نصرالله في احتفال يوم القدس: محور المقاومة استعاد زمام المبادرة ويجب إيقاف السعودية تصدير الفكر الوهابي للانتصار على الإرهاب

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنّ محور المقاومة قويّ جداً ولم يسقط واستعاد زمام المبادرة، وهو لم ولن يخلي الساحة. مشدّداً على وجوب «مطالبة النظام السعودي بوقف تصدير الفكر الوهابي إلى العالم، ووقف فتح أبواب التطبيع أمام «إسرائيل»، وقال: «يجب إيقاف الفكر الوهابي وإيقاف تصديره من قبل السعودية للانتصار في الحرب على الإرهاب».

كلام السيد نصرالله جاء خلال إحياء حزب الله، أمس، «يوم القدس العالمي» في احتفال بمجمّع «سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحضور ممثّل رئيس الجمهوريّة ميشال عون النائب حكمت ديب، ممثّل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي النائب أيوب حميد، السفير الإيراني الدكتور محمد فتحعلي، سفير فلسطين أشرف دبور، وشخصيات حزبيّة وسياسية فلسطينية ولبنانية وعربية، وممثّلين عن الأجهزة العسكرية.

وأشار السيد نصرالله في كلمته عبر الشاشة، إلى أنّه «بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، اختار الإمام الخميني آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك وأعلنه يوماً عالمياً للقدس»، ولفتَ إلى أنّه «بعد وفاة الإمام الخميني، أكّد الإمام الخامنئي هذا اليوم وهذا الإحياء وهذه المسؤولية»، وأكّد أنّه «سيأتي يوم يشهد به العالم عندما سيخرج الناس في يوم القدس للتعبير عن نصرهم للقدس».

واعتبر أنّ «ما يجري في منطقتنا منذ سنوات يشكّل مفصلاً تاريخياً صعباً ومؤلماً، وفيه الكثير من التحدّيات والتضحيات والصمود والإنجازات».

وقال: «إنّ الحراك الشعبي كان شعبياً أصيلاً صادقاً مخلصاً وطنياً، وليس بفعل مؤامرة أو مخططات، ولكن للأسف بسبب غياب القيادات الحكيمة وقدرة الولايات المتحدة وأدواتها الإقليميّة، تمّت محاولة استيعاب هذا الحراك وأخذ المنطقة باتجاه ما أخذتها إليه الآن، وهي إعادة سيطرة قوة الهيمنة على منطقتنا وأموالنا ونفطنا وخيارتنا، ومن أهمّ الأهداف إنهاء القضية الفلسطينية والوصول إلى تسوية بين الكيان الصهيوني والدول العربية والإسلامية».

واعتبر أنّ «هذا الهدف قديم، لكن في كلّ فترة زمنية له أدواته وأساليبه»، وشدّد على أنّ «المستهدَف المركزي في كلّ ما يجري في المنطقة هو الشعب الفلسطيني، لكي ييأس ويخضع ويتنازل عن أرضه».

وأوضح السيد نصرالله، أنّ «حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، يتمّ تهديدها بشكلٍ دائم بالحرب والاغتيالات والاتهام بالإرهاب وتشويه السمعة»، لافتاً إلى أنّ «إيران كداعم أساسي لفلسطين ولحركات المقاومة في المنطقة تتعرّض لعقوبات اقتصادية وضغوط سياسية ومحاولات لعزلها ونقل الحرب إلى داخلها بواسطة الجماعات التكفيرية»، مؤكّداً أنّ «إيران لم تُعزل، وصمدت أمام العقوبات واعتمدت على نفسها وطوّرت نفسها»، وشدّد على أنّ «النظام السعودي أضعف وأجبن من أن يشنّ حرباً على الجمهورية الإسلامية في إيران».

وإذ رأى أنّ «سورية هي جزء أساس في محور المقاومة وداعم أساس لحركات المقاومة، وهي عقبة كبيرة أمام أيّ تسوية عربية «إسرائيلية» شاملة»، أشار إلى أنّ «الهدف من الحرب على سورية هو إسقاطها والإتيان بقيادات ضعيفة للسيطرة على هذا البلد».

وذكّر السيد نصر الله، بأنّ «العراق كان مستهدَفاً، لأنّ شعبه لم يرضَ بأن يكون جزءاً من العملية الأميركية»، لافتاً إلى أنّ «العراق أظهر إرادة سياسية واضحة أنّه لن يكون جزءاً من الإرادة الأميركيّة لتصفية القضية الفلسطينية».

واعتبر أنّ «الهدف الأساسي للحرب على اليمن، هو نتيجة وجود تيّارات يمنيّة شعبيّة إسلاميّة وطنيّة موقفها حاسم وثابت في الصراع مع العدو «الإسرائيلي»، ولاستئصال القيادات التي ترفض تصفية القضية الفلسطينية».

وبينما نبّه إلى أنّ «الموقف «الإسرائيلي» الحقيقي هو عدم عودة لاجئ فلسطيني واحد إلى فلسطين»، أشار إلى أنّه «في المقابل، هناك محور المقاومة الذي يواجه ويدافع عن القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية»، ولفتَ إلى أنّ «الإنجاز الأول تحقّق في هذا المحور من فلسطين إلى لبنان إلى سورية والعراق واليمن، هو الصمود وتحمّل المسؤولية وعدم التنازل».

وأكّد أنّ «كلّ إيران تتّحد عندما تُمسّ سيادتها واستقلالها ومصيرها، وعندما يتآمر الآخرون عليها»، وقال: «إيران لن تتسامح مع الإرهاب والجماعات الإرهابية و«منظمة خلق»، بل ستواجه وتنتصر وتقضي على هذه الجماعات»، وأكّد أنّ «إيران ستكون أكثر حضوراً في سورية، والدليل على ذلك الصواريخ على دير الزور، والتي أصابت أهدافها بدقة ودمّرت مراكز للإرهابيين وقتلت منهم».

ولفتَ إلى أنّ «موقف القيادة الإيرانية والشعب الإيراني من فلسطين، هو موقف ديني وعقائدي يتعلّق بالقرآن والرسول وشهر رمضان والصلاة والدعاء، وإذا تخلّت إيران عن دينها والنبي يمكن أن تتخلّى عن فلسطين».

وبالنسبة للوضع في سورية، قال السيد نصرالله: «بفضل الصمود والثبات والتضامن تخطّت سورية خطر سقوط النظام، وإذا استمرّ التطوّر الميداني ستتجاوز خطر التقسيم»، مؤكّداً أنّ «سورية ثابتة في محور المقاومة».

ووصف الإنجازات الميدانية في العراق بـ«التجربة الجهادية الرائعة والاستعداد الهائل»، وأضاف: «مسألة الموصل مسألة وقت فقط، و«داعش» في العراق إلى زوال».

وعن اليمن، قال: «إذا أردتم أن تعرفوا موقف الشعب اليمني من فلسطين، يكفي مشاهدة المسيرة التي خرجت في صنعاء لنصرة القدس»، وأضاف: «الشعب اليمني العظيم يقول نحن لن نتخلّى عن فلسطين، وهذا فشل ذريع لآل سعود»، وكشف أنّ «إسرائيل تشارك بالقصف الجوي في اليمن تحت عنوان «التحالف العربي»، ولكن لا يتمّ الإعلان عن ذلك»، مؤكّداً أنّه «أصبح للمقاومة اليوم قوة شعبيّة جهادية ثابتة ومجهّزة وقوية في اليمن».

وأشار إلى أنّ «إسرائيل تتجنّب الحرب على لبنان وغزة، لأنّها تعلم جيداً أنّها مكلفة بسبب قدرة المقاومة»، لافتاً إلى أنّ «هناك إنجازاً حقيقياً للمقاومة في لبنان وفلسطين، وهو أنّ المقاومة تجعل الحرب مع «إسرائيل» مكلفة جداً على الكيان»، وأضاف: «وزير حرب العدو ليبرمان يقول إنّ أحد مشاكل «إسرائيل» منذ 1967 أنّنا لم ننتصر في أيّ معركة»، وأكّد أنّ «إخراج فلسطين والقضية الفلسطينية من المعادلة لم يتحقّق».

وتابع السيد نصرالله: «على الشعب الفلسطيني وعلى كلّ المؤمنين بالقضية الفلسطينية أن لا ييأسوا بالرغم من كلّ الصعوبات»، وأضاف: «أمامنا الكثير من الإنجازات، والكثير من الخيارات المفتوحة، لذلك يجب أن لا نستسلم»، وحذّر العدو «من أنّ أيّ حرب لن تكون كما في حرب تموز».

وفيما شدّد على أنّه «يجب أن يعرف الجميع أنّ محور المقاومة قويّ جداً ولم يسقط واستعاد زمام المبادرة، وهو لم يُخلِ الساحة ولن يخليها في يوم من الأيام»، أوضح أنّه «قد يفتح المجال أمام عشرات الآلاف من المجاهدين في العالمَين العربي والإسلامي ليكون محور المقاومة أقوى في أيّ حرب».

وإذ كشف السيد نصر الله أنّ «الوجوه اليوم أصبحت عارية ولعبة النفاق انتهت، وشرف القدس يأبى أن يتحرّر على أيدي المنافقين»، اعتبر أنّ «الفرز الذي يحصل حول فلسطين فرز ممتاز جداً، ينقل المعركة إلى مرحلة متقدّمة جداً وأقرب إلى النصر».

وأكّد أنّ «على الأنظمة المتآمرة على محور المقاومة أن تعلم أنّها لن تنتصر في هذه المعركة»، موضحاً أنّ «الشعوب العربية لا يمكن أن تطبِّع مع «إسرائيل»، وحتى لو طبّعت معها الأنظمة».

ورأى «أنّ الذي يقوم الآن بتقديم الأثمان لـ«إسرائيل» من دون أن يتكلّف أيّ عبء، ويفتح الأبواب في العالم العربي والإسلامي لها من أجل التطبيع هو النظام السعودي»، وأضاف: «النظام السعودي بما يملك من نفوذ ويملك من أموال يفتح الأبواب لإسرائيل»، مشدّداً على وجوب «مطالبة النظام السعودي بوقف تصدير الفكر الوهابي إلى العالم، ووقف فتح أبواب التطبيع أمام «إسرائيل»، وقال: «يجب إيقاف الفكر الوهابي وإيقاف تصديره من قِبل السعودية للانتصار في الحرب على الإرهاب».

وأشار السيد نصر الله، إلى أنّه «لم نشهد وحشيّة كما التي تمثّلها «داعش» التي أطلقتها أميركا والسعودية»، وختم: «سنكون حيث يجب أن نكون، ونحن نصل بفضل دماء الشهداء والتضحيات إلى النصر المحتوم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى