سلام لأهالي العسكريين المخطوفين: الملف شائك وخطير ولا وعود
واصل أهالي العسكريين المحتجزين لدى «جبهة النصرة» و«داعش»، اعتصامهم على طريق ضهر البيدر، وزارهم أمس مجدداً وزير الصحة وائل أبو فاعور لإطلاعهم على أجواء جلسة مجلس الوزراء أول من أمس.
اتصال من سلام
وتلقى أبو فاعور، خلال اللقاء، اتصالاً هاتفياً من رئيس الحكومة تمام سلام، أعرب فيه للأهالي، بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي للأخير «عن حرصه الدائم ومنذ بداية أحداث عرسال على التواصل مع كل عائلات العسكريين الأبطال، في إطار السعي إلى اتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة للحفاظ على حياتهم، بما فيها التفاوض مع الجهة الخاطفة لتأمين إطلاق سراحهم، علماً أنّ الأمر ليس بالسهولة والسرعة التي نتمناها لاعتبارات عديدة».
وأضاف البيان: «منذ البداية لم يلتزم الرئيس سلام بوعود غير قادر على ضمانها، وإنه حرص على اعتماد الشفافية في مواجهة هذا الملف المعقد والشائك والخطير، وقد تمنى على الجميع ضبط النفس والاعتناء بالمواقف والتصريحات رأفة بحياة العسكريين وحرصاً على التقدم في المفاوضات، التي تتطلب درجة عالية من التكتم والسرية لإفساح المجال أمام التوصل إلى حل. كذلك أعرب الرئيس سلام عن تفهمه الكامل للمواقف التي يتخذها أهالي العسكريين وأوصاهم منذ البداية، أن يبقوا على أصواتهم مرتفعة ويستمروا في المطالبة بالإفراج عن أبنائهم، متضامنين مع الدولة حكومة وجيشاً ومؤسسات أمنية في مواجهة أعداء الوطن في جبهة داخلية متراصة موحدة». وحيا سلام جهود الوزير أبو فاعور في التواصل مع الأهالي، مشيداً «بحكمته ومتابعته الحثيثة لهذا الملف الدقيق».
أما أبو فاعو فقال بعد لقائه الأهالي: «من حقّ الأهالي أن يعرفوا ماذا يجري وموقف الحكومة من هذه القضية»، مشيراً إلى «إجماع حكومي على ضرورة تحرير العسكريين بكل الوسائل المتاحة، وإنّ هذه القضية تتقدم الأولويات ولا أحد في الحكومة يستخف بهذه المحنة».
وأكد أنّ النقاش كان ايجابياً في مجلس الوزراء لكن لم تبت قضية المقايضة، موضحاً أنه «تم منح الثقة الكاملة لرئيس الحكومة تمام سلام والمدير العام للأمن العام عباس ابراهيم وإطلاق يدهما، لاستكمال المفاوضات، وحتى اللحظة ما زلنا في بداية مرحلة «حسن النية» آملاً «الوصول إلى خاتمة سعيدة».
وأشار أبو فاعور إلى «أنّ الأهالي يعرفون أنّ مسألة قطع الطريق باتت عبئاً كبيراً عليهم وعلى اللبنانيين، لكن نترك لهم أن يقرروا ما هو مناسب، بخاصة في ظل عدم توافر أية ضمانات على سلامة العسكريين».
وإذ أعلن أنّ «الحركة القطرية إيجابية»، أجاب أبو فاعور رداً على سؤال عن بيان «جبهة النصرة» الأخير: «للأسف، نحن نعيش على إيقاع هذه البيانات، لكن لا يمكن أن نتجاهلها»، مضيفاً: «في تقديري، إنّ حل القضية سيتطلب وقتاً، ونطلب من الأهالي مزيداً من الصبر والتفهم».
وكان الأهالي تواصلوا هاتفياً مع سلام في حضور أبو فاعور.
وبعد مغادرة وزير الصحة، أكد الأهالي في بيان أنهم سيستمرون في قطع الطرق وسيعيّدون الأضحى في ضهر البيدر، معتذرين من المواطنين عن كل أذى يتسببون به «لكنّ وضع من يديه في النار لا يشبه من يديه في الماء». وتوجهوا إلى الخاطفين بالقول: «ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء، ونحن مستمرون في قطع الطريق حتى إشعار آخر».
اتصال من المخطوفين مغيط ويوسف
من جهة أخرى، تلقى أهل العسكريين المخطوفين لدى «داعش» ابراهيم مغيط ومحمد يوسف للمرة الأولى اتصالاً من ولديهما. وأوضح والد يوسف أنّ ابنه طمأنه إلى صحته وصحة رفاقه، وقال له إنّ «داعش» تعاملهم معاملة جيدة، داعياً الأهالي إلى الاستمرار في قطع الطرق «لأنها الوسيلة الوحيدة لإقناع الحكومة بتفعيل المفاوضات». وأعلن والد يوسف أنّ الاتصال جاء بعد أن ناشد «داعش»، لأنه لم يسمع صوت ابنه منذ أن تمّ خطفه.
ومساء وقع إشكال بين أحد المواطنين وبين المعتصمين على طريق ضهر البيدر، على خلفية محاولة مروره بالقوة عند النقطة المذكورة، فتطور الإشكال من تلاسن إلى تدافع، وحضرت دورية من قوى الأمن الداخلي وفضّت الإشكال.