علم بعلاقة نهرا بأمّه فقتله في مجدليون وهرب

كشفت التحقيقات والتحرّيات الأمنيّة سريعاً خيوط جريمة قتل مارون حنا نهرا على طريق مجدليون، فتبيّن أنّ دوافع الجريمة شخصية، فالجاني و.ع من مواليد 1991 بر الياس-البقاع، أقدم على قتل الضحية بـ4 رصاصات بعد أن اكتشف وجود علاقة بين والدته ونهرا 40 عاماً من بلدة عين الدلب- شرق صيدا ، وفيما اقتيد والد ووالدة الجاني إلى التحقيق، ما يزال القاتل متوارياً.

وكانت كاميرات المراقبة أظهرت تفاصيل الجريمة، وبيّنت أنّ هناك سيارة من نوع مرسيدس فضّية اللون تحمل الرقم 116518/ص مركونة إلى جانب الطريق وبداخلها القاتل، وإذ بسيارة من نوع ميتسوبيشي رُباعية الدفع تقودها الضحيّة تصل إلى المكان. بعدها ترجّل القاتل من السيارة تحدّث إلى الضحيّة لثوانٍ ثمّ بادر إلى إطلاق النار من مسدّسه وأصابه بـ4 رصاصات بصدره ورأسه وبطنه، أردته قتيلاً، وفرّ الجاني صعوداً باتجاه الصالحية.

وسرعان ما تمكّنت القوى الأمنيّة في صيدا من تحديد مرتكب الجريمة وهو و.ع من مواليد 1991 من منطقة بر الياس، من خلال آخر مكالمات تلقّاها نهرا قبل مقتله، بينها رقم قاتله. وقامت القوى الأمنيّة وبإشارة من النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان بمداهمة منزله في مجدليون، ولم تعثر عليه، وأوقفت والديه أ.ع و أ.ق على ذمّة التحقيق، إضافةً إلى مؤهّل في قوى الأمن هو قريب للجاني وصاحب السيارة التي تبيّن أنّ القاتل استخدم لوحة مزوّرة عليها، وبالتالي لا علاقة للفلسطيني خليل ح. بها.

وخلال التحقيقات مع الوالدة، اعترفت أنّ ابنها اكتشف أخيراً أنّها كانت على علاقة بنهرا. وتتواصل التحقيقات لمعرفة مكان الجاني وتوقيفه لكشف كامل ملابسات الجريمة.

وسادت بلدة عين الدلب أجواء من الصدمة والذهول، وقال رئيس البلدية داني جبور، إنّ «البلدة ما تزال تعيش في صدمة، ويبدو أنّ القتل حصل عن سابق تصوّر وتصميم وبطريقة العمد، ونحن ليس لدينا أيّ شكّ في دور الأجهزة الأمنيّة والقضائية في ملاحقة القاتل وتوقيفه ومحاكمته، والمهم هو تنفيذ الأحكام بعد صدورها». وأوضح أنّ المغدور هو شاب أعزب ولديه سيارة أجرة.

وعلّق رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابيّة النائب ميشال موسى على جريمة القتل، لافتاً إلى أنّ «مرة أخرى نشهد على جريمة بالسلاح المتفلّت، فبشكل وحشيّ اغتيل مارون نهرا على الطريق العام وبدم بارد»، معتبراً أنّه «آن الأوان للتصدّي لهذه الجرائم على مختلف المستويات لمكافحة هذه الآفة»، طالباً من «السلطات الأمنيّة الإسراع في كشف القاتل وإنزال أشدّ العقوبات فيه».

بدوره، اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي عسيران، أنّ «جريمة مجدليون ترمز بشكلٍ واضح إلى انهيار القانون في البلاد، وهذا التفلّت الدائم يرمز أيضاً إلى أنّ لبنان أصبح دولة فاشلة»، داعياً «الوحدات الأمنيّة والعسكرية اللبنانية إلى مضاعفة جهودها للحدّ من الجريمة وإلقاء القبض على قتلة نهرا وسوقهم للعدالة لينالوا القصاص العادل على ما اقترفته أيديهم من قتل مواطن بريء، وبهذه الطريقة البشعة».

واستنكر الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد، جريمة قتل نهرا، وتوجّه بالتعزية إلى عائلته وأصدقائه.

وأجرى اتصالاً برئيس بلديّة عين الدلب، موجّهاً التعزية إلى المجلس البلدي وعموم أهالي البلدة.

واعتبر سعد في بيان، أنّ «هذه الجريمة المُدانة لن تتمكّن من تعكير أجواء الأمن والطمأنينة والاستقرار التي تنعم بها منطقة صيدا»، داعياً «القوى الأمنيّة إلى التحرّك بسرعة من أجل اعتقال القاتل وكشف ملابسات الجريمة»، مطالباً «باتّخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المواطنين ومنع الاستهتار بأرواح الناس».

كما أدان رئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الجريمة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى