مجزرة إهدن
يكتبها الياس عشي
في مثل هذا اليوم، قبل تسعة وثلاثين عاماً، كنت أحتسي فنجان قهوة في مدينة طرطوس، عندما سمعت بأنّ مجزرة بشعة حدثت بإهدن، وراح ضحيتها النائب والوزير طوني فرنجية، وعقيلته، وابنته الطفلة جيهان، وكوكبة من أبناء زغرتا تخطى عددهم الثلاثين.
ركبت سيارتي وعدت إلى طرابلس حزيناً، ووحيداً إلا من ذكريات جمعتني بالشهيد طوني منذ أن تعرّفت عليه يوم حملت رسالة من نسيبي الدكتور اسكندر عشي المقيم في اللاذقية إلى صديقه سليمان فرنجية.
هذه الجريمة ما زالت مسكونة فيّ، وما أزال حتى اليوم أكرّر بإعجاب ما فعله الرئيس فرنجية عندما أوعز للسلطات الطبية المعنية بالتحقيق في مجزرة إهدن، أن يُنقل جثمان ولده طوني إلى المستشفى الإسلامي في طرابلس، وأن يصدر التقرير منها، معلناً بهذا الموقف العلاقة التاريخية بين طرابلس وزغرتا.
وبعد مرور أقلّ من عشر سنوات، وفي الأول من حزيران، تكرّست تلك العلاقة، يوم تكرّر المشهد في اغتيال الرئيس رشيد كرامي…