لافروف لكيري: على طرفي النزاع التمسك باتفاقية مينسك
شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري على ضرورة التزام طرفي النزاع الأوكراني بالاتفاقية التي جرى التوصل إليها في العاصمة البيلاروسية مينسك.
وأثناء المكالمة الهاتفية التي بادر إليها الجانب الأميركي، أشار لافروف إلى أهمية تنفيذ ما اتفق عليه في مينسك حول الهدنة وسحب الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس بين قوات الطرفين، وضمان مراقبة الوضع من قبل ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وشدد الوزير الروسي على أهمية الوقف الفوري لقصف الأحياء السكنية لمدينة دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا ، الذي راح ضحيته سكان مدنيون وموظف الصليب الأحمر الدولي.
واتفق الوزيران على مواصلة الاتصالات بينهما لبحث القضايا الملحة للأجندتين الدولية والثنائية.
قصف مدفعي
أعلن أندريه بورغين النائب الأول لرئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية» مقتل 26 مدنياً وإصابة 50 آخرين في قصف مدفعي للقوات الأوكرانية لمدينة دونيتسك.
وتساءل بورغين في أثير إذاعة «كوميرسانت إف إم» أمس: «نحن لا نخرق الهدنة، ألم يقل لكم أحد أنه استشهد لدينا الأربعاء 26 شخصاً وأصيب 50 من السكان الآمنين، الذين يتعرضون للقصف من جهة المطار والأحياء السكنية المحيطة به مثل كراسنوغوفوركي حيث القوات الأوكرانية باستخدام منظومات «أوراغان»؟». وأوضح أن هذه المنظومات عبارة «عن مادة ذات حشوة عنقودية يصل مداها إلى 40 كيلومتراً ومن ثم تنفجر مخلفة ضحايا كثر». وأضاف: «أما اللبارحة فقد قتل لدينا موظف في الصليب الأحمر، إذ اخترق الصاروخ مكتبهم وسط المدينة. وتصيب هذه الصواريخ الأبنية السكنية».
وأكد أن لجان الدفاع الشعبية تحاول إنقاذ دونيتسك من الدمار الكامل ومن مئات القتلى يومياً حيث «يعيش سكاننا بالغالب في الملاجئ».
وقتل شخصان وأصيب أكثر من عشرة آخرين أول من أمس، نتيجة قصف الأحياء السكنية ومنشآت البنية التحتية في دونيتسك حيث تضررت خمسة أبنية سكنية ودمرت روضة أطفال في قصف مدفعي وبالهاون.
استمرار الصراع على المطار
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع في «جمهورية دونيتسك الشعبية» أن مطار دونيتسك بقي حتى صباح الجمعة جزئياً تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وجزئياً تحت سيطرة قوات الدفاع.
ونفى المتحدث الأنباء التي أعلنت سيطرة لجان الدفاع بالكامل على المطار.
وأفاد مراسل وكالة «نوفوستي» بأن الليلة مرت بهدوء نسبي وقد كانت تسمع أصوات انفجارات بعيدة في ضواحي المدينة هدأت في الصباح.
أما ظهراً، بحسب المراسل، فجددت القوات الأوكرانية قصف المدينة من منظومة صواريخ «غراد» على الأغلب، أصابت أحياء عدة من دون أن يتبين على الفور ما إذا كان هناك ضحايا.
قلق أممي
عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من مقتل موظف الصليب الأحمر الدولي في أوكرانيا، وحذر من عواقب كارثية في حال استئناف العمليات القتالية في البلاد.
وجاء في بيان لبان كي مون صدر أول من أمس أن مقتل الموظف السويسري لوران دو باسكيه يدل على أن الهدنة في شرق أوكرانيا لا تزال هشة.
ولم يحمّل الأمين العام القوات الأوكرانية مسؤولية الحادث بشكل مباشر، لكنه أعاد إلى الأذهان أن ذلك يأتي بعد «قصف مثير للاشمئزاز تعرضت له مدرسة في شرق أوكرانيا».
وقال بان كي مون إن «الحوادث المأسوية الأخيرة تؤكد أن نظام وقف إطلاق النار هش، وأنه من المهم ضمان الأمن في جنوب شرقي أوكرانيا ما سيسمح لموظفي المنظمات الإنسانية بتنفيذ مهماتهم وتقديم المساعدات الحيوية لمن يحتاجون إليها».
وأعرب بان كي مون عن قلقه إزاء تزايد عدد الضحايا بين المدنيين، وحذّر من أن «العودة إلى عمليات قتالية واسعة النطاق قد تؤدي إلى كارثة في أوكرانيا وفي المنطقة بشكل عام»، ودعا طرفي النزاع إلى الالتزام بتعهداتهما المنبثقة عن اتفاق مينسك من أجل ضمان ثبات وقف إطلاق النار. كما دعا إلى مضاعفة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق هذا الهدف.