العبّادي يؤكّد وجود محاولات لشقّ الصف الوطني.. والجبوري يرى هزيمة الإرهاب سببها وحدة العراقيّين
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إنّ القوات العراقية نجحت في إفشال مخطّطات «داعش»، وإنّ «أهل الموصل معنا وليس مع الإرهاب».
العبادي أكّد في مؤتمر صحافي، أنّ أيّ مطالبة لقتال فلول التنظيم خارج الحدود العراقية «تُعدّ غير دستورية»، مُبدياً طموحه بتحويل العراق إلى «نقطة التقاء إقليمي ودولي»، محذّراً ممّا أسماه «محاولات شقّ الصف الوطني في أيام الانتصارات».
رئيس الوزراء العراقي، قال إنّ كلّ ما يُثار عن حلّ الحشد «مجرد أكاذيب وعمل مخابراتي دولي»، داعياً المجتمع الدولي إلى المشاركة في إعمار ما دمرّه «داعش».
من جهته، اتّهم القيادي في الحشد الشعبي محمد البصري، أمس، الولايات المتحدة بالسعي إلى «تخريب علاقة الحشد الشعبي مع القائد العام للقوات المسلّحة حيدر العبادي».
وذكر البصري، أنّ محاولات الولايات المتحدة تسويق مفهوم تمرّد الحشد على أوامر العبادي، ومحاولة قطعاته السيطرة على الحدود العراقية السورية بقرارات منفردة، هو «رد ّفعل طبيعي بعد الانتصارات التي حقّقها الحشد على داعش».
وأضاف البصري، أنّ «التوجّه صوب الحدود وتحريرها جاء بأوامر من الرئيس العبادي، وتمّت تلبيتها كوننا جزء من المنظومة العسكرية التابعة للدولة»، مبيّناً أنّ «واشنطن لا تخوّفنا ولا تجرّبنا على إرادتها».
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إنّ «الدماء التي سالت يجب أن تُصان عبر صون كرامة العراقيّين، وبذل جهد لما بعد مرحلة النصر»، ورأى أنّ هزيمة الإرهاب «سببها تعاضد سواعد العراقيين».
ميدانيّاً، تمكّنت القوات العراقية من تحرير عدّة مناطق في أيمن الموصل، بينها باب السراي والمرآب ذو الطوابق وجامع الخزام وساحة النقل.
ونقلت خليّة الإعلام الحربي عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، أنّ قوّات الشرطة الاتحاديّة حرّرت ساحة باب الطوب وكراج باب الطوب متعدّد الطوابق، ودورة الأجهزة الدقيقة وجامع خزام، وتسيطر على طريق خالد بن الوليد في المدينة القديمة من أيمن الموصل.
وكان قائد قوات الشرطة الاتحادية، أعلن أنّ قطعات الشرطة الاتحادية تندفع باتجاه منطقة النجفي آخر المناطق الواقعة تحت سيطرة «داعش» في المدينة القديمة من ثلاثة محاور. وأضاف أنّ «وحدات اللواء 9 واللواء 10 توغّلت من جهة الغرب باتجاه منطقة النجفي وجامع الشيخ أبو العلا، واندفعت وحدات النخبة من الجنوب باتجاه شارع خالد بن الوليد، فيما تقدّمت وحدات اللواء 19 مسنودة بالفرقة الآليّة من جهة النهر باتجاه شارع النجفي».
إلى ذلك، استهدفت القوات العراقية عناصر «داعش»، وطوّقت تحرّكاتهم في القليعات والميدان آخر معاقل التنظيم في الموصل القديمة.
وقالت مصادر، إنّ الاشتباكات في الموصل القديمة تركّزت بين ضفاف دجلة، وما تبقّى من مواقع لفلول «داعش» في المدينة. وأضافت أنّ عمليات الاقتحام تركّزت من المحورين الشمالي والجنوبي للموصل القديمة.
بدوره، أعلن الحشد الشعبي إحباطه هجوماً لـ«داعش» على الحدود العراقية السورية غرب الموصل، وقتل 100 عنصر من التنظيم وتدمير 15 من أنواع عجلاتهم خلال إحباط الهجوم باتجاه تلّ صفوك.
وأكّد إعلام الحشد، أنّ «اللواء 13» تمكّن من صدّ هجوم كبير لتنظيم «داعش» على الحدود مع سورية، لافتاً إلى أنّ قوات اللواء تمكّنت من «حرق كدس للعتاد تابع للإرهابيين».
وأضاف، أنّ قوات الحشد التي ترابط على الحدود العراقية السوريّة تحسّباً لهجوم مماثل لعناصر التنظيم، دمّرت سيارة تحمل سلاحاً ثقيلاً للتنظيم في تلّ صفوك الحدودية مع سورية، وقال إنّ «سرايا أنصار العقيدة صدّت هجوماً لتنظيم «داعش» الإجرامي في تلّ صفوك، وتمكّنت من تدمير سيارة تحمل سلاح 23 ملم وقتل قناصاً له».
وفي السياق، أكّد الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي الثلاثاء، أنّ تنظيم «داعش» فشل في اختراق قطعات الحشد الشعبي على الشريط الحدودي غرب الموصل، مشيراً إلى أنّ قوات الحشد كبّدت عناصر التنظيم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدّات.
وقال الولائي في تصريح لموقع الحشد الشعبي، إنّ «تنظيم «داعش» الإجرامي هاجم وبأعداد كبيرة فجر صباح أمس، الشريط الحدودي مع سورية من ثلاثة محاور باتجاه تلّ صفوك غرب الموصل»، مؤكّداً أنّ «التنظيم تقدّم بأكثر من 40 دراجة نارية و350 مقاتل انغماسي و6 عجلات مفخّخة، بالإضافة إلى شفلين وأربع دبابات».
وأضاف الولائي، أنّ «طيران الجيش العراقي كان له دور كبير في تقديم الدعم والإسناد الجوي لقوّاتنا بصدّ الهجوم».
يُذكر أنّ قوّات الحشد الشعبي حرّرت بعمليات عسكرية واسعة مساحات كبيرة من الشريط الحدودي مع سورية، ممّا جعل العدو يشنّ تعرّضات للعودة إلى هذه المناطق نظراً لأهمية المنطقة الاستراتيجية غرب الموصل.
من جهةٍ ثانية، أعلنت قوّات الحشد الشعبي أيضاً عن مقتل العشرات من عناصر «داعش» غرب الموصل، وتدمير خمس عجلات تابعة لهم.
من ناحيته، طالب زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، بتأجيل الاستفتاء في انفصال الإقليم كخطوة أولى لإلغائه مستقبلاً. وشدّد الصدر على أنّ العراق «واحدٌ وللجميع»، وأكّد «ألّا فرق بين مكوّن وآخر ما دام الجميع يخدم العراق ولا يعمل بأجندات خارجية».
وفي سياقٍ متّصل، أكّدت لجنة الأمن في برلمان إقليم كردستان العراق، أمس، على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المناطق الحدوديّة، فيما أشارت إلى أنّها أبلغت الأحزاب الكرديّة الإيرانية المعارضة عدم رغبتها وجود حالة من عدم الاستقرار على حدودها مع إيران.
وقال نائب رئيس اللجنة ناظم هركي، إنّ لجنته «قدّمت تقارير عن أوضاع المناطق الحدودية مع الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية»، مؤكّداً أنّ «إقليم كردستان لا يرغب بوجود حالة من عدم الاستقرار على الحدود مع إيران».
من جانبٍ آخر، أعلنت حكومة كردستان العراق في بيان، «التزامها بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخّل بشؤون الآخرين».
يُذكر أنّ أغلب الأحزاب المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تتّخذ من إقليم كردستان العراق مقرّاً لها، وبعضها مدعوم مالياً من ميزانيّة الإقليم الرسمية!