الأحمد: نهدف إلى تنشئة جيلٍ سينمائيٍّ واعٍ

دمشق ـ رانيا مشوّح

استكمالاً لعملها الدؤوب في تنشيط الذاكرة الثقافية، وضمن خطّتها في الحفاظ على التراث السينمائي السوري والعالمي الموجود داخل سورية، ولتعريف جمهور الفنّ السابع في سورية بأهمّ الوثائق المتعلّقة بالسينما السورية والعربية والعالمية، فضلاً عن إنتاجات المؤسّسة العامة للسينما التي يعود عمرها إلى أكثر من نصف قرن، أطلقت وزارة الثقافة السورية مشروع المكتبة السينمائية الوطنية «سينماتك»، خلال مؤتمر صحافيّ عقده وزير الثقافة محمد الأحمد في مبنى الوزارة.

وتحدّث الأحمد عن «سينماتك» كمشروع سينمائيّ ضخم يؤرشف ويرمّم الأفلام السينمائية، لتتلخّص أهدافه باحتواء كلّ الأفلام السينمائية الموجودة، للحفاظ عليها من الضياع، وتوفيرها للجميع، ونشر الثقافة السينمائية بشكل عام.

وقال الأحمد: «سينماتك» مشروع تملكه الأمم الراقية، هدفه دفع السينما نحو الأفضل، ونحن في وزارة الثقافة السورية سنقوم بصوغ هذه المكتبة من الأفلام السينمائية السورية النادرة التي أنتجتها المؤسسة والموجودة في أرشيفها مثل «سائق الشاحنة»، والأفلام القصيرة السورية العامة والخاصة، والجريدة الناطقة بلسان المؤسّسة العامة للسينما، وأفلام «35 مم» التي عرضت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأكثر من 1000 ساعة عن سورية وتراثها وأزيائها وأسواقها، إضافة إلى أفلام نادرة وعالمية قديمة، وروائع السينما الروسية والأوروبية، ورحلات الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأفلام سينما الشباب، ودبلوم الشباب، لتكون مرجعية للباحث والمهتمّ في الشأن السينمائي.

كما أوضح الأحمد أنّ المكان الذي سيقام فيه المشروع هو قاعة في صالة الكندي مزوّدة بأجهزة متطوّرة لتقديم جميع الخدمات والتسهيلات لكلّ عشّاق الفنّ السابع، ولمتابعة الأفلام الحديثة والقديمة والنادرة منها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أعلن الأحمد عن افتتاح المعهد العالي للسينما الذي سينطلق في السنة المقبلة، ضمن حرم دار الأسد للثقافة والفنون، بقسمَي الإخراج والسيناريو، وبخبرات وطنية ولجنة انتقاء أسوة بالمعهد العالي للفنون المسرحية. ليكون حافزاً أساسياً في تنشئة جيل سينمائيّ أفضل.

وفيما استهل ردّه على أسئلة الصحافيين حول ما يتعلّق بعودة مهرجان السينما، تحدّث الأحمد عن ضرورة إعادة المهرجان أسوة بعودة مجموعة من المعارض والمهرجانات التي غابت منذ فترة، وسيتم الإعلان عنه فور الانتهاء من دراسة جميع القضايا التي تتعلّق بالتحضيرات.

وعن أهداف الوزارة من دعم وإقامة نشاطات ثقافية قد لا تكون ذات جدوى اقتصادية كبيرة، أكد الأحمد قائلاً: إن وزارة الثقافة تدعم وتقدّم النتاج الأدبي والثقافي والفني، وإقامة الفعاليات المنوّعة من دون أي هدف ماديّ، بل لاكتشاف المواهب ودعمها، والتشاركية مع الجهات الخاصة، لتقديم واقع ثقافي أفضل يليق بتاريخ سورية الكبير، وشعبها العظيم.

بدوره، تحدّث مدير عام مؤسّسة السينما مراد شاهين عن مشروع «سينماتك» والتحضيرات التي استمرّت لسنوات عدّة من أجل إطلاقه فقال: قمنا بتنظيم أرشيف كامل للأفلام السورية القديمة والقصيرة والجريدة الناطقة، كما تعتزم المؤسّسة العامة للسينما على طرح عدد من المشاريع والأفكار الجديدة وتنفيذها هذه السنة، وأهمها مشروع ورشة كتابة السيناريو للأفلام الروائية الطويلة، وهو يهدف إلى اكتشاف المواهب السينمائية في مجال كتابة السيناريو، إضافة إلى مشروع بيع الأفلام السورية المنتجة من قبل المؤسّسة العامة والتي مضى على إنتاجها خمس سنوات في منافذ البيع التابعة للمراكز الثقافية على شكل أقراص ليزرية وبدقة عالية. وغيرها من المشاريع الكبرى التي تعمل الوزارة والمؤسسة العامة للسينما حالياً على إطلاقها كمشروع المعهد العالي للفنون السينمائية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى