حافظ الأسد
ـ هو الوقت المناسب لتقييم حكم رجل لسورية وقيادته لمشروع عربي وخوض تجربة إقامة دولة في بلاد القبائل والعصبيات والغرائز والنفط والمال والتجار وأنماط المثقفين.
ـ كم كانت سورية تحتاج ما نشهده، وكم كان العرب بحاجة للمرور في ما يمرّون به اليوم لإنصاف حافظ الأسد.
ـ فما تميّز به واعترف به الأعداء واعتز به الأصدقاء ليس للنقاش، فقد بنى دولة الإستقرار والأمن والتقديمات الاجتماعية والإصلاح الزراعي ودعم السلع والصحة والتعليم مجاناً والطرقات والكهرباء والخدمات.
ـ ما أنجزه للعروبة والعرب ليس للنقاش أيضاً، فقد بنى جيشاً قوياً وثبت على خيار رفض سلام الذلّ والهوان والإذعان، ودعم كلّ مقاومة شريفة صادقة في فلسطين ولبنان.
ـ ما كان للنقاش يوماً وحسمته لصالحه وأنصفته فيه الأيام أنه لم يفتح أبواب الشراكة في الحكم للإخوان المسلمين ومن كان مثلهم سيدخلها تحت شعار المزيد من الديمقراطية.
ـ ما كان للنقاش يوماً وحسمت الأيام صواب خياره فيه أنه لم يمنح للمثقفين الذين يدّعون الوطنية ويسكنهم عصب الطوائف وفساد المال مساحات أوسع من الحرية ليعيثوا خراباً أكثر.
ـ ما كان للنقاش يوماً وحسمته الأيام ما أسمي فساداً بإيوائه رموزاً نهبوا المال العام والخاص باسم النظام وصاروا رموزاً للمعارضة اليوم، وثبت أنه كان يعاملهم ككلاب يرمي لهم عظمة وكانت العظمة تكفيه وتكفي سورية شرورهم.
ـ ما كان للنقاش يوماً أنه يكتم الأنفاس والأصوات وقد سمعنا الأصوات التي كتمها فحيح أفاعي فيكفي السوريين شرفاً أنه كبت في صدورهم منع التصريح بالسرّ لأنفسهم بهويات طوائفهم أو التفكير بطوائف أسمائهم وأسماء أقرانهم.
ـ يكفيه فخراً اليوم في ذكراه أنّ ما بناه وحده يدوم وينتصر من المقاومة تحرّر وتردع، إلى الجيش العقائدي يوحد ويسيطر، إلى روح المواطنة التي تعود لتحلق فوق ضريحه خياراً وحيداً لسورية.
ـ في ذكرى الرحيل تحية للبشار الوفي الأصيل الذي فتح الأبواب لظهور الشرور لتتطهر منها سورية على يديه، ويعيد بناءها بالحجارة النظيفة، فأعاد إنصاف عظيم العرب الراحل الذي لم يوقع إتفاقاً مع «إسرائيل» ولم يلتق رئيسا أميركيا في عاصمته وقد أذلهم جميعاً كما يذلّ لهم القادة العرب اليوم.
ـ أفتخر أنني من جيل عاش في زمن حافظ الأسد وعرفه وتشبّع من نبض قلبه وحبه لفلسطين والمقاومة وعشقه لسورية ولبنان وزهده بالمال والجاه وكلّ ما يلهث وراءه البشر.
التعليق السياسي