الأشقر: لا رجوع عن اتفاق توحيد الجامعة الثقافية ومؤتمر عالمي في آب للمصادقة على الهيئة الانتقالية

شدّد رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بيتر الأشقر على أنّ الاتفاق الذي تمّ لتوحيد الجامعة لا رجوع عنه، مشيراً إلى عقد مؤتمر عالمي توحيدي من كلّ الأفرقاء في شهر آب المقبل للمصادقة على تشكيل الهيئة الانتقالية الجديدة، متمنّياً «عدم وضع العراقيل أمام هذا الإنجاز الوطني الكبير».

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الأشقر أمس في نقابة الصحافة، في حضور نقيب الصحافة عوني الكعكي ونقيب المحرّرين إلياس عون ممثَّلاً بالزميل جوزف قصيفي وأعضاء الجامعة وإعلاميّين.

وبعد ترحيب من الزميلة نادين شلهوب، ألقى الكعكي كلمة تمنّى فيها على الأشقر أن «يشرح إلى أين وصلت الجهود في توحيد الجامعة، خصوصاً في وجود رئيس للجمهورية أتى ضمن توافق وطني»، كما تمنّى «أن تكون كلّ المؤسّسات موحّدة وواحدة داخلياً وخارجياً».

ثمّ ألقى قصيفي كلمة، أشار فيها إلى أنّ الجامعة «أدّت منذ ستينات القرن المنصرم حتى منتصف السبعينات أدواراً بارزة وخدمات للوطن الأم، لكنّ التشظّي أدركها بفعل التداعيات التي سبّبتها الحرب، والانقسامات السياسية الحادّة».

أضاف: «آنَ الأوان لتستعيد هذه الجامعة لحمتها بعدما دخل لبنان مرحلة جديدة واعدة، بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة ائتلافيّة، والتوصّل إلى قانون جديد للانتخاب واستكمال التعيينات في المؤسسات العسكريّة والأمنيّة وبعض الأجهزة الرقابيّة، على أمل أن تنجز قريباً التشكيلات الدبلوماسية، لا يجوز أن تبقى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم منقسمة في الوقت الذي توحّدت فيه الكيانات الوطنيّة النظيرة».

وأمل «في أن تنجح المساعي القائمة في هذا الاتجاه».

ثمّ ألقى الأشقر كلمة، أكّد فيها أنّ «الهجرة على الرغم من كلّ مآسيها الملحميّة لبلادنا المعذّبة من نير الاحتلالات البربرية، أنتجت لاحقاً اغتراباً غنيّاً بكلّ المعايير الإنسانية والمجتمعية، فكان هذا الاغتراب الرافعة الفكرية والثقافية واللغوية للبنان وكلّ العالم العربي، وكان أيضاً وما زال الرافعة الاقتصادية والمالية للبنان».

وقال: «إنّ هذا الانتشار العملاق أدخل عليه، نتيجة العوامل المتعدّدة التي فعلت ما فعلته في الوطن الأم، لوثة الانقسامات هذه التي نعيشها اليوم، فكانت الجامعة الثقافية إحدى ضحايا هذا الواقع المتردّي من دون الدخول في التفاصيل».

وأشار إلى أنّ «المغتربين اللبنانيّين، أصبحوا اليوم بعد أن لمس لبنان المقيم أهميّتهم، محطّ أنظار واهتمام كلّ مؤسسات لبنان، على رأسهم مؤسسة المؤسسات الدولة اللبنانية. من هنا كان موضوع لمّ الشّمل وإعادة اللحمة إلى هذه المؤسسة العريقة والفريدة بانتشارها الواسع وتجذّرها واندماجها، أعني الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم».

وقال: «حضرت كلّ المفاوضات منذ طاولة الحوار في وزارة الخارجية والمغتربين، وراقبت بدقّة وبموضوعية أسباب فشلها، فلم أجد سبباً واحداً جديراً بأن يفشل هكذا إنجاز كبير وتاريخي إن لم يكن الأكبر في تاريخ لبنان الاغترابي. كلّها كانت أسباب سطحية وشكليّة. بقينا على هذه الحال سنوات حتى حلول العام 2014، في تلك السنة أُعيد فتح الحوار بقرار من رئيس الجامعة أحمد ناصر من جهتنا، وأليخندرو خوري فارس رئيس جامعة الانتشار آنذاك، الذي قام بزيارة مكاتبنا في الوزارة يرافقه الأمين العام العالمي السيد طوني قديسي، فكان لزيارته وقع إيجابي للغاية وكلّنا أحببناه، ووافقنا خلال فترة الحوار اللاحقة على انتخابه رئيساً لأول جامعة موحّدة. في تلك الفترة كنت الأمين العام المركزي، فكلّفني الرئيس أحمد ناصر مشكوراً بإدارة عمليّة الحوار بعد موافقة الهيئة الإداريّة على ذلك».

وتابع: «فشلت المفاوضات أيضاً في تلك الفترة بعدما كنّا قد وصلنا إلى خواتيمها، والأسباب كالعادة شكليّة وأنانيّة من جهات متعددة. في عام 2015 انتُخبت رئيساً للجامعة الثقافية، فقرّرت معاودة الحوار بعد أن أصبح رئيس جامعة الانتشار السيد إلياس كساب. حظيت تلك الخطوة بدعم كبير من جميع اللبنانيين والمراجع من دون استثناء، ما جعلنا أمام مسؤولية كبيرة جدّاً اتجاه مواطنينا مقيمين ومغتربين، واتجاه لبنان المتألّم من التشرذم والانقسامات الطائفية».

وقال: «بدأت العمليّة التوحيديّة بمتابعة شبه يوميّة، وبتشجيع ومواكبة وزارة الخارجية والمغتربين والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة ، اتصالات مع الرئيس إلياس كسّاب والرئيس السابق إيلي حاكمة وكلّ من له دور فاعل من كلّ الأفرقاء، وكذلك برؤساء فروع ومجالس وطنية وغيرهم. فلمسنا واقعاً مذهلاً ومفرحاً للغاية: الكلّ يريد الوحدة وبسرعة. كانت كلّ أحاديثي معهم تركّز على أنّنا لو اختلفنا على المبادئ، وهذا حق طبيعي لكلّ إنسان، فنحن لسنا أعداء بل شعب واحد ينتمي إلى أرض واحدة وتاريخ واحد. إنّ ما يكرّس هذا الانتماء هو مدنيّة الارتباط بيننا لتكون الجامعة مثالاً للمجتمع المدني الراقي المتعالي عن الصراعات الطائفيّة والمذهبيّة والعنصريّة، فلاقى هذا الاتجاه المعبِّر عن فكرنا وتاريخنا تجاوباً كبيراً من جميع الأوساط الاغترابيّة».

وتابع: «أمّا الاتفاق فكان على مرحلتين، الأولى: حصل مع السيد ألبير متى وعاطف عيد في مكاتبنا في وزارة الخارجية والمغتربين في 9/9/2016، الثانية: مع السيد إلياس كسّاب في 30/5/2017. هنالك إجماع كلّ القواعد على ما توصّلنا إليه باستثناء بعض الأصوات المعترضة، سنحاول توضيح الأمور معها واستيعابها وإعادتها إلى الصف الواحد، وطمأنتها وتذليل هواجسها».

وأضاف: «إنّ هذا الاتفاق لا رجوع عنه بعد مصادقة المجلس العالمي عليه، والذي سينعقد في آخر الشهر الحالي في جامعة الانتشار، وفي 3 آب المقبل، وبعد مصادقة المجلسين العالميّين عليه، سيُعقد مؤتمر عالمي توحيدي من كلّ الأفرقاء للمصادقة على تشكيل الهيئة الانتقالية الجديدة التي ستكون مؤلّفة من رئيس وهيئة إداريّة وأمين عام لمتابعة عمليّة التوحيد بإعداد نظام أساسي جديد وحديث والدعوة بعد ذلك لانتخابات عالمية، نتيجتها انتخاب رئيس وهيئة إدارية جديدة لجامعة موحّدة تعمل لمصلحة اغتراب واحد ينتمي إلى لبنان الواحد المتعالي عن الصراعات العبثيّة، وهذا الإنجاز سيكون أيضاً مثالاً للبنان المقيم للاقتداء به».

وأمل «أن تستمر الروحية الإيجابية التي أوصلتنا إلى هذه النتيجة المتقدّمة، والتي أفضت إلى لمّ الشمل الاغترابي»، متمنّياً «عدم وضع العراقيل أو العقبات أمام هذا الإنجاز الوطني الكبير».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى