لافروف: العلاقات بين موسكو وواشنطن في «وضع غير طبيعي»

عبّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن «أمله في أن يساعد أول لقاء بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، في توضيح آفاق العلاقات الروسية الأميركية»، واصفاً العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بأنها «في وضع غير طبيعي».

وقال وزير الخارجية في كلمة ألقاها أمس، في مؤتمر «قراءات بريماكوف»، المُكرس لذكرى وزير الخارجية ورئيس الوزراء الروسي الراحل يفغيني بريماكوف: «تحظى العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بأهمية خاصة في العالم المعاصر، لأنّ حل عدد كبير من القضايا الدولية مرتبط بهذه العلاقات، بدءاً من ضمان الاستقرار الدولي ووصولاً إلى تسوية النزاعات الإقليمية».

وتابع قائلاً: «نأمل أن يحمل اللقاء بين الرئيسين في هامبورغ وضوحاً بشأن آفاق التعاون الروسي الأميركي».

وأضاف الدبلوماسي الروسي «أعوّل على تغلب البراغماتية والتصميم على ضمان المصالح الوطنية بأساليب واقعية وفعالة».

واستطرد قائلاً «العديد من دول العالم تتابع الفتور في العلاقات الروسية الأميركية بقلق، وهي تدرك أنّ الوضع الحالي لهذه العلاقات التي أصبحت رهينة للمنافسة الداخلية في الولايات المتحدة، غير طبيعي».

وأوضح الوزير أنّ «الأمر الأهم حالياً هو تجاوز هذه المرحلة غير الطبيعية في العلاقات الثنائية»، مضيفاً أنّ «هذا الوضع كان السبب وراء اكتفاء زعيمي البلدين بالمكالمات الهاتفية، من دون أن يعقدا أيّ لقاء شخصي حتى الآن».

وشدّد قائلاً: «حسب نتائج المكالمات الهاتفية، لديهما رغبة متبادلة في تجاوز هذا الوضع غير الطبيعي والشروع في عقد اتفاقات حول مسائل معينة».

وعبر عن أمله في أن «تتوقف في الولايات المتحدة قريباً عن محاولات مراجعة نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني»، واصفاً الوضع الحالي في الحياة السياسية الأميركية بأنه «مطاردة الأشباح».

ورداً على سؤال حول احتمال تحالف الولايات المتحدة والصين ضدّ روسيا، أو تحالف روسيا والصين ضدّ الولايات المتحدة، شكّك لافروف في «فعالية مثل هذا النموذج للنظام العالمي». وأضاف قائلاً: «أما الدول الثلاث معاً فيمكنها أن تساعد فعلاً في حل القضايا الدولية، نظراً لحجم تأثيرها على الشؤون الدولية والاقتصاد العالمي. وأعتقد أنّ هذا الأمر سيكون تدبيراً واقعياً تماماً».

من جهة أخرى، أعلن الكرملين عن «بدء الأعمال المتعلقة بتنسيق زمن وصيغة لقاء الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، على هامش قمة مجموعة العشرين في تموز المقبل».

وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في تصريح صحافي: «تمّ اتخاذ القرار أول أمس، بشأن بدء تنسيق زمن وصيغة اللقاء بوتين وترامب عن طريق القنوات الدبلوماسية»، من دون ذكر تفاصيل أخرى.

في السياق نفسه، وبعد أن أكد البيت الأبيض أنّ أول لقاء للرئيسين الأميركي والروسي، استقبل الأخير بالكرملين وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر.

ومن اللافت أنّ ترامب بدوره اجتمع مع كيسنجر فور لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في البيت الأبيض في أوائل أيار الماضي، إذ بدأ المحلّلون يتحدّثون آنذاك عن دور وساطة محتمل قد يلعبه هذا السياسي المخضرم البالغ من العمر 94 عاماً، في تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.

وأوضح الكرملين، في بيان مقتضب مساء أول أمس، «أنّ اللقاء بين بوتين وكيسنجر جاء خلال زيارة الأخير لموسكو للمشاركة في مؤتمر قراءات بريماكوف، المكرّس لذكرى وزير الخارجية ورئيس الوزراء الروسي الراحل يفغيني بريماكوف».

وسبق لوسائل إعلام أميركية أن تحدّثت عن مشروع «صفقة مع روسيا» يُعِدّه كيسنجر بطلب من الرئيس الأميركي قبيل لقائه المنتظر مع بوتين على هامش قمة العشرين في هامبورغ الألمانية يومي 7 و8 تموز المقبل.

بدوره، نفى الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، «أن يكون كيسنجر يحاول لعب دور الوساطة بين الرئيسين الروسي والأميركي».

وقال المسؤول: «إنه لن يكشف عن تفاصيل اللقاء بين بوتين وكيسنجر»، مشيراً إلى أنّ «هذا اللقاء حمل طابعاً خاصاً تماماً».

من جهته، تحدّث كيسنجر خلال مشاركته في المؤتمر المذكور عن «فرصة مهمة أمام الرئيسين بوتين وترامب لتحسين العلاقات الثنائية».

وأوضح قائلاً: «أعتقد أنّ الدولتين حالياً تتحمّلان المسؤولية، وأمامهما فرصة لتحقيق تقدم، ليس في تحسين العلاقات الثنائية فحسب، بل وفي تحسين الوضع عبر العالم عن طريق بذل جهود مشتركة».

وذكر بأنّ «التوتر بين روسيا والولايات المتحدة ليس بالجديد، إذ سبق للعلاقات الثنائية أن شهدت مثل هذه المراحل المتوترة أكثر من مرة، وتم تجاوزها كل مرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى