أطفال عكرمة إلى مثواهم الأخير
مجزرة جديدة كانت حمص على موعد معها، وهذه المرّة من أمام مدرسة حي عكرمة. أولاد بعمر الزهور كانوا ضحايا إجرام الإرهابيين والمسلّحين. ولأنه لا موعد محدّداً للموت، فقد كان لهؤلاء الأطفال موعد مع الشهادة. ويوم دفنهم أطلق الناشطون على «فايسبوك» «هاشتاغ» عنوانه «أطفال عكرمة»، ووجّهوا من خلاله تعازيهم ناشرين الصور الأخيرة للشهداء من أمام المقابر التي دفنوا فيها.
تفاعُلُ الناشطين مع المجزرة لم يكن عادياً. إذ تعتبر هذه المجزرة من المجازر البشعة جداً، وحتى الآن لا يزال الناشطون يكرّرون العبارة نفسها: ما ذنب الطفولة؟
Post
ليس هذا المشهد الوحيد الذي يثير فينا الغضب، فكلّما رأينا مجازر جديدة يرتكبها الصهاينة أو «داعش»، نشعر أننا نريد أن ننتقم بأيّ طريقة ممكنة. وللأسف، لا يتحقق الانتقام إلا بالتكاتف، وفكرة التكاتف في مجتمعنا غير موجودة أساساً.
أمنية العيد
ما عادت أماني العيد كالسابق. فمنذ زمن كانت أماني العيد بدوام الخير والصحة والأمن والاستقرار، أمّا اليوم فتغيّرت بفعل الزمن والحوادث الأمنية والسياسية التي تحدث يومياً. صار المواطن يعيش خائفاً مرتعباً ممّا قد يحصل غداً، وعن أيّ غد نتكلّم. إذ ربما يكون أسوأ من اليوم وربما أفضل.
هنا أمنية من أحد الناشطين بأن يفرح الناس مبدئياً بالعيد، فبعد العيد يتوقّع هو وغيره مزيداً من المآسي والمشاكل والخضّات الأمنية. لكن يبقى الأمل هنا سيّد الموقف، إذ لا يسعنا سوى الأمل.