وزير الخارجية القطري: نقول للإمارات كفى أكاذيب!

دعا وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دولة الإمارات إلى «الكفّ عن تشويه صورة قطر والمسلمين في الغرب»، معتبراً أنّ «التزام قطر بمكافحة الإرهاب وتمويله أكبر بكثير من مساهمات الدول المحاصرة لقطر».

وأعرب الوزير القطري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني، زيغمار غابرييل، أمس، عقب لقاء جمعهما في العاصمة القطرية الدوحة: «نقدّر ونثمّن الموقف الذي اتخذته ألمانيا الاتحادية منذ بداية الأزمة، حيال الإجراءات المتخذة ضدّ قطر».

وقال الدبلوماسي القطري: «الردّ على مطالب الدول العربية جاء في الإطار العام لمبادئ احترام سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي».

كما أكد «أنه لا يوجد حل للأزمة إلا من خلال طاولة المفاوضات»، مشيراً إلى أنّ «عقوبات الدول العربية إجراءات غير قانونية بذريعة مكافحة الإرهاب».

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل: «إنّ رد قطر كان نزيهاً ولديها استعداد للحوار»، مؤكداً أنها «حاولت أن تشرح موقفها ولم تتهجّم أو تتخذ إجراءات معادية من جانبها».

وأكد غابرييل «ضرورة احترام قطر كشرط أساسي لأيّ مفاوضات»، قائلاً: «يجب احترام سيادة الدولة والحفاظ عليها ويجب أن يكون ذلك واضحاً». وقال: «إنّ بلاده لديها علاقات جيدة مع قطر، ودول مجلس التعاون الخليجي».

وأضاف غابرييل «أنّ استقرار المنطقة وأمنها أمر ضروري، ونعمل مع دول المجلس كلها بلا استثناء»، لافتاً إلى أنه «لا بدّ من مناقشة كيف تعمل كل المنطقة من أجل وقف تمويل الإرهاب؟».

وأشار الدبلوماسي الألماني إلى أنّ «ألمانيا لها علاقات طيبة مع قطر وكل دول الخليج، ومن العادي في حلّ الخلافات البحث عن إجراءات وصيغ، لمناقشة مواطن الجدل»، متابعاً بأنه «لا بدّ من إشراك أطراف أخرى في المساعدة على إيجاد حل».

على صعيد آخر، أعلنت قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، أمس «عزمها زيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 30 في خضم أزمة مع جيرانها الخليجيين الذين فرضوا عليها عقوبات».

ويأتي الإعلان في وقت تستعدّ السعودية والإمارات والبحرين ومصر لتقييم الردّ القطري على طلباتها بتغيير توجهاتها السياسية.

وكانت قطر رفضت لائحة الشروط التي تشمل إغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران، معتبرة أنها تمثل خرقاً لسيادتها.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر «نحن أمام مفصل تاريخي لا علاقة له بالسيادة»، وتابع مغرداً «إما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق».

واكد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد أثناء مؤتمر صحافي في ابوظبي أمس، «إنه من السابق لأوانه الحديث عن اعتماد إجراءات إضافية ضدّ قطر في حال لم تستجب الدوحة للمطالب المقدّمة لها».

وأعلن سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة «قطر للبترول» العامة الضخمة، خلال مؤتمر صحافي عقده في الدوحة، «أنّ قطر تنوي إنتاج مئة مليون طن من الغاز الطبيعي في السنة بحلول 2024». وقال الكعبي للصحافيين إنّ «هذا المشروع الجديد سيقوّي موقع قطر الريادي».

وأضاف «سنبقى أول منتج للغاز الطبيعي المسال لفترة طويلة جداً». وأضاف: «أنّ مشروع زيادة الإنتاج سيتم بالتعاون مع شركات دولية».

ويصل إنتاج قطر الحالي إلى»77 مليون طن في السنة. وهذه الزيادة سترفع مستويات الإنتاج إلى ما يوازي ستة ملايين برميل من النفط في اليوم»، كما ذكر الكعبي.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «قطر للبترول» أنه «في حال مارست السعودية وحلفاؤها ضغوطاً لمنع مثل هذه الشراكة فإنّ قطر ستمضي وحدها في زيادة الإنتاج»، مشيراً إلى أنه «إذا لم تكن هناك شركات مستعدة للعمل معنا، فسنصل إلى هدف المئة مليون طن».

ويأتي الإعلان القطري غداة توقيع إيران عقداً بقيمة 4.8 مليارات دولار مع تحالف شركات بقيادة توتال الفرنسية.

وبموجب المشروع الذي يمتدّ لعشرين عاماً فإنّ تحالف الشركات سيستثمر 2 مليار دولار 1,76 مليار يورو في تطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي.

وكانت «قطر للبترول» أعلنت في نيسان عزمها زيادة الإنتاج بنسبة 10 في القطاع الجنوبي من حقل الشمال، أكبر حقل للغاز في العالم، والذي تتشاركه مع إيران، في خطوة تعيد إطلاق المشاريع في الحقل لأول مرة منذ 12 عاماً.

وكانت قطر جمّدت مشاريع التطوير في حقل الشمال بانتظار اكتمال الدراسات حول أثر زيادة الإنتاج على المدى الطويل.

وكان الكعبي أشار في نيسان إلى أنّ «قطر للبترول» أجرت «دراسات وافية منذ عام 2005» وأنفقت مليارات الدولارات لتطوير الحقل، معتبراً أنّ «الوقت الحالي مناسب للمضي بمشاريع جديدة فيه».

يُذكَر أنّ بين 1997 و2014 بلغت عائدات قطر من تصدير الغاز الطبيعي المسال 125 مليار دولار 117 مليار يورو بحسب مرصد «ايكونوميك كومبلكسيتي» المتخصص في التجارة الدولية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى