قانصو يتمنّى على الحريري الذهاب في اتجاه تصحيح علاقته مع سورية ويحيي مواقف الرئيس عون

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو أن ما «نطالب به كحزب أن يكون رئيس الحكومة سعد الحريري على أحسن علاقة مع الدول العربية كلها وخاصة مع سورية».

وقال في حديث لـ «الانتشار» «لطالما نادينا في مجلس الوزراء وخارج مجلس الوزراء بضرورة فتح قنوات الحوار بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية، لأن هناك أكثر من ملف مشترك بين البلدين كملفات مواجهة الإرهاب في سورية ولبنان ولمصلحة لبنان قبل مصلحة سورية لا يجوز أن يدير لبنان ظهره، لملف كهذا من دون التنسيق مع الحكومة السورية، إضافة إلى ملف النازحين، إذ كل الطبقة السياسية في لبنان تئن من أثقال هذا الملف، ولو كان هناك حوار جدي بين الحكومتين لعاد مئات الآلاف من النازحين إلى بلادهم، لكن للأسف الشديد هذا الحوار مقطوع، ونحن كحزب من أكثر الأطراف السياسيين نادينا منذ مناقشة البيان الوزاري بضرورة فتح الحوار مع الحكومة السورية للتخفيف من أثقال النزوح السوري إلى لبنان ولتعزيز قدرات لبنان أكثر في مواجهة الإرهاب ناهيك عن الجانب الاقتصادي الذي يشكل مصلحة مشتركة».

ولفت قانصو في سياق حديثه عن العلاقة اللبنانية – السورية إلى وحدة الجغرافيا بين البلدين، وقال «إن لم تأخذ الحكومة هذه الوحدة بالاعتبار، فستبقى العلاقة اللبنانية – السورية علاقة متوترة محكومة بحسابات لا صلة لها بمصلحة لبنان العليا. محكومة بحسابات سياسية معروفة أو محكومة بشيء من الأحقاد والضغائن أكثر مما هي محكومة بحسابات العلم والمنطق والمصلحة لذلك نحن ندعو، دائماً، إلى أحسن العلاقات بين لبنان وسورية».

وحيّا قانصو «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي في كل خطاب له، وموقف يؤكد على ضرورة أن تكون العلاقات بين لبنان وسورية علاقات جيدة».

وحول وجود تناقض سياسي بين رئيسَيْ الجمهورية ومجلس الوزراء في الرؤية حول كيفية التعاطي مع سورية، تمنّى قانصو على «الرئيس الحريري أن لا يبقى على هذا النمط، أو هذا الموقف أن يذهب باتجاه تصحيح علاقته مع سورية انطلاقاً من كونه رئيس حكومة وهو من هذا الموقع حريص على أن يضع مصالح لبنان فوق أي مصالح أخرى، فإذا كانت مصالح لبنان ترتب هذه العلاقة الجيدة وإذا بقيت هذه العلاقة كما هي فستبقى تشكل مصدراً من مصادر الضرر لمصالح لبنان».

وحول أداء الرئيس ميشال عون منذ تولّيه سدة الرئاسة قال قانصو: «ما زال الوقت مبكراً للحكم على تجربة الرئيس عون. مضى على انتخابه رئيساً للجمهورية بضعة أشهر.. وهذه المدة لا تكفي للبناء على الحكم وعلى أدائه. غير أنني أستطيع القول إنه في هذه الأشهر القليلة تأكد لنا بأن الرئيس عون صاحب خيارات سياسية واضحة، لا يتذبذب في الخيارات الكبرى. هو حاسم في موقفه من المقاومة، وقد عبّر عن هذا الأمر في أكثر من مناسبة، وقد اعتبرها جزءاً أساسياً من قوة لبنان، وأن لبنان ما زال بحاجة ماسة إلى هذه القوة لمواجهة العدو الإسرائيلي والعدو الإرهابي. والرئيس عون حاسم في موقفه من الجمهورية العربية السورية، فهو عبّر في أكثر من مناسبة، أيضاً، عن ضرورة أن تكون العلاقة مع سورية علاقة طبيعية وجيدة. والثابت الثالث عند رئيس الجمهورية موقفه الحاسم من عملية بناء مشروع الدولة اللبنانية، يريد لمشروع الدولة اللبنانية أن يكون قوياً. وفي خلفية هذا الموقف يعتبر العماد عون أنه كلما قوي مشروع الدولة تراجعت مشاريع الطوائف، وكلما ضعف مشروع الدولة تقدمت وقويت مشاريع الطوائف، لذا يريد أن يقوى مشروع الدولة».

وعما يشهده الخليج من أزمات، آخرها ما حصل من تدهور في العلاقة بين قطر وعدد من دول الخليج في مقدمها السعودية، قال: «منذ بداية الأزمة في الخليج قرأنا فيها أنها نتيجة أولى لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية والقمم الثلاث التي عقدها، وهو لم يأت إلى هذه القمم حاملاً راية السلام والاستقرار في المنطقة. هو جاء حاملاً خطاباً تحريضياً لدول الخليج وللدول الإسلامية التي شاركت في تلك القمم، حاملاً دعوة صريحة ومباشرة إلى أن العدو الأول للعرب والمسلمين هو الجمعورية الإسلامية الإيرانية وليس إسرائيل. ترامب جاء إلى الرياض ليأخذ الصراع باتجاه إيران بدلاً من أن يكون هذا الصراع باتجاه العدو التاريخي الذي يحتل فلسطين ويدنس المقدسات الفلسطينية والإسلامية والمسيحية فيها، وجاء ليقول للعرب وللمسلمين زعيمتكم المملكة العربية السعودية. يعني جاء لينصّب السعودية زعيمة على العالمين العربي والإسلامي، وفي المقابل فإن همّ ترامب أن «يستحلب» أنظمة الخليج ما وسعه من مبالغ مالية يحتاجها لإنعاش الاقتصاد الأميركي. يكفي أن يكون حجم العقود التي وقعها مع المملكة العربية السعودية 480 مليار دولار لنعرف الهدف الأساسي لزيارته الرياض.. يريد المال ثم المال ثم المال، وكلنا نتذكّر ما قاله في حملاته الانتخابية من أننا نحمي الخليج والسعودية ونريد ثمن هذه الحماية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى