البشير يقيل كبير مساعديه.. ويحذّر من فتن «أعداء السودان»..
أكّد الرئيس السوداني عمر البشير على «سعي بلاده وبذله مساعي حميدة لإصلاح ذات البين بين الإخوة في الخليج»، مشيراً إلى أنّ «السودان سيظل متمسكاً بقيمه ذاتها وستظل أراضيه مفتوحة ولن يتخلى عن مسؤولياته ولن يقفل أبوابه أمام الضعفاء»، من دون تفاصيل أخرى لكلامه.
ودعا البشير لتفويت الفرصة على «المستهدفين للمجتمع وتماسكه في السودان وذلك بعدم الالتفات لمحاولة زرع الفتن وشق الصف التي يسعى لها أعداء السودان»، مبيناً أن «أعداء الوطن عندما باءت كل مخططاتهم المباشرة بالفشل في النيل من السودان بإشعال الحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق يسعون لزرع الفتن داخل المجتمع السوداني واستهداف وحدته وتماسكه».
تصريحات البشير جاءت بعد أيام من إقالته مدير مكاتبه ووزير الدولة بالرئاسة الفريق أمن طه عثمان الحسين من منصبه، وتحدثت تقارير إعلامية سودانية عن «السماح للرجل بمغادرة الخرطوم بعد ساعات من منعه السفر إلى السعودية واقتياده من المطار إلى جهة غير معلومة».
وحتى الآن لم يصدر عن الحكومة السودانية ما يفيد بإقالة الرجل صاحب النفوذ الأقوى في القصر الرئاسي، لكن البشير أصدر مرسوماً جمهورياً بتعيين حاتم حسن بخيت وزير دولة ومديراً عاماً لمكاتبه، وهو ما يعني إعفاء طه من مهامه كمدير لمكتبي الرئيس بالقصر الرئاسي ومجلس الوزراء وسط تضارب المعلومات حول أسباب الإقالة.
ولفتت مصادر لـصحيفة «سودان تريبيون» إلى أنّ «طه عثمان تم إبلاغه شفاهة بقرار إعفائه من مناصبه، قبل أن يسمح له بمغادرة السودان إلى السعودية عبر طيران الخليج لأداء العمرة».
وبحسب المصادر فإنّ «قرار إعفاء طه لم يكن وليد اللحظة»، مشيرةً إلى أنّ «رئيس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح، حينما أعلن حكومته في أيار الماضي، لم يعلن اسم الفريق طه ضمن أسماء الوزراء».
وكان الرئيس السوداني قد أعلن الشهر الماضي عزوفه عن حضور القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض «لأسباب خاصة» بعدما عارضت الولايات المتحدة قدومه، مكلفاً مدير مكتبه الفريق طه الحسين بـ»تمثيله في القمة والمشاركة في فعالياتها كافة».
وما أن كتب الناشط السوداني ناصف صلاح على حسابه بفيسبوك في الساعات الأولى من صباح أمس إعفاء الفريق طه عثمان وتكليف لواء محمد حسن بخيت بإدارة مكاتب رئيس الجمهورية ، لتجد تدوينته انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي انهالت التعليقات على هذا الموضوع، ونشر رواد المواقع صورة جواز سفر سعودي يحمل صورة واسم الفريق طه.
يذكر أن مساعي الفريق طه تكلَّلت بنشاط ملحوظ للاستثمارات الإماراتية على الأراضي السودانية بقيمة تُقدر بـ20 مليون دولار أميركي، وزيارة استثنائية للرئيس السوداني عمر البشير إلى دولة الإمارات، في تشرين الثاني العام الماضي، لرفع درجة التنسيق بين الجانبين.
كما أنه لا يبدو اختيار طه عثمان للمملكة العربية السعودية، لتكون وجهته المقبلة محض صدفة إذ كان عثمان على مدار 10 سنوات الأخيرة، فهو كما وصفته وسائل إعلامية سودانية وخليجية «رجل السعودية القوي في السودان»، والمسؤول الأول عن «توسيع صلاحيات ونفوذ السعودية على الأراضي السودانية»، فضلاً عن مساعيه الدائمة لهندسة مواقف السودان الخارجية.