موسكو تكشف مخطّط لتمثيلية كيميائية بسورية.. وتشير إلى تواطؤ الأميركيّين مع «داعش» في الرقة
قالت الناطقة بِاسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إنّ المسلّحين في سورية «يخطّطون لاستفزازات كيميائيّة تمثيلية لتبرير شنّ ضربات أميركية على سورية».
وفي مؤتمر صحافي قالت زاخاروفا، إنّ «الاستفزازات هدفها تحضير أرضيّة لاتهام الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائيّة».
وأعلنت زاخاروفا، أنّ موسكو مرتاحة لسير مفاوضات أستانة، مضيفةً: «عدا عن تحسين الوضع على الأرض واستدامة وقف النار وإنشاء ظروف ضرورية لتسوية الوضع الإنساني وعودة اللاجئين والنازحين، فهي أيضاً تساعد على دفع المشاورات السوريّة في جنيف برعاية الأمم المتحدة».
وقالت إنّ موسكو تأمل أن تقوم «جميع القوى الصحيّة في المعارضة على ترسيخ السلام والنظام في سورية، وتقوم بشكل بنّاء بالمشاركة في المفاوضات مع وفد الحكومة السورية».
وفي سياقٍ آخر، قالت الخارجية الروسية إنّ «داعش» ينقل معامل وآليّات لصنع الأسلحة الكيميائية من الرقة إلى مناطق سيطرتها في دير الزور، معتبرة أنّ نقله للورش من الرقة «يشير إلى تواطؤ التحالف بقيادة واشنطن مع المسلّحين».
وكان رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانة في كازخستان ألكسندر لافرنتييف، أعلن أنّه لم يتمّ الانتهاء من اتفاق مناطق تخفيض التصعيد في سورية، مؤكّداً في ختام جولة المحادثات السورية أنّ مناطق خفض التوتّر موجودة في الواقع ومستوى العنف فيها تقلّص بشكل كبير، مؤكّداً السعي لإنهائه تماماً.
أمّا رئيس الوفد السوري إلى أستانة بشار الجعفري، فقد كشف أنّ «الحكومة السورية تعوّل على مسار محادثات أستانة»، مؤكّداً أنّه ستصدر وثيقتان في ختام الاجتماع لا علاقة لهما باتفاق مناطق تخفيف التصعيد في سورية، وأنّ إصرار تركيا على إدخال قواتها إلى سورية هي عملية ابتزاز».
وفي السياق، عبّرت وزارة الخارجية الروسية عن خيبة أملها من التقرير النهائي للجنة التحقيق المعنيّة بالهجوم الكيميائي بخان شيخون السورية، مشيرةً إلى أنّ المحقّقين لم يفعلوا شيئاً للحصول على أدلّة دامغة.
وأوضح ميخائيل أوليانوف، رئيس القسم المعني بعدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية: «كنّا نعوّل على تحقيق نتائج أهم وموثوقة بقدر أكبر، تقرّبنا من تحديد هويّات المذنبين».
جاء ذلك خلال إيجاز صحافي عقده أوليانوف للممثّليين الدبلوماسيّين المعتمدين لدى موسكو، ليقدّم لهم التقييمات الروسيّة للتقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة الأسبوع الماضي.
وذكر الدبلوماسي الروسي، أنّ الاستنتاج الرئيسي الذي يتضمّنه التقرير وهو يتمثّل في التأكّد الكامل من استخدام مادة السارين في بلدة خان شيخون بريف إدلب في 4 نيسان الماضي – ورد كذلك في التقرير الأوّلي الذي قدّمته اللجنة قبل شهرين. وبذلك لم يحقّق عمل البعثة خلال الشهرين الماضيين أيّ نتائج تقريباً، ويمكن اعتباره إضاعة للوقت.
ولفتَ الدبلوماسي الروسي إلى أنّ التحقيق في ملابسات الهجوم يصبح أمراً أكثر صعوبة يوماً بعد يوم.
ولفتَ الانتباه إلى أنّ المحقّقين تجاهلوا تماماً الصور واللقطات المصوّرة لآثار وضحايا الأحداث في خان شيخون، والتي حاول الجانب الروسي عرضها خلال اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لكنّه واجه مواجهة شرسة من قِبل الوفد الأميركي.
وشدّد على أنّ المحقّقين بتجاهلهم لهذه الأدلّة، يتفادون النظر في فرضيّة «التمثيلية الكيميائية» في خان شيخون، إذ سبق للخبراء الروس أن أشاروا إلى أنّ هذه المواد المرئيّة تتضمّن العديد من العناصر الغربية، لا تتناسب مع أعراض التسمّم بغاز السارين.
وتابع أوليانوف، أنّ خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم ينتبهوا أيضاً إلى عدم وجود أيّة بقايا لقنبلة جوّية في صور الحفرة التي قيل إنّها ناجمة عن إسقاط قذيفة كيميائيّة على خان شيخون.
وذكّر بأنّ الخبراء الأمميين أعلنوا أنّهم حصلوا من نشطاء منظمة «الخوذ البيضاء» على «أدلّة مادية» معينة، لكنّهم لم يهتمّوا بالحصول على الأنبوبة المكسورة التي تظهر بوضوح في صور الحفرة. وتساءل قائلاً: «أين توجد اليوم هذه الأنبوبة التي قد تساعدنا في إلقاء الضوء على طريقة استخدام غاز السارين؟ ليس لدينا طريق لنعرف ذلك إلّا التخمين».
ميدانياً، قالت الخارجية السورية إنّ «ما يقوم به نظام أردوغان من سياسة العدوان والأوهام التوسّعية في سورية يخالف الشرعيّة الدولية».
وفي بيان لها، اعتبرت الخارجية السوريّة أنّ «العدوان التركي الجديد في أعزاز وجسرين وأخترين يأتي في سياق الدور التدميري لتركيا في سورية».
ورأت الخارجية، أنّ هذا «العدوان يجعل أنقرة شريكاً أساسياً للإرهاب والتآمر ضدّ سورية بما يشكّل تهديداً جدّياً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».
وكان الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان قد توعّد بتنفيذ عمليات عسكرية في منطقة عفرين إذا شكّلت القوات الكردية التي تسيطر على هذه المنطقة تهديداً لتركيا، كما خرجت تظاهرات للكرد في تلك المنطقة تندّد بالتدخّل التركي.
وفي السياق، أحكمت وحدات من الجيش السوري والقوات المساندة له الطوق الناري كاملاً على حقل «الهيل» النفطي بريف تدمر الشرقي، حيث تمكّنت القوات البرّية من حصار الحقل من معظم الاتجاهات وتمركزت ضمن طوق لا يتجاوز الكيلومتر الواحد لتصبح على بُعد مسافة قريبة منه، فيما وتجري اشتباكات عنيفة بين القوّات السورية ومسلّحي جماعة «داعش» الإرهابية الذين يتمركزون في بلدة «حليحلة» ومحيط حقلَي آراك والمحطة الثالثة.
وأعلن مصدر عسكري، أنّ الجيش السوري يعمل على إنهاك المسلّحين الذين يتمركزون في محيط الحقل قرب المحطّة الثالثة عبر قطع كافّة الإمدادات والثغرات التي تدعم تواجدهم، فهم باتوا تحت الضربات الناريّة المباشرة ولا يمكنهم الصمود وقت طويل باعتبار المنطقة مكشوفة والجيش السوري سيطر على كافة المرتفعات المشرفة.
وأضاف المصدر: «إنّ تنظيم «داعش» الإرهابي لم يتبقَّ له موارد نفطية تدعم وجوده، لذا يحاول بكافة الوسائل الدفاع بشراسة عن تلك الحقول، ولكنّ الإسناد الجوي الذي يرافق القوّات البرّية يبدّد من أحلامه ويجعل وجوده مجرّد مصيدة تكبّده مزيداً من الخسائر، وقد حقّقت الطلعات الجويّة المروحية والقاذفة خلال اليومين الماضيين نتائج كبيرة أسهمت في منح القوات البرّية مزيداً من التقدّم.
وكانت القوّات السورية والحلفاء قد باشرت قبل أيام بحشد تحضيرات ميدانية كبيرة للاتجاه نحو بلدة «السخنة»، ومنها إلى دير الزور المحاصرة آخر معاقل تنظيم «داعش» في تلك المنطقة.
إلى ذلك، ارتقى 4 شهداء وجرح 9 أشخاص في تفجير انتحاري استهدف كراجات انطلاق الحافلات نحو مصياف في مدينة حماة.
استشهد 4 مواطنين وأُصيب 11 آخرون بجروح جرّاء تفجير إرهابيّ انتحاريّ نفسه بحزام ناسف في كراج الانطلاق الغربي بمدينة حماة.
وقال محافظ حماة الدكتور محمد الحزوري في تصريح لـ«سانا»، إنّ «إرهابياً انتحارياً فجّر نفسه بحزام ناسف في مدخل كراج الانطلاق الغربي، في وقت يشهد فيه الكراج حركة نشطة للمواطنين، ما تسبّب باستشهاد امرأتين وإصابة 11 مدنيّاً، اثنان منهم في حالة حرجة».
وأوضح المحافظ، أنّه «عقب التفجير الإرهابي، تمّ العثور على عبوتين ناسفتين في الكراج حيث قام عناصر الهندسة بتفكيكهما».
وفي وقتٍ لاحق، ذكر مصدر بمديريّة الصحة أنّ عدد الشهداء «ارتفع إلى 4 بعد وفاة شخصين من بين الجرحى متأثرين بجروحهما البليغة التي أُصيبا بها جرّاء التفجير».