صواريخ الحرس الثوري إلى أين ولمن…؟

رامز مصطفى

الصواريخ التي أطلقتها قوات الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني، باتجاه مواقع تضمّ مراكز قيادة وتجمع وتفخيخ السيارات تعود لتنظيم داعش الإرهابي في دير الزور، والبيان الذي أعلنه الحرس الثوري من أنّ تلك الصواريخ قد استهدفت الجماعات التي نفذت الاعتداءات الإرهابية في إيران مؤخراً. تطرح سؤالاً محدّداً، هل تلك العمليات الإرهابية تستدعي هذا الردّ، أم أنها الضارّة النافعة التي وجدت فيها طهران وحرسها الثوري الفرصة الثمينة لتوجيه الرسائل لكلّ من يعنيهم الأمر؟

لا أعتقد أنّ الحرس الثوري كان يعير الكثير لتلك العمليتين الإرهابيتين اللتين نفذهما تنظيم داعش، لو أنه لم يتأكد والقيادة الإيرانية أنّ هناك قوى دولية وإقليمية تقف وراء تنظيم داعش في دفعه إلى تنفيذ تلك العمليتين في العمق الإيراني وفي موقع ذات حساسية عالية جداً. والعمليتان اللتان جاءتا ترجمة عملية لتهديدات كانت تلك الأطراف الدولية والإقليمية قد أطلقتها في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذهب البعض إلى حدّ التهديد في نقل المعركة إلى الداخل الإيراني. وعليه من الواضح أنّ التحقيقات قد أوصلت إلى معلومات خطيرة، أملت على القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني اتخاذ القرار الاستراتيجي في توجيه تلك الضربة الصاروخية العابرة للحدود لتحط بدير الزور، وتصيب شظايا رسائلها الكثير من عواصم الدول البعيدة والقريبة بما فيها «إسرائيل»، وهذا ما أرادته إيران في مرحلة سياسية دقيقة تسعى معها عواصم تلك الدول لإنشاء تحالف إقليمي في مواجهة إيران، تكون «إسرائيل» جزءاً أصيلاً في مكوناته، وترعاه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وما جاء على لسان حسين أمير عبد اللهيان مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الخارجية، عقب توجيه الضربة الصاروخية «صواريخنا الليلة على مواقع الإرهابيين هي مجرد تحذير ليّن، وأنّ على الجميع أن يفهم الرسالة»…

واضح تماماً أنّ معركة إيران ليست مع داعش فقط بل هي أيضاً مع مشغليها وداعميها ومموّليها. لذلك فالصواريخ الرسائل قد وصلت إلى صناديق بريد هؤلاء المشغلين والداعمين والمموّلين بما فيها «إسرائيل» ومن يريد نقل المعركة إلى الداخل الإيراني. وأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها ومرشدها السيد علي الخامنئي مصرّون اليوم أكثر من أيّ وقت مضى على الذهاب إلى أبعد الحدود حفاظاً على سيادتها وأمنها ومكتسباتها ودورها وحضورها ومنجزاتها وحلفائها وتحالفاتها، وهي لن تتهاون إزاء أية مغامرة لأيّ طرف من تلك الأطراف بما فيها الولايات المتحدة الأميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى