا على ترك منازلهم من العودة إليها، ونتمكن من المباشرة في إعادة إعمار سورية من أجل تأمين عودتهم إلى بلدهم.

ولفت إلى أن أهمية لبنان تأتي من منظور مصير المسيحيين في الشرق الأوسط، وأنا أمثل بلداً مسيحياً يضطلع بمسؤولية إزاء مصير المسيحيين في العالم أجمع، ونحترم ونثني على ما يمثله لبنان ويقدّمه للمسيحيين في لبنان وفي الشرق الأوسط، لذا فإننا نعلن بسرور عن تقديم حكومة بلادي مليوناً ونصف مليون دولار لإعادة تأهيل كنائس في لبنان ويقع على عاتقكم أمر تحديد ما هي الكنائس التي تحتاج لهذا المال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى