يازجي: سورية ليست مرتعاً للتطرف
أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ثوابت الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية تجاه ما يجري في سورية.
وقال خلال مشاركته في «ملتقى المواطنة والانتماء» الذي نظمته جامعة الحواش الخاصة في وادي النضارة: «نحمد الله أنّ الأمان عاد، ولو نسبياً، إلى هذه البقعة ونصلي من هنا بقلب واحد إلى أن يعود الأمان والسلام إلى كلّ التراب السوري الذي يوحّدنا فيه مع إخوتنا سائر أطياف هذا الوطن، تاريخ عيش ونضال من أجل قضاياه وشهادة مشتركة في سبيل قضايا هذا الوطن. فالتراب الذي شرب دماء الشهداء، كما قال أحد أسلافنا البطاركة، لم يسأل إذا كان هذا الدم مسلماً أم مسيحياً».
واضاف: «نحن اخترنا ونختار اسم الوطن والانتماء إلى الوطن فوق كل شيء. ولعل العود إلى التاريخ القريب مفيد في كثير من الأحيان. ففي عام 1919، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى ونهاية الحقبة التركية في بلادنا، جاءتنا لجنة تقصّي الحقائق التي أوفدتها «عصبة الأمم»، وجابت في هذه البلاد لتسأل رأي الناس تطبيقاً لمبدأ حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، وكان الجو العام الخبيء لما طرح وقتها هو: أياً تفضل، انتداباً إنكليزياً أو فرنسياً. يومها وصلت اللجنة إلى الدار البطريركية في دمشق وسألت البطريرك غريغوريوس الرابع طيب الله ثراه، فأجاب البطريرك ومعه نطقت كل أفواه المسيحيين الأرثوذكس في أنطاكية وسائر المشرق: أنا أريد انتداباً وطنياً، وأنا أنتدب ابن بلدي، وولائي أعطيه للوطن حيث ولدت وحيث أبقى».
وأكد يازجي «أنّ تاريخ مجد سورية كتبه مسلمون ومسيحيون. والأيام الحاضرة تقول إنّ قوة نهوض سورية هي بتلاحم أبنائها من كل الأطياف، وهذا التلاحم سطره صمود جيشها وقيادتها وشعبها وجهود المصالحة فيها»، مشدّداً على «أنّ سورية لم تخلق لتكون مرتعاً للتطرف والإرهاب والتكفير ومعبراً إلى فراديس تفترضها فقط عقول مضللة».