الملك سلمان يدعو إلى مبايعة نجله
عيّن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز فجر أمس نجله الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد بموجب أمر ملكي أعفى فيه الأمير محمد بن نايف من مناصبه كولي للعهد ونائب لرئيس مجلس الوزراء ووزير للداخلية، كما أعلن الديوان الملكي.
وقد اختار 31 من أصل 43 عضواً في هيئة البيعة الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.
وقال الديوان الملكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية واس «إنّ الأمير الشاب البالغ من العمر 31 عاماً، سيتولى بموجب الأمر الملكي منصبي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، مع الاحتفاظ بمنصبه السابق كوزير للدفاع». وذكرت الوكالة أنّ «الملك سلمان دعا إلى مبايعة الأمير محمد بعد صلاة التراويح في مكة».
كذلك عين الملك بمرسوم الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود في منصب وزير الداخلية.
هذا وقد سطع نجم الأمير محمد غداة تعيينه في منصب ولي ولي العهد قبل عامين، بعد أشهر قليلة من تسلّم والده مقاليد الحكم إثر وفاة الملك عبدالله. وكان الأمير محمد مسؤولاً عن إدارة الحرب التي تقودها السعودية ضدّ اليمن ومسؤولاً كذلك عن وضع سياسة الطاقة وعن خطط لإعداد المملكة للمستقبل في ما بعد النفط.
وكان الأمير محمد يتولى رئاسة الديوان الملكي، ومستشاراً خاصاً للعاهل السعودي، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ورئيس المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن المشرف على إدارة شركة «أرامكو» النفطية الوطنية.
الأمير محمد صاحب «رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد عبر التقليل من الاعتماد على النفط، وجذب استثمارات في قطاعات أخرى بينها الترفيه في دولة أكثر من نصف سكانها دون الـ25 عاماً.
كذلك يأتي الإعلان في ظل أزمة تعيشها دول الخليج بعد قطع العلاقات مع قطر.
وكان الملك السعودي نزع سلطة الإشراف على الادعاء العام من ولي العهد محمد بن نايف. ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ «الخطوة متوقعة في سيناريو احتمال توريث الملك الحكم لابنه محمد».
وكان خبراء سعوديون رأوا في وقت سابق «أنّ الملك السعودي قد يقوم قريباً بتعيين نجله محمد ولياً للعهد، وسيُحيل جانباً محمد بن نايف الذي يحظى بثقة ما يتم وصفهم بأشباح أميركا إلاّ أنّه مع بداية عهد ترامب بدأت هذه الثقة تتقلّص لدى البنتاغون».
تقرير لمعهد واشنطن لشؤون الخليج كان قد نقل في وقت سابق نيّة الملك السعودي التنازل عن عرشه لصالح ابنه محمد، ضمن خطة تقضي أيضاً بعزل ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف.
ويذكر أنّ «هيئة البيعة» تُعنى باختيار ولي العهد بأكثرية أعضائها، وأنشئت بعد إجراء إصلاح عام 2006 من أجل تأمين انتقال سلمي للسلطة في المملكة.
وتضمّن الأمر الملكي بحسب وكالة «واس» تعديلاً في النظام الأساسي للحكم. وجاء في الأمر الملكي «تعدّل الفقرة ب من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم لتكون بالنص الآتي: «يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكاً وولياً للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس».
وبتعديل هذه الفقرة لن يتمكّن الأمير محمد من توريث أحد أبنائه.
كما وجّه الملك السعودي بإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين التي تمّ إلغاؤها أو تعديلها أو إيقافها إلى ما كانت عليه.
كما قضت حزمة الأوامر الملكية بتعيين الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزيراً للداخلية، خلفاً لمحمد بن نايف، وتعيين أحمد بن محمد السالم نائباً لوزير الداخلية بمرتبة وزير.
كما قضت بتعيين الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز سفيراً للمملكة لدى إيطاليا بمرتبة وزير، وتعيين الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفيراً للمملكة لدى ألمانيا بالمرتبة الممتازة.
وتعيين كل من الأمير بندر بن خالد بن فيصل بن عبد العزيز، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز مستشارين بالديوان الملكي بمرتبة وزير. والأمير عبد الله بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، وفيصل بن عبد العزيز بن عبد الله السديري مستشارين بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة.
كما تمّ تعيين الأمير بندر بن فيصل بن بندر عبد العزيز مساعدا لرئيس الاستخبارات العامة بالمرتبة الممتازة، وتعيين الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل بن عبد العزيز نائباً لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالمرتبة الممتازة، والأمير عبد العزيز بن فهد بن تركي بن عبد العزيز نائباً لأمير منطقة الجوف بالمرتبة الممتازة.
وتأتي هذه القرارات الملكية السعودية في وقت تشهد فيه منطقة الخليج أزمة كبيرة على خلفية قيام السعودية ومعها الإمارات والبحرين بجانب مصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
من جهة أخرى، بعث كل من أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح وسلطان سلطنة عمان قابوس بن سعيد ببرقية تهنئة إلى الملك السعودي أعربا فيها عن تهانيهما بمناسبة اختياره الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.
من جهته أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بالأمير محمد بن سلمان أعرب خلاله عن التهنئة بمناسبة صدور الأمر الملكي بتعيينه وليًا للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وردّ الأخير على تهنئة الرئيس المصري بتأكيده على «متانة وقوة العلاقات بين مصر والسعودية، وحرصه على تعزيزها في مختلف المجالات».
كما هنأت الإمارات على لسان نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم ولي العهد الجديد في السعودية، وجاء في تغريدة له «نبارك لشعب المملكة هذا الاختيار متمنين له الخير والازدهار والاستقرار وسائلين الله أن يعين الأمير محمد في خدمة بلاده وخدمة الإسلام والمسلمين».
البحرين هنأت أيضاً الأمير محمد بن سلمان باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء.
كما تلقّى الأمير محمد بن سلمان اتصالات هاتفية من رئيس جمهورية جيبوتي ورئيس الوزراء اللبناني والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمناسبة باختياره ولياً للعهد واستمراره وزيراً للدفاع.