موضة فتيات اليوم.. جينز ممزّق
ناريمان عبيد
نادراً ما تجد صبية أو ممن استلبت عقولهنّ موضة الجينز الممزق، إلا وقد فتحت في بنطالها فتحات تهوية جانبية أو أمامية او خلفية، حسبما تريد استحداث هندسة موضة لباسها تفاعلاً مع مستويات الرطوبة والحرارة والضغط الذاتي، لكن هذه المستويات قد لا تتطابق مع مستويات الرطوبة والحرارة والضغط الاجتماعي.
نادراً خلال تجوالك في الأسواق ما ترى بنطالاً سلمت قماشته من مقص عجول افترس خيوطه فتنسّلت وشرشبت هنا أو تدلّت هناك. أو تبرقع حتى ابيضّ هنا بينما اسودّ وجهه من ناحية ثانية، واكفهرّ عند الساقين حيث نادراً ما يحصل احتكاك للقماش ليتغير لونه.
ولا تكتفي كثيرات بهذا بل تُمعنّ برسم لوحات بمادة تؤدي لتغيير اللون فتتموّج أمواجٌ وتتهادى ترددات لتظن أبراج الإرسال قد أطبقت حول العالم إشعاعاً في زمن افتراضي.
قالت إحدى الفتيات، لا يتعدى عمرها 18 عاماً تقريباً تلبس الجينز الممزق وبرفقتها كلب أبيض صغير، إنها لا تطيق لبس جينز عادي بلا نوافذ مفتوحة.. وكانت بشرة ساقيها قد أظهرت مساحة كافية منهما من خلال خروق قماشه.
وعن سبب اختيارها لبس بنطال جنز ممزق؟
قالت «الموضة شيء جميل. تظهر جمالية المرأة. وأنا مع الموضة الحديثة، ولكن بحدود معقولة. الناس أذواق وكل يختار ما يناسبه. عندما نفكّر قليلاً نجد أن سبب انتشار هذه الموضة هو الإعلام والتنشئة».
وقالت فتاة أخرى كانت على مقربة منا «انو بحب ارتدي هالموضة، لإني بحب هالنوع من الأزياء بس، مش بهدف إغراء أو لفت أنظار».
لكن زميلتها بعد أن وضعت فنجان قهوتها من يدها ابتسمت وقالت، «انا لا أرغب بارتداء هذه الموضة، لأنها لا تناسب تقاليد مجتمعنا. بل أراها عيباً. وما هو المعنى من إبراز أجزاء حساسة احياناً من الجسم؟».
كان هذا الجواب لافتاً لشاب فتدخل «أنا أرتدي بنطالاً ممزقاً، ولكني أخجل من لبسه في الضيعة خوفاً من الانتقاد».
هذا هو عكاظ آراء في مقهى واحد حول فكرة واحدة لا يجمع بينها إلا الموضوع.
..والأهم في ما نلبس وما نعمل وما نقوم به ألا نخدش شعور الآخرين ولا نحرج ذوقاً عاماً وأن نكون متصالحين مع أنفسنا، فلا نتمرّد حتى نكسر «التابو» ولا نستكين حتى نخشى النقد جرّاء أي تغيير ممكن.