رئيس الجمهورية يلتقي وزير الصحة وحمدان: لتأمين احتياجات البقاع الغربي من ضمن خطة شاملة
تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفعيل عمل الوزارات والإدارات العامة لاسيما تلك المعنية بشؤون المواطنين وحاجاتهم التي وردت في «وثيقة بعبدا 2017»، وعرض في هذا السياق الواقع الصحي في البلاد مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، مركزاً على المشاريع الصحية التي تتولى الوزارة تنفيذها في المناطق اللبنانية كافة، والبرامج المعتمدة لتطوير الأداء الصحي ورعاية المواطنين اللبنانيين، وما يتصل بالرعاية الصحية التي تقدمها الدولة اللبنانية للنازحين السوريين.
وقال حاصباني: اطلعت رئيس الجمهورية على المستجدات في ملف الصحة تحديداً، وفي ما خص تمويل البنك الدولي للقطاع الصحي في لبنان وقيمته 150 مليون دولار على خمس سنوات لتمويل بدايةً مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة على الأراضي اللبنانية والمستشفيات الحكومية عبر تطويرها وتجهيزها، مشيراً إلى أن هذه الخطة، أعطيت للبنان في إطار تمويل استثنائي للبنى التحتية اللبنانية، أولاً بسبب وجود النزوح السوري، كي يستفيد منها لبنان مباشرة وعلى المدى البعيد حتى بعد انتهاء حالة النزوح. وتابع تداولنا في أمور أخرى متعلقة بالشؤون الاقتصادية والمالية للبلد عموماً، وأثرها على المدى البعيد، وكذلك الخطوات التي تقوم بها الحكومة، والحرص على تطوير الاقتصاد وتعزيزه من خلال الورش التشريعية التي ستنطلق إما في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب، وحرصاً أيضاً على تخفيض الأكلاف على الخزينة مع الوقت إما من ناحية حصر النفقات غير الإنتاجية أو من ناحية تطوير الاقتصاد والاهتمام بالموارد الإيجابية التي من الممكن أن تموّل خزينة الدولة. وقد انطلقنا من القطاع الصحي وكان نقاشنا شاملاً حول هذه الأمور الأساسية التي ستكون من اولويات الحكومة في الفترة المقبلة».
وعن مستشفى البوار قال: تطرّقت مع فخامة الرئيس إلى هذا الموضوع، ونحن في السابق رفعنا طلباً إلى مجلس الوزراء لتعيين مجلس إدارة جديد، ونتمنى أن يوضع في أسرع فرصة ممكنة على طاولة المجلس، لأن الاولوية تبقى للصحة، ولخدمة المواطنين في المنطقة وجميعنا على توافق حول هذا الموضوع. فما يجب حله، هو أي سوء تفاهم قد يحصل من قبل اللجنة الموجودة اليوم في المستشفى، كي لا تضع نفسها في موقع خطأ قانوني.
وعن ملف الكهرباء، قال: نحن في انتظار استكمال الإجراءات القائمة في ما خص هذا الملف، وكان هناك لغط حول قرار مجلس الوزراء، بين ما تم الحديث عنه داخل مجلس الوزراء وما نشر كقرار وارسل إلى دائرة المناقصات. ونحن يهمنا أن يكون الإجراء كاملاً سليماً وأن لا يتعرّض لانتقادات في ما بعد ويعرقل ما نحاول القيام به لتأمين الكهرباء بأسرع وقت ممكن وبأقل كلفة ممكنة. لأن الكهرباء تأتي ضمن إطار الأكلاف الإضافية على خزينة الدولة والتي تسبب العجز. ونحن في السياق نفسه، نتمنّى أن يوضع الحل بأسرع وقت ممكن، ولكن ضمن مؤسسات الدولة، لأن في إعادة بناء هيكلية الدولة يجب أن نفعّل المؤسسات ولا نعمل على هامشها.
واستقبل عون أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون العميد المتقاعد مصطفى حمدان الذي أوضح بعد اللقاء أنه تداول مع رئيس الجمهورية في عدد من المواضيع الراهنة محلياً وإقليمياً. وقال: «لقد لمستُ منه حرصاً وتصميماً واضحين على استمرار العهد في عملية الإصلاح والتغيير لا سيما لجهة مكافحة الفساد ووقف التطاول على حقوق الدولة ومصالحها من أي جهة أتت. وكانت مناسبة نقلت فيها إلى الرئيس عون التهاني بنجاح العملية العسكرية الاستباقية التي قام بها الجيش مؤخراً ضد الإرهابيين الذين باتوا يشكلون خطراً إضافياً على الوجود اللبناني، ما يفرض على الجميع الوقوف خلف مؤسسة الجيش وقائدها والتشديد على ضرورة تعاون اللبنانيين مع المؤسسات الأمنية للدولة كي يكونوا فريقاً واحداً لمكافحة الإرهاب. وخرجت بعد اللقاء مع فخامته بانطباع بأن لبنان سوف يجتاز بخير وسلام المرحلة الصعبة الراهنة، كما حصل في مرات سابقة».
وفي قصر بعبدا، وفد من مخاتير البقاع الغربي تحدّث باسمهم رئيس رابطة المخاتير وليد محمد عبد الرزاق الذي ناشد رئيس الجمهورية إيجاد الحلول الجذرية لمسألة تلوّث نهر الليطاني والإسراع في تنفيذ مشاريع معالجته التي لم تبدأ بعد.
وردّ الرئيس عون مرحّباً بالوفد. ولفت إلى أنه ستتم مراجعة مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة في قضية تراكم السموم في كل من نهر الليطاني وبحيرة القرعون، وكذلك في ما خصّ مسألة صندوق التعاضد للمختارين.
وقال: «إن هذه المسائل هي من الأولويات بالنسبة الينا، وقد اولينا جهدنا لموضوع مياه الشفة والري في البقاع الغربي وتمّ إنشاء آبار للمياه في بعض قراه». مشيراً إلى «أن قضية نهر الليطاني هي قضية ذات منفعة عامة، تستفيد منها كل منطقة يمرّ عبرها هذا النهر من منبعه إلى مصبه، ونحن نعبّر عن تقديرنا لسكان وأهالي منطقة البقاع الغربي، الذين يمثلون الوحدة الوطنية بمكوّناتها وسلوك أهلها الذين تصرّفوا بوعي خلال الأزمات الكبيرة التي مرّ بها لبنان وظلّت تنعم بالهدوء».