أهالي العسكريين المخطوفين يواصلون قطع الطرق وريفي يصف الإرهابيين بـ«الثوار» ويرغب بـ«علاقات أخوية» معهم

واصل أهالي العسكريين المخطوفين تحركهم الاحتجاجي فعزلوا أمس منطقة البقاع عن بيروت بقطعهم طريق ترشيش- زحلة في الاتجاهين بالإطارات المشتعلة لبعض الوقت.

وأكد الأهالي الذين رفعوا صور العسكريين، أنهم سيستمرون في قطع كل الطرقات حتى عودة أبنائهم. وطالبوا الحكومة بالعمل فوق الطاولة والقبول بالمقايضة، فيما اصطفت أرتال من السيارات والشاحنات على جانب الطريق لنحو ساعتين، قبل إعادة فتحها بعد الظهر، «احتراماً للمواطنين» كما قال الأهالي، متوعدين بالتصعيد كل يوم إن لم يلمسوا عملاً رسمياً جدياً «والغد لناظره قريب»، وسألوا وزير العدل أشرف ريفي: «ما موقفك من قضية الموقوفين الاسلاميين»؟ مطالبين بإشراكهم في أعمال خلية الأزمة الوزارية. وتزامن قطع طريق ترشيش زحلة مع استمرار قطع طريق ضهر البيدر، كلياً حتى أمام الحالات الإنسانية، بعدما رفع أهالي العسكريين السواتر الترابية في وسطها.

قطع طريق القلمون

وشمالاً، قطع أهالي الجندي ابراهيم مغيط الطريق الدولية في القلمون، عند الثانية عشرة ظهراً، حيث تمّ تحويل السير إلى الطريق البحرية القديمة. ثم أعيد فتحها مساء. وأعرب الأهالي الذين تحدث باسمهم شقيق الجندي مغيط، عن قلقهم بعدما أشيع عن انسحاب الوسيط القطري، ملوحين بالتصعيد في كل المناطق اللبنانية، بالتنسيق بين الأهالي، إذا لم تتحرك الحكومة. وكان ذوو المعاون المخطوف بيار جعجع قطعوا طريق برقا عيناتا أول من أمس، مؤكدين أنهم سيعتصمون على طريقي المرفأ والمطار من أجل الضغط على الحكومة وسينصبون الخيم هناك. وكشفت زوجة الجندي علي البزال رنا فليطي، من جهتها، أنها تلقت أول من أمس اتصالاً منه، وقالت إنه طمأنها إلى وضعه مع رفاقه، طالباً الاستمرار في قطع الطرق وعدم التعرض للنازحين السوريين، محذراً من أنّ التعرض لهم سيضعه ورفاقه في وضع خطر.

ريفي: التفاوض جدّي

وزار وزير العدل أشرف ريفي أهالي العسكريين المخطوفين في الخيمة التي نصبت عند أوتوستراد القلمون، حيث أكد أنّ «قضية المخطوفين أولى الأولويات في لبنان، سواء على مستوى الحكومة أو المؤسسات العسكرية والأمنية أو على مستوى القطاعات السياسية كافة». وإذ شدّد على «بذل الغالي والنفيس لتحرير أسرانا مهما كلف الأمر»، أمل أن «تكون المفاوضات سريعة وأن يتمّ الإفراج عنهم في أسرع ما يمكن». وقال: «وصلنا إلى نقطة تفاوض جدي، والمطلوب أن نتكلم بالعموميات حتى لا نسيء إلى المفاوضات».

واعتبر ريفي أنّ قضية العسكريين الأسرى تشكل نقطة سوداء في ما سماه «مسيرة الثورة السورية» و«صورة العلاقة المستقبلية بيننا». وتوجه إلى الخاطفين بالقول: «يجب أن تعيدوا النظر في هذه القضية وأن تبذلوا كل الجهود لإطلاق سراح العسكريين، وإننا نرغب في بناء علاقات أخوية، علاقات جوار واحترام للإنسان، ويجب ألا تسود هذه العلاقة أية نقطة سوداء».

وردة يحذر من عواقب قطع الطرق

وحذّر الوزير السابق سليم وردة في بيان، من أنّ استمرار قطع الطرقات وعزل محافظة البقاع «ينذر بعواقب وخيمة»، سائلاً: «لماذا يسمح لخاطفي عسكريينا أن يخطفوا أيضاً محافظة البقاع بأكملها، ويستخدموا أهلها واقتصادها ورقة ضغط؟».

واعتبر أنّ «قطع الطرق يضرّ أولاً بتحرك أهالي العسكريين الذي لا يشدّ الخناق سوى على البقاع، ويفاقم النقمة على حكومة تعفي نفسها من مسؤولياتها تجاه أكبر محافظات لبنان، ولا يحقق سوى مآرب الخاطفين».

وزار وفد من وكالة داخلية المتن الأعلى في الحزب التقدمي الاشتراكي عائلات العسكريين المخطوفين المعتصمين في ضهر البيدر، لمناسبة عيد الأضحى، وأكد «التضامن مع الأهالي»، مثمناً الدور الذي يقوم به رئيس الحكومة تمام سلام وخلية الأزمة والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «وذلك بالتشاور الدائم مع رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط «.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى