مشاركون في ملتقى الاستثمار السوري الأول: نقطة انطلاق فعلية نحو إعادة الإعمار

مؤشر تعاف ونقطة انطلاق فعلية لمرحلة إعادة الإعمار.. عناوين اختارها رجال أعمال وفعاليات اقتصادية وصناعية ورسمية لملتقى الاستثمار السوري الأول الذي عقد في فندق الداما روز بدمشق، معتبرين في الوقت ذاته أنّ الوصول إلى نتائج إيجابية يتطلب تسهيلات حكومية أكبر وبيئة تشريعية حاضنة ورغبة حقيقية بالتشاركية.

ورأى رئيس اتحاد المصدرين السوريين محمد السواح «أنّ حالة التعافي التي تعيشها سورية أسهمت بلفت الأنظار لموضوع الاستثمار فجاء الملتقى بتوقيت مناسب ورداً على التساؤلات حول المشاريع الاستثمارية المطروحة والميزات والتسهيلات المقدمة من الحكومة»، مبيناً أنّ دور الاتحاد تسويق هذه المشاريع للراغبين في الاستثمار والقيمة المضافة للمنتج ومفاتيح نجاح المشروع والتعريف بأسواق التصدير المتاحة للصناعة السورية».

ولفت السواح إلى أن الملتقى طرح «مشاريع كبيرة ومتنوعة» تراعي حاجة السوق وتمتلك جدوى اقتصادية وهي تحتاج إلى تشاركية، معتبراً أنّ التشريعات وما تقدمه الحكومة من تسهيلات عوامل أساسية لنجاح المشروعات ونقاط جذب للاستثمار، داعياً إلى تقديم تحفيزات اكثر لجهة تشجيع المستثمرين خارج سورية للقدوم وطرح مشاريع فيها.

من جهته، عبّر رئيس اتحاد غرف السياحة محمد خضور عن تفاؤله بالملتقى لجهة الحضور الكبير من قبل الراغبين بالاستثمار وهو مؤشر لتعافي سورية على حد تعبيره، مؤكداً أهمية التشاركية لتنفيذ المشاريع والاستثمارات، لا سيما التي تحتاج رؤوس أموال كبيرة.

واعتبر رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس «أنّ عنوان الملتقى دليل انطلاق مرحلة إعادة الإعمار في سورية عبر مشاريع مختلفة وهو فرصة ليطرح المستثمرون ما لديهم من معوقات أمام الجهات المعنية»، لافتاً إلى أنّ غرف الصناعة تركز على المشاريع الصناعية والتصديرية كتصنيع المواد الزراعية ومشاريع البنى التحتية.

بدوره، لفت محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى إلى عرض عدد من المشاريع من طرطوس «كنواة يمكن أن تنسحب على كثير من المشاريع الموجودة للاستثمار فيها»، مؤكداً استعداد المحافظة لتقديم التسهيلات وتأمين البنى التحتية والأرض المناسبة لإقامة المشروعات الاستثمارية عليها.

وقال أبو سعدى: «نسعى بالشراكة مع مختلف الجهات إلى وضع رؤية لتكون طرطوس عاصمة اقتصادية بما تمتلكه من مقومات ومناطق جذب للاستثمارات»، مؤكداً ضرورة العمل من أجل تحقيق توازن بالاستثمارات بين المدينة والشريط الساحلي والجبل والتنسيق والتعاون مع وزارة السياحة لإيجاد حلول للمشاريع المتوقفة والمتعثرة.

ورأى المدير العام للمدينة الصناعية في حلب المهندس حازم عجان أنّ الملتقى أعاد توجيه الاستثمار نحو الصناعة كما أظهر الواقع وطرح أفكاراً تواكب مرحلة إعادة الإعمار في مختلف المجالات، موضحاً أنّ المدينة الصناعية في حلب قدمت نحو 20 مشروعاً وهي مشاريع تحفيزية لمشاريع مستقبلية أخرى.

من جانبه، لفت رئيس غرفة سياحة ريف دمشق عبد الباري شعيري إلى أهمية الملتقى لجهة عرض مشاريع سياحية في أماكن استراتيجية ذات الجذب السياحي يمكن أن تؤمن الكثير من فرص العمل، متوقعاً أنّ تلقى المشاريع المطروحة إقبالاً لدى المستثمرين ولا سيما مع التسهيلات المقدمة والشروط الميسرة.

وبيّن شعيري دور غرف السياحة في تشجيع المستثمرين من أبناء البلد للاستثمار بهذه المشاريع، موضحاً أنّ حركة السياحة الداخلية لم تتوقف رغم الأزمة وقد شهدت الأيام الماضية إعادة تشغيل نحو 25 منشأة سياحية بين فندق ومطعم في بلودان وقريباً الأمر ذاته في صيدنايا.

واعتبر عضو مجلس إدارة غرفة سياحة المنطقة الشمالية شكري قيموجي أنّ الحضور الكبير الذي شهده الملتقى دليل رغبة المستثمر السوري بالعمل وأنّ الوقت مناسب للبدء بمشاريع سياحية في حلب لإعادة إعمار السياحة فيها وعودتها إلى ألقها.

من جانبه، عبّر مدير الشركة السورية الألمانية للاتصالات المهندس محمد المعلم عن أمله أن يسهم الملتقى بوضع تصورات ومقترحات تسهم في تطوير قطاع الاستثمار في سورية، موضحاً أنّ الشركة تدرس جدياً التعاون مع الشركة السورية للاتصالات فيما يتعلق بمشروع خلايا ضوئية وتأمل تجديد الشراكة معها التي بدأت عام 2003 وتنتهي في الربع الأول من عام 2018، وموضحاً أنّ الشركة نفذت خلال السنوات الماضي مشروعاً متعلقاً بتصنيع تجهيزات لاسلكية حيث أمنت 120 محطة بسائر سورية تخدم 120 ألف مشترك.

ووصف صاحب شركة «سافكو» السورية للهندسة والصناعة والاستثمار ومديرها العام المهندس علي الصفوك موعد الملتقى بـ «الوقت المناسب للاطلاع على المشاريع التي يمكن أن يسهم بها المستثمرون ومن مختلف المجالات في مرحلة إعادة الإعمار»، لافتاً إلى أنّ الشركة وقعت بداية الشهر الجاري عقداً مع شركة لبنانية متخصصة بصناعة سقالات البناء لإنشاء معمل سقالات خارجية وسقالات صبّ وقوالب لجدران الدعم في دمشق لتغطية احتياجات السوق المحلية ويؤمن المعمل فرص عمل لنحو 120 عاملاً وموظفاً ويبلغ رأس المال التشغيلي للمرحلة الأولى 2 مليون دولار، معتبراً أنّ أي مشروع في هذه المرحلة يدعم الاقتصاد الوطني ويرسم خطوط التنمية الاقتصادية والاستثمارية في سورية المستقبل.

من جانبها، أكدت سيدة الأعمال ريما العمري من غرفة تجارة ريف دمشق ضرورة التشاركية بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالاقتصاد والصناعة ودعم الإنتاج الوطني والتركيز على تشجيع بيئة الاستثمار في سورية عبر إيجاد بيئة تشريعية وقانونية مناسبة وطرح تسهيلات مصرفية.

وكان ملتقى الاستثمار السوري الأول عقد يوم أول أمس في فندق الداما روز بدمشق حيث ناقش المشاركون آفاق تطوير الاستثمارات وتشجيعها من خلال تأمين كلّ التسهيلات اللازمة لها ووضعها موضع التنفيذ.

ورافق الملتقى معرض للمشاريع الاستثمارية يطرح فرصاً استثمارية في عدة محافظات مع الجدوى الاقتصادية ورأس المال المطلوب لها.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى