حردبة ماجد فرج وخطابه المفلس

رامز مصطفى

«الجمل لا يرى حردبته»، مثل يصحّ على خطاب رئيس مخابرات السلطة الفلسطينية، الذي جاء خلال إفطار للأيتام ومرضى السرطان والكلى في نابلس، اتهم فيه حركة حماس أنها تريد جرّ الشعب الفلسطيني إلى ما لا تحمد عقباه من خلال تدخلها بالأزمات العربية. وتساءل فرج عما تريده حماس، مطالباً إياها باللجوء إلى ما أسماه الشرعية الفلسطينية، وهي منظمة التحرير الفلسطينية. مُدّعياً أنّ الشعب الفلسطيني المقيم في دول الخليج ليس بحاجة إلى الذبح. والغريب أنّ اللواء فرج شدّد على أهمية استقلالية القرار الفلسطيني.

ولم يقف كلام اللواء فرج عند حدود التهجّم على حماس، بل تعدّاه إلى مهاجمة إيران، في إشارة منه إلى الخلافات التي وصلت إلى مستويات عالية السخونة حدّ الغليان بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى. وفي هذا السياق قال فرج: «لسنا مع أيّ مخططات فارسية إيرانية في المنطقة العربية. البلاد العربية للعرب». خاتماً خطابه في إعلانه الانحياز إلى جانب السعودية ومصر والإمارات والبحرين وموريتانيا.

العناوين التي اختارها اللواء ماجد فرج لهجومه على حماس، كان من المفترض به التريّث أو التأني وحتى صرف النظر عن ذلك كلياً، لأنّ اللواء فرج أجزم أنه لا يحق له التحدث عن سياسة الانخراط الفلسطيني في المحاور العربية أو غيرها، وهو الغارق حتى أذنيه في سياسة المحاور الأمنية مع الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» ضدّ الشعب الفلسطيني وناشطيه ومقاوميه وشبان الانتفاضة، تحت مسمّى التنسيق الأمني، الذي اتخذت منظمة التحرير التي يتباكى عليها كمرجعية شرعية فلسطينية قراراً واضحاً صريحاً بوقف ذلك التنسيق منذ ما يزيد عن العام ونصف العام.

أما في ما يتعلق بإيران فإنّ اتهامها من قبل اللواء فرج، أراه أمراً طبيعياً ومبرّراً لشخص لطالما أعلن أنه ضدّ المقاومة وأفشل الكثير من عملياتها في الضفة الغربية، فهو لا يتوانى عن مهاجمة إيران التي لطالما وقفت ولا زالت إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يقهره اللواء فرج بـ»التنسيق الأمني»، وهو الذي يساعد الاحتلال في كشف خلايا المقاومة ورجالاتها، وبالتالي يعمل عل تقويض جهود إيران من أجل دعم عوائل الشهداء الذين نفذوا عمليات بطولية ضدّ قوات الاحتلال في القدس والضفة. ومدّت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مشكورة يد العون على إعادة بناء ما هدمه الاحتلال من منازل عوائل هؤلاء الشهداء.

إنّ الخطاب الهجومي الذي اختار اللواء فرج توقيته بعناية فائقة بغية إعلانه الصريح عن عدائه لحركة حماس وإيران، وانحيازه إلى المحور السعودي الذي تباركه «إسرائيل» وتعلن صراحه تأييدها له، مبديةً الاستعداد للانخراط فيه للعمل ضدّ إيران. وما التفجيرات الأخيرة التي شهدتها طهران إلاّ الترجمة العملية لذاك التحالف الذي ترعاه الإدارة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب الذي أعلن عن الخطوط العريضة ومن الرياض لذاك الحلف الذي من أولوياته العمل ضد إيران وقوى المقاومة في المنطقة. ومن الطبيعي أن يأتي خطاب اللواء فرج بهذه العدوانية المعتاد عليها الشعب الفلسطيني، من خلفية أنه أيّ اللواء فرج الراعي الحصري لتقويض وإجهاض الانتفاضة أو أيّ عمل مقاوم ضدّ الاحتلال…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى