ساعة القيامة تقترب من الصفر…
وسام أحمد
يُقال: الخوف من الحرب أسوأ من الحرب نفسها…
كلّ الإشارات والفواصل توصل إلى حتمية انفجار البركان رغم العقل البارد الذي نمارسه في العسكر وفي السياسة، فكلّ حبة تراب تغلي فماذا عن البشر؟
السؤال: هل سنبقى هنوداً حمراً على مذبح أورشليم؟
حتى الكعبة تئنّ من الجور والظلم، وكلهم يلوّحون بالرايات البيضاء، ولا نظلمهم لو قلنا بأنهم بدأوا يلوّحون بملابسهم الداخلية ظناً منهم أنّ سفينة النجاة أتت مع دونالد ترامب الذي
فتح طاولة القمار وبدأ اللعب ولسان حاله يقول: ضعوا الملفّ الفلسطيني في الثلاجة وأحكموا الإغلاق، وبإمكان عباس أن يجدّد شبابه وليتزوج مثنى وثلاث ورباع، وليقضي شهر العسل على حساب الخليجيين، فالمطلوب شيء آخر وهو رأس إيران وحرائق أبدية في سورية تطيح بحلم الامبراطورية الروسية وتعيد الهيبة الأميركية.
هل هذا عقل دونالد ترامب؟ أم أننا أمام عقول أخرى تقود الخراب برأس مقامر وبفتيات يكشفون أوراق لاعب إلى لاعب، وفي آخر الليل لا يجد المقامرون أجرة سيارة في جيوبهم ولا حتى حمار يوصلهم إلى منازلهم، وأول الغيث كان ابن موزة والكلّ يسأل من التالي…؟
حتى اللحظة ما نراه هو صراع الأخلاق… الكلّ يسعى لتحقيق هدف المواجهة دون أن يخسر الطرف الآخر، فالقادة الأذكياء يتجنّبون تشتيت قواتهم ولا يريدون الانتحار في مواجهة الأقوياء فيتصرّفون بنيات حسنة رغم أنها لا تصنع نتائج عظيمة.
العبث الترامبي لن يتوقف، ومن أجل المال هو مستعدّ لتحقيق أجندة الشياطين أنفسهم، فالكلّ يشحذ سكاكينه من أجل «هرمجيدون العصر Harmagedon» حسب رؤوسهم
ومعتقداتهم، وفي الطرف الآخر رغم برودة الأعصاب هناك رؤوس حامية تدرك أنّ الميدان هو الفصل، وأنّ حروب العسكر أشدّ قساوة من حروب السياسة فالدماء تبقى الأغلى.
الحروب لا تدار بالنظارات، وليست مجرد أعمدة دخان وكاميرا ومراسل حربي، فهي الحكم بالموت على كلّ شيء، وتبقى ضرورة وحضارة عندما تكون ضدّ الذين يريدون هدم
الحضارة… عصابات الدم تملأ البراري والخرائط حبلى بالمواعيد، ونقترب من صفر القيامة أكثر فأكثر.
في المعارك الكبرى ننتظر المفاجآت الكبرى ليكون حصادهم دخان بدخان، وشيء واحد لم ولن يتبدّل نحن عشاق هذه الأرض وأبناء الحياة.
صيدلاني من سورية درّة العالم